الإحتلال بين مثوله أمام الجنائية الدولية وإستهدافة للصحفيين
الإحتلال بين مثوله أمام الجنائية الدولية وإستهدافة للصحفيين
نبيل ابو الياسين
إن إستمرار إستهداف الصحفيين وناقلي الحقيقة لشعوب العالم جريمة حرب، وإنتهاك صارخ لحرية الصحافة، وتعُد وصمة عار عن جبين الصامتين عنها، وإن ما يجرىّ للصحفيين في قطاع غزة هو إستهداف متعمد من الإحتلال المجرم لمحاولة إخفاء جرائمة التي بترتكبها من مجازر لقتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل، وتشجعها على كل هذا الجرائم الإدارة الأمريكية التي إستباحة كل شيئ”القانون الدولي، ومجلس الأمن، وجميع المنظمات الدولية التابعه للأمم المتحدة” جميعها أصبحت مستباحة من قبل قوات الإحتلال الإسرائيلي بدعم ومشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، وإغتيال الصحفيين “مصطفى ثريا”، و “حمزة الدحدوح”، نجل الصحفي” وائل الدحدوح”، في قصف إسرائيلي إستهدفهما عن عمد غرب خان يونس يرفع عدد الصحفيين الشهداء إلى 109 صحفي، وهذا لن يثني باقي الصحفيين عن مزاولة مهنتهم ولن يحول إستهدافهم بين إظهار الحقيقة للعالم أجمع والإستمرار لمزاولة مهنتهم.
وفي الوقت الذي تُحدد فيه محكمة العدل الدولية أولىّ جلساتها لمحاكمة”إسرائيل” بتهمة إرتكابها إبادة جماعية في قطاع “غزة” شاهدنا وشاهد العالم بأسرة التعمّد الصارخ لإرتكاب المزيد من الجرائم بحق الصحفيين وإستهدافهم، وفي إنتهاكٍ واضح للقوانين الدولية، تقترف قوات الإحتلال جريمة جديدة مروعة بإستهداف صحافي الجزيرة، ما أدىّ إلى إستشهادهم، فهل يتحرك العالم الحر بشكل فوري لضمان سلامة باقي الصحفيين، وتتضافر الجهود الدولية لمحاسبة المسؤولين عن إرتكابها تلك الجرائم أم تظل صامتة وعاجزة عن حمايتهم وتكتفي بالفرجة والشجب والتنديد فقط؟.
وفي الوقت الذي يكتفي فيه العالم بالمشاهدة لأكثر من “90” يوماً، أو دعم الإحتلال في جرائم الحرب التي يرتكبها في قطاع غزة كل يوم ،قامت دولة جنوب إفريقيا الإسبوع الماضي في خطوة تتسم بالشجاعة والإقدام والإنسانية برفع دعوىّ ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، على خلفية تورطها في “أعمال إبادة جماعية” ضد الفلسطينيين بقطاع غزة، وعلى الرغم من أن إسرائيل إستهانت بالقضية في البداية، لكن المستشارين القانونيين أبلغوا قادة الحكومة وجيش الإحتلال أنه ستتم ملاحقتكم دولياً إذا إدانتكم، ومازالت حكومة”نتنياهو” اليمينية المتطرفة لا تَكْتَرَثَ لكل هذا، وتقوم بقتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل وإستهدافها الآخير المتعمد لناقلي الحقيقة “الصحفيين “وقتلهم، فضلاًعن؛ جريمة التجويع التي تستخدمها ضد سكان غزة، وتعتمد هذة الحكومة المجرمة على دعم أمريكا وحمايتها لهم، وهذا لا يعني أن العالم سوف يتسامح مع جرائمهم.
وفي نفس السياق: فإن قرار إسرائيل بالدفاع عن نفسها أمام محكمة العدل الدولية بدلاً من “الدفاع” المعتاد بإدعاء التحيز يشير إلى أن الحكومة تشعر بالقلق إزاء الضرر المحتمل الذي قد يلحق بسمعتها، وإدانة حكومتها وجيشها في لتوافر الأدلة الكافية لإرتكابها جريمة إبادة جماعية في في قطاع “غزة”، لأن ما يحدث في فلسـطين عموما وغزة تحديداً لم يعرفه تاريخ البشاعات والشناعات والجرائم من قبل، ولا يمكن أن يُسمى حرباً أو الدفاع عن النفس كما زعم الإحتلال والإدارة الامريكية، وإنما إبادة للأبرياء بآليات جيش مدجج بأعتى الأسلحة الأمريكية والغربية.
والجميع سيدفع ثمن إستباحة القانون الدولي وعدم كبح هذا التطرف، لتركهم الولايات المتحدة وحليفتها الذين جعلوا من الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية التابعه لها لعبه في أيديهم مما فقدوا ثقة شعوب العالم في آداءهم، وشاهدنا وشاهد العالم كل من ينتقد الأعمال الإجرامية للإحتلال في واشنطن أو أي دولة أخرىّ يُسطر الليكود الصهيوني على صناع القرار فيها يتم الإطاحة به، حيثُ تم إجبار رئيسة جامعة هارفارد الأميركية “كلودين غاي”على التنحي عن منصبها عقب تعرضها لضغوط وإنتقادات من اللوبي الصهيوني لإعتبارها المظاهرات ضد إسرائيل داخل الحرم الجامعي ضمن نطاق “حرية التعبير”.
