شريط الاخبار

الأفعال الحسنة التي تطمئن لها النفس

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن الأفعال الحسنة التي تطمئن لها النفس

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي كان من هدية صلى الله عليه وسلم هو أن يخطب في كل وقت بما تقتضيه حاجة المخاطبين ومصلحتهم، فعن عمرو بن أخطب قال ” صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر، فنزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر، ثم نزل فصلى، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس، فأخبرنا بما كان وبما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا ” رواه مسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يراعي أحوال الناس في خطبته، فتارة يقصر في الخطبة وهو الغالب، وتارة أخرى يطيل الخطبة عند حاجة الناس.

كما ورد عنه ذلك في خطبة الوادع، حيث أطال فيها لما كان فيه من المصلحة، واجتماع الناس وتلقيهم، وكان من كمال هديه صلى الله عليه وسلم أثناء الخطبة، أنه ربما قطعها لحاجة، كإرشاد لأمر معين، أو توجيه أو نصح لمخالف، فقطع خطبته ذات مرة تنبيها على ضرورة صلاة ركعتين فعن جابر رضي الله عنه قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، إذ جاء رجل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ” أصليت يا فلان؟ قال لا، قال صلى الله عليه وسلم ” قم فاركع ركعتين” رواه البخاري و مسلم ، وربما قطع خطبته رعاية لشعور الأطفال كما حصل له صلى الله عليه وسلم حينما نزل من المنبر ليحمل الحسن والحسين، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد فإن تسخير الإمكانات من نفس ومال، وولد وأهل، وكل ما يملك المرء نجده بارزا في سيرة خير القرون، فإن حياتهم كلها كانت جهادا وتضحية في سبيل نصرة هذا الدين، فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يأتي بماله كلِّه، ويقول تركت لهم الله ورسوله، وهذا عثمان رضي الله عنه يجهز جيشا كاملا في غزوة العسرة وهي غزوة تبوك، وهذه المرأة الصالحة التي لم تجد ما تقدمه لنصرة دينها، فتدفع بصبيها الصغير إلى ساحة القتال وتعطيه سيفا، وتقول له ادفع به الأذى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يقوى على حمله فتربطه في ساعده ثم تقف تراقبه، وقد امتلأت فخرا فإذا به يتلقى إصابة تتفجر على أثرها دماؤه، فينظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا لعلك جزعت فترد قائلة لا والله يا رسول الله، كل مصيبة دونَك جلل، أي تهون.

وإن الله عز وجل هو رب العالمين والقرآن الكريم هو كتاب جاء بالخير والصلاح لكل الناس فإن نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم جاء رحمة ونورا لجميع الخلق, فقال تعالي في سورة الأنبياء ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” كما أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أنه جاء بالرسالة الخاتمة الهادية لجميع الناس، والكعبة المشرفة كذلك هي قبلة لجميع الخلق وبركة وهداية لكل الناس حيث قال تعالى في سورة آل عمران ” إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدي للعالمين” ومن رحاب مكة وبجوار البيت الحرام كانت المبادئ الإنسانية التي ودع بها النبي صلى الله عليه وسلم الناس في خطبة الوداع والتي سبق بها جميع المبادئ والقوانين والمواثيق العالمية لحقوق الإنسان ولا عجب إذا بدأها بقوله “أيها الناس” 

الأفعال الحسنة التي تطمئن لها النفسالأفعال الحسنة التي تطمئن لها النفس

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار