المقالات

الأخوات والميراث

جريده موطني

الأخوات والميراث

بقلم / محمـــد الدكـــروريالأخوات والميراث

الحمد لله والصلاة علي رسول الله أما بعد فيا أيها المسلمون لقد تفضل الله على عباده بنعم لا تحصى ومنن لا تستقصى، فكل نعمة يراها العبد على نفسه هبة من الله، فقال تعالى ” وما بكم من نعمة فمن الله ” واعلموا أن هناك نعماً خص الله بها فئة من الناس وحرمها فئة أخرى، ابتلاء منه سبحانه وتمحيصا لعباده، ليميز الخبيث من الطيب، فقال تعالى ” ولله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير ” فمن أعظم النعم على الإنسان بعد نعمة الإسلام هي نعمة الولد، وخصوصا الولد الصالح، ونعمة الولد لا يعرف قدرها إلا من حُرمها، فكم من الناس من مُنع نعمة الأبوة والأمومة، فتراه يسعى جاهدا ليلا ونهارا.

 

بكل ما أوتي من جهد ومال للحصول على الولد الذي فقده ولكن قدرة الله تعالى فوق الطاقات والأموال المهدرات لأنه سبحانه عليم قدير، يختبر العباد ويمتن على الإنسان، فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون، فاتقوا الله أيها الآباء واتقين الله أيتها الأمهات، واتقوات الله أيها الأخوة والأخوات، وإياكم والظلم، فقيل أن هناك شاب حرم أخواته الثلاث من الميراث، فأخواته الثلاث طلبن منه حقهن من أبيهن المتوفى، ووعدهن في ليلة كذا أعطيكن حقكن ونكتب الأوراق الرسمية وجاءت أخواته على الموعد وكان قد جهز الأوراق والتنازلات وحينما دخلن أمرهن بالتوقيع والبصمات فوقعن وبصمن بحسن نية، وبعد التوقيع والبصمات وضع الأوراق في حقيبته وقال اخرجن فليس لكن شئ عندي فقد أخذتن حقوقكن كاملة وهذه هي المستندات .

 

فقالت إحداهن بعد أن رفعت يديها إلى السماء حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا أخي اللهم خذ لي حقي من أخي اللهم أرني فيه يوما وكأن أبواب السماء مفتحة فسقط على الأرض يصرخ ويستغيث فحملوه إلى المستشفى فأصيب بشلل شلت يده بدعوة مسكينة مظلومة وقرر الأطباء أن حالته ميئوس منها وظل عشرة أيام يصرخ من شدة الألم وشكته أخته إلى أحد الدعاة، وجاء هذا الشيخ ليذكره بالله ورد الحقوق فقال يأخذوا كل مالي وأمر الأخ وكيله المحامي بإعطائهن حقهن غير منقوص وتم تسليمهن حقهن كاملا فسر وجه أخته التي دعت عليه قبل، ورفعت يديها إلى السماء وقالت اللهم اشف أخي ابن أبي وأمي، فوقف المريض على قدميه بقدرة الله تعالي واحتضن أخته وبكي وبكت أخته وبكى الجميع.

 

فحقا إنها دعوة مظلومة سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل عنها الله عز وجل فإياكم وأكل الميراث وإياكم ودعوة المظلوم، فلا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا، فالظلم ترجع عقباه إلى الندم، تنام عينك والمظلوم منتبه، يدعو عليك وعين الله لم تنم، فيا أيها الناس أن أولادنا ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا وفلذات أكبادنا وأحشاء أفئدتنا وزينة حياتنا، فقال تعالى ” المال والبنون زينة الحياة الدنيا ” فالأولاد قرة الأعين وبهجة الحياة وأنس العيش بهم يحلو العمر، وعليهم تعلق الآمال وببركة تربيتهم يستجلب الرزق وتنزل الرحمة ويضاعف الأجر، وقد أحسن من قال إنما أولادنا بيننا، أكبادنا تمشي على الأرض، لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني عن الغمض.الأخوات والميراث

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار