اخبار عربية

الإنتخابات العبرية بالأرض المحتل:بالنسبة للفلسطينيين إنتصار نتنياهو هو مجرد تغيير فى حراس السجن

تحرير /أيمن بحر

فى حديث مع اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الأمني ومكافحة الإرهاب يقول الإنتخابات بالكيان الغاصب العبرى تتجه نحو تفجير فتيل الحرب: هل سيشكل نتنياهو حكومة يمينية متطرفة؟ إن بنيامين نتنياهو عاد بصورة مبهرة بعد الإطاحة به فى عام 2021 وسط مزاعم بالفساد. وفى إنتخابات هذا الأسبوع، حصل حزبه الليكود على أصوات أكثر من أى حزب آخر وجاء حلفاؤه من اليمين المتطرف فى المركز الثالث، مما يمهد الطريق لتشكيل حكومة إئتلافية بقيادة الليكود. على الرغم من أن تشكيل إئتلاف ليس لعبة سهلة، الا أنه من المتوقع هذه المرة أن يشكل كتلة أغلبية مريحة مع الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة واليمينية المتطرفة. إنه على الرغم من هذا الإحتمال بالنسبة للفلسطينيين فى الضفة الغربية وغزة لم تكن الإنتخابات العبرية فى طليعة المناقشات السياسية، حيث يواصلون المقاومة والكفاح من أجل بقائهم على أرض تتقلص بإستمرار. أنه بالنسبة للفلسطينيين فإن الأمر يتعلق ببساطة بتغيير حراس السجن، حيث أنه مهما إختلفت جميع الأطراف الصهيونية فإن دعم القمع المستمر للفلسطينيين وإستعمار فلسطين هو سمة توحدهم.
تصدر رئيس الوزراء العبرى السابق بنيامين نتنياهو نتائج الإنتخابات العبرية التى جرت قبل أيام قليلة.
وتشير النتائج الجزئية لإنتخابات الكنيست الخامسة خلال أربع سنوات والـ 25 منذ الإحتلال الصهيونى الى فوز المعسكر اليمينى المتطرف بـ 65 مقعد.
ويضم هذا المعسكر أربعة أحزاب هى: حزب الليكود ( 32 مقعد) والصهيونية الدينية )14 مقعد ( وحزب شاس ( 11 مقعد) ويهدوت هتوراه (8 مقاعد مبدئياً)
سعى زعيم الليكود نتنياهو بعد جولة الإنتخابات السابقة لإستعادة شعبيته فى معاقل اليمين وتحديداً بين جمهور التيار الدينى وعبر تعزيز التحالف اليمينى لضمان عدم تشتيت أصوات اليمين التى كانت تتقاسمها عادة مجموعة من الأحزاب. وقد أظهرت النتائج الأولية إرتفاع عدد الأصوات التي نالتها الأحزاب المحسوبة على نتنياهو.
بعد أن نجح معسكر التغيير فى الإنتخابات الماضية فى إسقاط حكومة نتنياهو اليمينية التى إستمرت فى الحكم ١٢ عاماً، جلس نتنياهو للمرة الثانية فى تاريخه على مقاعد المعارضة. وسعى نتنيتاهو للعودة للحكم من خلال إتهام الحكومة بأنها يسارية أضعفت الكيان الغاصب إقتصادياً وأمنياً.
أدى حرمان الأحزاب المتدينة من الحقائب الوزارية التى إعتادت على الحصول عليها وسن ميزانيات خاصة للمتدينين الى إثارة موضوع يهودية الدولة مجدداً الأمر الذى دفع الجمهور اليهودى المتدين للخروج بأعداد أكبر والتصويت لصالح أحزابه حتى تعود للحكم.
لكن إرتفاع عدد مقاعد المتزمتين دينياً لا يعد العامل الحاسم فى تفوق معسكر اليمين المؤيد لنتنياهو. فحزب الصهيونية الدينية المتشدد شكل مفاجأة بحصوله على أكثر من ضعف المقاعد التى حصل عليها العام الماضى.
ركز خطاب زعيمي الحزب بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير المتطرف على ضرورة إعادة العمل بسياسة القبضة الحديدية ضد الفلسطينيين.
واستغلا التوتر المتصاعد فى الضفة الغربية المحتلة لحث جمهور المستوطنين واليمين المتطرف على دعمهما.
تحالف حزب الصهيونية الدينية مع حزب عوتسماه يهوديت بزعامة ايتمار بن غفير وفاز فى إنتخابات اذار 2021 بستة مقاعد فى الكنيست.
حزب الصهيونية الدينية هو تحالف تقنى لثلاثة أحزاب يمينية توصف بالمتطرفة بمواقفها تجاه العرب والمثليين والتيارات الأخرى.
هذه الأحزاب تمثل التيار الدينى الصهيونى المتطرف الذى يعمل على تعزيز الإستيطان فى الضفة الغربية المحتلة والقدس. ويضم جمهور الصهيونية الدينية قسماً من المتدينين المتزمتين الحريديم.
حصد الحزبان المتدينان يهودت هتوراة وشاس سوية 20 مقعداً بحسب النتائج الأولية وذلك بعد سنوات كان فيها الحزبان يقفان عند حدود 15 مقعد. تعتبر الأحزاب المتدينة نفسها ممثلة لمصالح وأولويات جمهورها الأرثوذكسى اليومية وتعمل جاهدة لدخول الحكومة لتحقيق ذلك.
وقد سجلت هذه الإنتخابات إرتفاعاً كبيراً فى عدد المصوتين للحزبين ويعود ذلك الى مخاوف جمهور الحزبين من عودة حكومة التغيير التى إعتبرتها الأحزاب المتدينة الحريدية مناهضة للدين. الحزبان هما عبارة عن تحالف لمجموعة من أحزاب وفرق دينية من أصول أوروبية ذات توجهات متشددة فى ممارساتها الدينية.
وتعتبر هذه الفرق المرجعية الدينية هى الأولى بينما تمثل الدولة ومؤسساتها اطاراً ثانوياً بالنسبة لها.
وشملت وعود المعسكر اليمينى خلال هذه الإنتخابات برامج إقتصادية عديدة منها خفض الضرائب المفروضة على المشروبات الغازية والأدوات التى تستخدم لمرة واحدة وزيادة ميزانية التعليم للمجتمع المتزمت والمعاهد الدينية اليهودية وتجميد ضريبة الأملاك، والكهرباء والمياه والوقود.
سيسعى نتنياهو لتشكيل إئتلافه الحكومى مع الأحزاب المتدينة والصهيونية الدينية المتشددة. وهو مجبر على التعامل مع مطالب الحزب المتشدد بالحصول على حقائب وزارية هامة.
يشكل ذلك قلقاً لدى مؤسسات الدولة والإدارة الأمريكية بعد أن أثار بن غفير وسموتريتش جدلاً أثناء الأحداث التى شهدها حى الشيخ جراح بالقدس الشرقية.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية بأنها تأمل في حفاظ الوزراء فى الحكومة الجديدة على ما وصفتها بالمعايير الديمقراطية.
وسيواجه نتنياهو ضغطاً يمينياً متشدداً بخصوص الملف الإيرانى والقضية الفلسطينية. وفى حال حصول الحزب المتشدد على حقيبتى الدفاع والأمن الداخلى فإن ذلك قد يزيد من حالة الإحتقان مع الفلسطينيين فى القدس والضفة الغربية.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار