أخبار ومقالات دينية

الإمام العلامة الآمدي التغلبي الحنبلي

جريدة موطني

الدكروري يكتب عن الإمام العلامة الآمدي التغلبي الحنبلي
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير والكثير عن الإمام الآمدي وهو سيف الدين أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد بن سالم بن محمد العلامة الآمدي التغلبي الحنبلي ثم الشافعي، وقال عنه الذهبي أنه تفنن في علم النظر، والفلسفة وأكثر من ذلك، وكان من أذكياء العالم، ودخل الديار المصرية وتصدر بها لإقراء العقليات بالجامع الظافري، وأعاد بمدرسة الشافعي، وتخرج به جماعة، وصنف تصانيف عديدة، ثم قاموا عليه، ونسبوه إلى فساد العقيدة والانحلال والتعطيل والفلسفة وكتبوا محضرا بذلك، وقال القاضي ابن خلكان وضعوا خطوطهم بما يستباح به الدم، فخرج مستخفيا إلى الشام فاستوطن حماة، وصنف في الأصلين والمنطق والحكمة والخلاف، وله نحو من عشرين تصنيفا، ثم تحول إلى دمشق.

ودرس بالعزيزية مدة، ثم عزل عنها لسبب أتهم فيه، وأقام بطالا في بيته، ومات في رابع شهر صفر، وله ثمانون سنة، وقال العلامة، المصنف، فارس الكلام، برع، وحفظ طريقة الشريف، ونظر في طريقة أسعد الميهني، وتفنن في حكمة الأوائل، ففرق دينه وأظلم، وكان يتوقد ذكاء، وقال الصفدي بأنه ولد بآمد سنة إحدى وخمسين وخمس مائة، ولما بلغ أربع عشرة سنة انحدر إلى بغداد واشتغل على الإمام أبي الفتح نصر بن فتيان ابن المني الحنبلي في الخلاف على مذهبه مدة، ثم صحب الإمام العلامة أبا القاسم يحيى بن أبي الحسن علي بن الفضل بن هبة الله بن بركة البغدادي ابن فضلان الشافعي وأخذ عنه الخلاف وتميز فيه، وقدم إلى حلب واجتمع بالشهاب السهروردي الحكيم المقتول.

وحكى عنه أنه قال رأيت كأني شربت البحر وهذا المنام رآه ابن تومرت، وعزم على الدخول إلى الديار المصرية، ثم دخل مصر والإسكندرية واشتغل عليه الطلبة، وعقد له مجلس المناظرة واستدل بالتعيين ثم خرج منها فاجتاز بحماة فأرغبه صاحبها وأحسن إليه وأعطاه مدرسة فأقام بها مدة، ثم إن المعظم عيسى بن العادل كتب إليه ووعده إن قدم إليه أن يحسن إليه وحبب إليه سكنى دمشق، وكان سيف الدين يحبها ويؤثر المقام بها، فخرج من حماة ليلا ولم يعلم به صاحبها ودخل دمشق فأحسن إليه المعظم وولاه المدرسة العزيزية المجاورة لتربة الملك الناصر صلاح الدين، وأقبل على الاشغال والاشتغال والتصنيف عقد له مجلس المناظرة ليلة الجمعة وليلة الثلاثاء بالحائط الشمالي من جامع دمشق.

وكان يحضره الأكابر من كل مذهب ورحل إليه الطلبة من جميع الآفاق من سائر الطوائف لطلب العلم، وكان خيّر الطباع سليم القلب حسن الاعتقاد قليل التعصب، رأيت عنده جماعة من أصحاب الإمام أحمد يشتغلون عليه، وكذلك أصحاب الإمام أبي حنيفة ومالك رضي الله عنهم، وهو في غاية الإكرام لهم والإحسان إليهم، حتى قيل له يا مولانا تراك تؤثر الحنابلة وتزيد في الإحسان إليهم، فقال على سبيل المزاح “المرتد لا يحب كسر المسلمين” يعني أنه كان قديما حنبليا، وأما عن مؤلفاته فإن له نحو عشرين مصنفا، منها أبكار الأفكار في أصول الدين، وغاية المرام في علم الكلام، والإحكام في أصول الأحكام، وتعليقة الصغيرة في الخلاف، وتعليقة الكبيرة في الخلاف، وخلاصة الإبريز تذكرة للملك العزيز في العقائد.

ودقائق الحقائق في الحكمة، ودليل متحد الائتلاف وجار في جميع مسائل الخلاف، ورموز الكنوز في الحكمة، وشرح كتاب الجدل للشريف المراغي، وطريقة في الخلاف، وغاية الأمل في علم الجدل، والغرائب وكشف العجائب في الاقترانات الشرطية، وفرائد الفوائد في الحكمة، وكتاب الترجيحات في الخلاف، وكتاب المبين في معاني ألفاظ الحكماء والمتكلمين، وكشف التمويهات في شرح التنبيهات، ولباب الألباب في المنطق، ومنائح القرائح، ومنتهى السالك في رتب المسالك، ومنتهى السول في علم الأصول، والمؤاخذ أو قيل المآخذ الجلية في المؤاخذات الجدلية، والنور الباهر في الحكم الزواهر.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار