المقالات

الإسلام يستنكر تلويث الماء

جريدة موطني

الإسلام يستنكر تلويث الماء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 13 أكتوبر 2024

الإسلام يستنكر تلويث الماء
الحمد لله بلطفه تنكشف الشدائد وبصدق التوكل عليه يندفع كيد كل كائد، ويتقى شر كل حاسد، أحمده سبحانه وأشكره على جميع العوائد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له في كل شيء آية تدل على أنه الأحد الواحد، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، جاء بالحق، وأقام الحجة على كل معاند صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه السادة الأماجد والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد لقد أنعم الله تعالى علينا نعما لا نحصي عددها، ولا نطيق شكرها، ومن أجل وأعظم هذه النعم على الإطلاق، والتي لا يمكن للإنسان أن يحيا أو يعيش بدونها نعمة الماء، ولم لا يكون الماء من أعظم نعم الله على عباده، وهو سر من أسرار وجود الحياة؟ بل إن شئت فقل هو الحياة، فقد عرف الإنسان منذ القدم قيمة ومكانة الماء في الحياة.

ولذلك لا تعجب حين ترى الحضارات في القديم والحديث قامت على ضفاف الأنهار، أو قامت مرتبطة بالماء بوجه عام، وما الحضارة المصرية القديمة عنا ببعيد، بل كم من حروب ونزاعات قامت قديما وحديثا وشرقا وغربا بسبب الماء، وإن المتأمل في آيات القرآن الكريم يجد أن القرآن الكريم قد تعرض لقضية الماء من كل الجوانب بداية من تكوين الماء ونزوله إلى الأرض، كما تحدث القرآن الكريم عن إرتباط الحياة على كوكب الأرض بالماء، وأنه بعدمه تنعدم الحياة ويهلك الحرث والنسل، ولقيمة ومكانة نعمة الماء، تحدى الله به الخلق جميعا، بل وأعجرهم وأبهرهم به، ورسولنا الكريم محمد صلوات ربي وسلامه عليه قد أرشدنا إلى قيمة ومكانة الماء في الحياة، ولذلك جاءت نصوص كثيرة في السنة النبوية الشريفة تدعونا الى المحافظة على الماء.

وعدم الإسراف فيه، أو تلويث الماء بأي وسيلة من الوسائل، وفى هذا المعنى ورد النهي عن الإسراف في إستعمال الماء في الوضوء على سبيل المثال، من ذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده وابن ماجه في سننه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مر بسعد وهو يتوضأ، فقال ” ما هذا السرف يا سعد ” قال أفي الوضوء سرف؟ قال صلى الله عليه وسلم ” نعم وإن كنت علي نهر جاري” كذلك إستنكر الإسلام تلويث الماء بالبول أو البراز، ويقاس على ذلك ما يفعل في الوقت الحاضر من تلويث الماء بمخلفات المصانع والمعامل من المواد الكيميائية التي تضر الحياة المائية، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهي أن يبال في الماء الراكد”

وإن الماء نعمة لا يمكن لذى عقل أن ينكرها في الدنيا، وكما أن الماء مطلب ومطمع وهدف يتطلع إليه الخلق في الدنيا، فكذلك يوم القيامة تتواصل الرغبة والبحث عن الماء، والرغبة في شربه، وعلى الجانب الآخر، ها هم أهل النار كما صور القران الكريم حالهم فيها ورغبتهم في شربهم الماء، وهكذا يتقلب الإنسان منا في نعم الله تعالي التي تحوطه من كل جانب، ولكن عليه أن يعلم بأنه سيقف للحساب أمام رب العالمين، فيسأله عن النقير والقطمير والقليل والكثير، ومن ضمن الأشياء التي سيسأل عنها الإنسان منا يوم القيامة نعمة الماء، فهي بلا شك من النعيم الذي قال عنه ربنا سبحانه وتعالي ” ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم

“.الإسلام يستنكر تلويث الماء

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار