المقالات

 الإسلام وقضاء حوائج الناس

جريده موطني

الإسلام وقضاء حوائج الناس

بقلم / محمـــد الدكـــروري الإسلام وقضاء حوائج الناس

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله فقد حث الشرع الحنيف على نفع الناس، وقضاء حوائجهم، والسعي إلى تفريج كرباتهم، وبذل الشفاعة الحسنة لهم، تحقيقا لدوام المودة، وبقاء الألفة، وزيادة في روابط الأخوة، ولكن هناك بعض الضوابط لخدمة الناس لا بد من مراعاتها، وهي أن تجعل للاعتذار مجالا حتى لا يُحمّل الإنسان نفسه من الأعمال ما لا يطيق، وربما يُضيّع حقوقا أهم، وتكون واجبة عليه فمثلا يبادر شخص بمساعدة صديقه، وقضاء حوائجه، وفي الوقت نفسه، والدته قد طلبت منه أغراضا يحضرها لها، وهو يسوّف، ويعتذر بانشغاله، وهذا من الخطأ، ويدخل في دائرة الإثم والعقوق، وكما أن أعمال الخير الأَولى هو ألا يعتذر الواحد عنها، إلا لسبب وجيه.

 

وانه لا بد أن يكون عندنا قضية فقه الأولويات الأهم، ثم الأهم، وكذلك الحرص على تنظيم الوقت، وإن من حسن الخلق هو عدم الاعتذار في أمر تستطيع القيام به، وإن من المبادئ الجميلة التي من المهم تعلمها هو فن التفويض، والاستعانة بالآخرين في قضاء بعض الأعمال، وتنفيذ بعض الأشغال، وكما ينبغي أن تقدم للآخرين ولو فكرة جميلة، قد تلاقي قبولا لدى الطرف الآخر، وقد تكون أسديت له أعظم خدمة وأنت لا تشعر، ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم “ولا يحملن أحدكم، استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته” رواه مسلم، وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أزهد الناس في الدنيا مع القدرة عليها، وإذا حصلت له ينفقها هكذا.

 

وهكذا في طاعة الله، ولم يدخر لنفسه شيئا لغد، وهو الذى قال “إن أخوف ما أخاف عليكم ما يفتح الله لكم من زهرة الدنيا، قالوا وما زهرة الدنيا يا رسول الله ؟ قال بركات الأرض” وكان الأنبياء إذا نزل بهم أمر فزعوا إلى الصلاة، لأنهم يعلمون أنه لا عيش إلا عيش الآخرة، وقال الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم “يقول الله تعالى “يا ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى، وأسد فقرك، وإن لم تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك” رواه الترمذي، وقال قيس بن الربيع رحمه الله كان أبو حنيفة يبعث بالبضائع إلى بغداد، فيشتري بها الأمتعة ويحملها إلى الكوفة، ويجمع الأرباح عنده من سنة إلى سنة، فيشتري بها حوائج الأشياخ المحدثين وأقواتهم وكسوتهم، وجميع حوائجهم.

 

ثم يدفع باقي الدنانير من الأرباح إليهم، فيقول أنفقوا في حوائجكم، ولا تحمدوا إلا الله، فإني ما أعطيتكم من مالي شيئًا، ولكن من فضل الله علي فيكم، وهذه أرباح بضائعكم، فإنه هو والله مما يجريه الله لكم على يدي، فما في رزق الله حول لغيره، وقال عبدالله بن محمد الفروي رحمه الله اشترى عبدالله بن عامر بن كريز من خالد بن عقبة بن أبي معيط داره التي في السوق ليفتح بها بابه على السوق بثمانين أو تسعين ألفا، فلما كان من الليل سمع بكاء، فقال لأهله “ما لهؤلاء يبكون؟” قالوا على دارهم، قال “يا غلام، اذهب إليهم وأعلمهم أن الدار والمال لهم” وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله كان هارون الرقي رحمه الله قد عاهد الله ألا يسأله أحد كتاب شفاعة إلا فعل، فجاءه رجل فأخبره أن ابنه قد أسر بالروم.

 

وسأله أن يكتب إلى ملك الروم في إطلاقه، فقال له ويحك ومن أين يعرفني وإذا سأل عني قيل هو مسلم، فكيف يقضي حقي؟ فقال له السائل اذكر العهد مع الله تعالى، فكتب له إلى ملك الروم، فلما قرأ الكتاب، قال من هذا الذي قد شفع إلينا؟ قيل هذا رجل قد عاهد الله ألا يُسأل كتاب شفاعة إلا كتبه إلى أي من كان، فقال ملك الروم هذا حقيق بالإسعاف، أطلقوا أسيره، واكتبوا جواب كتابه، وقولوا له اكتب بكل حاجة تعرض، فإنا نشفعك فيها. الإسلام وقضاء حوائج الناس

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار