“الإمارات العربية المتحدة” تحتفي باليوم الدولي للرحلة البشرية إلى الفضاء
متابعة- علاء حمدي
أصدر المستشار الدكتور – خالد السلامي – رئيس مجتمع الإنترنت الرقمي بدولة الإمارات العربية المتحدة بيانا حول اليوم الدولي للرحلة البشرية إلى الفضاء قال فبه: في الثاني عشر من شهر أبريل من كل عام يحتفل العالم باليوم الدولي لأول رحلة بشرية للفضاء، وهو يوافق تاريخ أول رحلة فضائية للإنسان في 12 أبريل عام 1961، التي قام بها يوري غاغارين رائد الفضاء الروسي الذي أصبح أول إنسان يدور حول الأرض، وفتح فصلا جديدا من النشاط البشري في الفضاء الخارجي.
تهتم دولة الإمارات بعلوم الفضاء وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعلوم الحيوية، وعلوم الطاقة النووية. تعرف من خلال هذا القسم على أبرز العلوم التي تولي لها دولة الإمارات اهتماماً أكبر، وكذلك المراكز العلمية والبحثية التي أقامتها الدولة لتحقيق أهدافها العلمية. فقد تم تأسيس مركز محمد بن راشد للفضاء (MBRSC) عام 2015 بقرار من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد. ونص قرار التأسيس على أن يتم دمج مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة مع مركز محمد بن راشد للفضاء الذي أُسس حديثاً، ويتولى المركز الآن مسؤولية دعم المشاريع التكنولوجية، والبحث العلمي المتقدم في دولة الإمارات، والمساهمة في دعم توجهات الحكومة لبناء اقتصاد مبني على المعرفة.
إن البرنامج الفضائي لدولة الإمارات هو مصدراً ملهماً لكافة الشباب العربي، باعتباره برنامجاً طموحاً ومستداماً بمشاريعه ومهامه المستقبلية، وما يتضمنه من أهداف عالمية محفزة للكفاءات والكوادر العربية. كما يُشكل هذا الإنجاز محفزاً للطاقات الشابة العربية نحو الانخراط في التخصصات العلمية الفضائية المستقبلية، بالإضافة إلى دوره في رفع مستوى البحث العلمي العربي لوجود البيانات التي ستتم الاستفادة منها، وكذلك سيسهم في استعادة الثقة لدى الشباب العرب بقدرتهم على الإنجاز والعطاء والوصول للقمم، وسيعزز من الحراك العلمي العربي المشترك، كما سيؤدي إلى تحفيز التنافسية العلمية العربية نحو الوصول إلى أعلى مؤشرات التقدم العلمي.
أطلقت دولة الإمارات في أكتوبر/تشرين الأول 2018، القمر الاصطناعي “خليفة سات”، الذي يعد أول قمر صناعي عربي صنع بأيد محلية مائة بالمائة، والذي اعتبر في حينها إنجازا تاريخيا أسهم في تعزيز مكانة الإمارات الرائدة في قطاع علوم الفضاء على مستوى العالم.
في سبتمبر/أيلول 2019 دخلت الإمارات التاريخ من أوسع أبوابه مع وصول رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية ليصبح أول رائد فضاء عربي يصل إلى المحطة الدولية في رحلة تكللت بالنجاح وسطرت اسم الإمارات في السجل العالمي لإنجازات قطاع الفضاء. وأجرى المنصوري عددا من التجارب العلمية، بينها 6 على متن المحطة في بيئة الجاذبية الصغرى Microgravity، لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، وكذلك مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي، والتصور وإدراك الوقت عند رائد الفضاء، وديناميات السوائل في الفضاء، وأثر العيش في الفضاء على البشر.
وفي 9 فبراير (شباط) 2020، عانقت دولة الإمارات التاريخ وسطرت بأحرف من نور إنجازها التاريخي مع وصول مسبار الأمل بنجاح إلى مداره حول كوكب المريخ بعد رحلة مليئة بالتحديات، نجح أبناء الإمارات في التغلب عليها بعزيمة وإصرار كبيرين. وبذلك تكون قد حققت أول إنجاز عربي، وحجزت لنفسها مكاناً بين أول خامس دول في العالم تصل إلى المريخ، ليتحقق بذلك الحلم العربي بعد 7 سنوات من العمل الجاد لاستكشاف الكوكب الأحمر. كما شكل هذا الإنجاز إضافة نوعية تؤكد الريادة العلمية للعرب في مجالات علوم الفلك، والرياضيات، والطب، والهندسة، والملاحة، والكيمياء وغيرها.
واستعداداً لبناء مستوطنة بشرية على سطح الكوكب الأحمر، فإن دولة الإمارات أعلنت في 15 أغسطس/آب 2021، عن اختيار عبدالله الحمّادي، وصالح العامري، ليكونا أول رائدي فضاء إماراتيين يشاركان في مشروع الإمارات لمحاكاة الفضاء (المهمة رقم 1)، ضمن برنامج البحث العلمي الدولي في المحطة الأرضية الفريدة «سيريوس» 20/21، التي تمتد لثمانية أشهر، في المجمع التجريبي الأرضي، في معهد «الأبحاث الطبية والحيوية» التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو.
إنها إمارات اللامستحيل، وحيث يتوقف الآخرون نأخذ بيدهم ملهمين نمهد الطريق بنور الإنجازات، وعندما تستصرخ الأمة رجالها نلبي بشموخ الكبار وتواضعهم، وسيكون علم الإمارات رمزاً لتحقيق أكبر أحلام البشرية في الفضاء والمجرات والكواكب التي سنصلها لنسبر أعماقها ونفك ألغازها ونكتشف أسرارها.. إنه جانب من نتاج بناء إنسان الإمارات وتمكينه لينطلق في مستهل رحلة الخمسين عاماً الثانية من عمر دولتنا من مشاريع تثري النهم الإنساني للمعرفة، وتعكس قوة العقول النيرة ثروتنا الأغلى وكنزنا الأثمن.. المبدعون بفكرهم وقوة عزيمتهم أصحاب الملاحم المشرفة، وتنمية بتنافسية عالمية مكنتنا من التحليق عالياً نحو تجاوز الأحلام و “غزو” مشرف للفضاء كانت أولى محطاته المريخ ومنه للأبعد.