كما أجبرت قبلها رئيسة جامعة بنسلفانيا “إليزابيث ماغيل” على الإستقالة بعد رفضها إدانة التظاهرات المؤيدة لفلسطين في الجامعة الأمريكية أمام لجنة التعليم والقوى العاملة بالكونغرس في 5 ديسمبر الماضي، وهذا يعكس حجم الأزمة التي تعصف بالمجتمعات الغربية والجامعات، ووسائل الإعلام ومستقبل حرية التعبير وإستقلال الجامعات التي كان الغرب يتشدق بها طيلة العقود الماضية، وهذا يؤكد: أن المجتمعات الغربية أصبحت تحت هيمنة الحركة الصهيونية التي تسيطر على مراكز صناعة القرار بها.
وعلى صعيد آخر متصل: فإن “نتنياهو” الذي يعتمد على وزرائه اليمينيين المتطرفين للبقاء في السلطة، فإن خطة “اليوم التالي” التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية لغزة لا تتضمن أي دور للسلطة الفلسطينية، وهذا يعني عدم التحرك نحو حل الدولتين، بل المزيد من الفصل العنصري،
و«الإنقسامات حول اليوم التالي للحرب تقسم حكومة نتنياهو»،وإنفجرت الإنقسامات الحكومية الإسرائيلية إلى العلن بينما “يقاتل” الوزراء على خطط ما بعد الحرب، وظهرت هذة الصدعات في الحكومة الإسرائيلية على الملأ، حيثُ جادل أعضاء مجلس الوزراء حول خطط مستقبل غزة بعد الحرب، وكيفية التعامل مع التحقيقات في الإخفاقات الأمنية حول هجمات حماس في 7 أكتوبر.
وجاءت عملية القنص العلنية في أعقاب ما وصفه أحد المصادر بأنه “قتال” في جلسة للمجلس الوزاري الأمني يوم الخميس الماضي، وقال: وزير المالية اليميني المتطرف، “بتسلئيل سموتريش”، إنه كانت هناك مناقشات عاصفة، بينما قال: وزير الدفاع السابق “بيني غانتس” إنه هجوماً له دوافع سياسية قد تم شنه!؟، وتوضح التطورات خطوط الصدع الناشئة في الإئتلاف الحاكم لرئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الحرب مع حماس، وإذا انهارت الحكومة وهذا بات وشيكاً، فمن المرجح أن تواجه إسرائيل إنتخابات جديدة، ومن المتوقع وعلى نطاق واسع أن يخسرها نتنياهو.
ولا أحد في العالم ينكر أن ما حدث في ٧ أكتوبر “طوفان الأقصى” زلزل الكيان الصهيوني، وجيشه الذي كان يدعي أنه جيش لايقهر بهزيمة مذلة، وقد حصلت إسرائيل بموجبة على دعم أمريكا ودول الغرب لها، وهرول زعماء تلُكما الدول إلى “تل ابيب” لإعلان هذا الدعم على الملأ، مادفع وشجع رئيس الوزراء الإسرائيلي المتغطرس إلى التهور المسعور الذي حول نظر العالم من إسرائيل التي صورها الغرب وأمريكا على أنها ضحية إلى مجرمة حرب، و من أصحاب حق في الدافع عن النفس كما روج لها إلى قتلة الأطفال والنساء والمدنيين العزل، وهو في تقديري تماماً يعُد إنتصاراً كبيراً “لـ”حماس وهزيمة كاسحة للإحتلال.
واليوم و بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الهزيمة، وعدم تحقيق أي هدف من الأهداف التي أعلن عنها “نتنياهو” قبل الإقتحام البري، وسوء التقديرات غير المدروسة تجد إسرائيل لأول مرة منذ الـ”48″في صراع الوجود واللاوجود كما زُعم، وهذا ما ذكرة”يوسي كوهين” رئيس الموساد السابق
لصحيفة هآرتس نعم يا بني وطني نحن في صراع اللاوجود،
أنا سأكون أول من يعلق الجرس، و ليسمعني اليوم جميع بني وطني، إذا إستمر هذا الفريق في قيادتنا في إشارة؛ منة إلى حكومة “نتنياهو” فنحن عائدون إلى بولندا و روسيا و بريطانيا و امريكا، وهذا إذا سمحوا لنا بالعودة، وأن عملية الإغتيال الأخيرة في لبنان كانت آخر مغامرة يائسة”لبيبي” ولن تكون الأخيرة، وأنه يغرق ويأخذنا معه إلى الهلاك، ولا زال “نتنياهو” يراهن على جر أمريكا إلى هذة المعركة، وهذا رهانه الأخير
والأمريكيون لن يأتوا، وتواصل “كوهين ” إسمعوني جيداً الاميركيون لن يأتوا، وإذا أو بالأحرىّ حين نصحوا قريباً على خبر أن قوات الرضوان”حزب الله” قد أصبحت على أبواب عكا!؟.
متواصلاً: وأعرفوا جيداً إننا جميعاً عائدون إلى دول الشتات من حيث أتينا، ولا احد في قيادة الجيش، ولا في قيادة الأجهزة الأمنية لديه البأس الكافي ليطلعكم على مدىّ هشاشة موقفنا على الجبهات، والوقت لم يمضي على تدارك الموقف فلا زال أصدقاؤنا معنا “الأمريكيين”، ولكن على القيادة السياسية أن تضع مصلحة الشعب اليهودي قبل مصالحها، وأن تأخذ فوراً قرارات صعبة، ومريرة تبدأ بالوقف الفوري للحرب في غزة، وإعادة أبنائنا الأسرىّ إلى عائلاتهم، وحتى على حساب تبيض السجون، والدعوة إلى إنتخابات سريعة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تستطيع العمل على أخذ العبر والدروس من ما حصل وإعادة بناء جيش جديد بفكر جديد وإعادة اللحمة الداخلية، وأضاف: وعلى القيادة السياسية أن تتحمل الثمن اليوم وإلا سوف يتحمل جميع بني إسرائيل الثمن، ولن يبقى من حلم الدولة اليهودية إلا أحاديث الذكريات، ونحن نحتسي القهوة على قارعة الطريق في أوروبا، وفق ماقال.
وفي سياق متصل: إن مقتل السعيدي في العراق جراء العمل الإرهابي الخسيس وضمن سلسلة الإغتيالات التي تقوم بها أمريكا وحليفتها إسرائيل، والتي أُعلنت عنها الأخيرة في وقت سابق على الملأ يعرض الوجود الأمريكي في العراق للخطر، وتتزايد الدعوات في العراق لطرد التحالف الدولي، والقوات الأمريكية المنتشرة في البلاد بعد ما قتلت الولايات المتحدة يوم الخميس”مشتاق طالب السعيدي”، من حركة “النجباء”في حين تُلقي واشنطن باللوم على الهجمات على القوات الأمريكية، وقال؛ البنتاغون إن الضربة الأمريكية في بغداد إستهدفت ” السعيدي”، مضيفاً؛ أنه كان زعيم حركة النجباء الذي شارك في التخطيط لتنفيذ هجمات ضد الموظفين الأمريكيين في العراق وسوريا.
وفي بيان: صحفي ندد المتحدث العسكري بأسم رئيس الوزراء العراقي “محمد شيع السوداني” بالضربة على المجموعة، ووصفه؛ بأنه هجوم غير مبرر على كيان أمني عراقي كان يعمل بإذن من السوداني، وطالبت كتلة “صادقون”التابعة لحركة عصايب أهل الحق، بأن يعقد البرلمان إجتماعاً طارئاً لمناقشة تداعيات الإعتداءات الأمريكية على مقر الحشد الشعبي، وطالب: عضو الكتلة النائب “حسن سالم” بتنفيذ قرار البرلمان بإنسحاب القوات الأمريكية من العراق نهائياً، وردد رئيس عصايب أهل الحق “قيس الخزعلي” هذا الطلب، قائلاً: إن الحكومة يجب أن تحث على الإنسحاب “الفوري” للقوات الاميركية.
وختاماً: إن الخميس القادم سيكون يوماً مشهوداً،حيث تمثل إسرائيل الدولة المارقة لأول مرة في تاريخها أمام محكمة العدل الدولية فى”لاهاي” في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضدها متهمة قوات الإحتلال بالإبادة الجماعية في قطاع غزة، وإرتكابها جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني،حيثُ: قدمت جنوب إفريقيا قضية محكمة وعميقة وموثقة في أكثر من 80 صفحة جعلت الاسرائيليين يشعرون لأول مرة أنهم تحت التهديد، وأن قادتهم السياسيين والعسكريين عرضة للسجن والملاحقة لأن قرارات المحكمة نافذة، وهناك شقان في القضية أبرزهُ تعجيل بوقف الحرب وهذا ما يجعل إسرائيل تخفف من وطأتها، لتقول؛ إن ما يجري هو إشتباكات وليس حرب!، وأؤكد: أن القضية التي ستنظر يوم 11 من يناير الجاري أفزعت الإحتلال وجعلت كل خبراء القانون الصهاينة يحتشدون الآن خلف إسرائيل التي وجدت نفسها في مأزق حقيقي أمام الدعوىّ المقدمة من جنوب إفريقيا، التي سيسجل لها التاريخ أنها إنتفضت للدفاع عن الشعب الفلسطيني في ظل الصمت المميت لجميع دول العالم وبين من شاركت في حرب الإبادة أو صمت عنها.