شريط الاخبار

الإنتماء العظيم للإسلام

جريدة موطني

الإنتماء العظيم للإسلام

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا الذي كان صلى الله عليه وسلم، إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة وقال” يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها، أرحنا بها” ولم يقل أرحنا منها، فالصلاة الراحة المسلم لمن حافظ عليها وعرف قدرها، وداوم عليها وحافظ عليها فإنها هي التي تمده بالقوة والعون من الله سبحانه وتعالى، ومنها من يتكرر كل أسبوع وهو صلاة الجمعة، الصلاة العظيمة التي من بكر إليها واستماع وصلاها مع المسلمين كفر الله بها ما بينها وبين الجمعة والأخرى وزيادة ثلاثة أيام، هذه صلاة الجمعة الصلاة العظيمة، ولقد قامت دعوة النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم على مراتب.

 

فكانت المرتبة الأولى‏ هي النبوة‏، والثانية‏ هي إنذار عشيرته الأقربين‏، والمرتبة الثالثة‏ وهي إنذار قومه‏، والمرتبة الرابعة‏ وهي إنذار قوم ما أتاهم من نذير من قبله وهم العرب قاطبة‏، والمرحلة الخامسة‏ وهي إنذار جميع من بلغته دعوته من الجن والإِنس إلى آخر الدهر‏، وقد قال الله عز وجل لنبيه المصطفي صلى الله عليه وسلم ” قل هذه سبيلي أدعوا إلي الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ” وقد غرس فينا النبي صلي الله عليه وسلم حب الوطن، لأن الوطن هو الملاذ الآمن الذي يلجأ اليه الانسان من أجل الحصول على الأمان والارتياح النفسى, فهو يمتلئ بعديد الذكريات السعيدة والاصدقاء والاقارب والأماكن التى ترتبط بنا وترتبط بها بعدة اشكال، اما مادية او نفسية او عاطفية.

 

وإن البشر يألفون أرضهم على ما بها حتى ولو كان قبرا مستوحشا، وحب الأوطان غريزة مستوطنة في النفوس تجعل الإنسان يستريح للبقاء فيه ويحن إليه إذا غاب عنه ويدفع عنه إذا هوجم ويغضب له إذا انتقص، وإن الوطنية بهذا المفهوم الطبيعي هو أمر غير مستغرب، وهذه السعادة به وتلك الكآبة لفراقه وهذا الولاء له مشاعر إنسانية لا غبار عليها ولا اعتراض، ولا يجوز أن تكون مفهوما مشوها يعارض به الولاء للدين، فالإسلام لا يغير انتماء الناس إلى أرضهم ولا شعوبهم ولا قبائلهم، فقد بقي بلال حبشيّا وصهيب روميّا وسلمان فارسيّا ولم يتضارب ذلك مع انتمائهم العظيم للإسلام، وعندما يفكر الإنسان في طبيعته فسيجد أن له محبة وولاء، وانتماء لأسرته وعشيرته وأهل قريته، وكما يحس بانتمائه الكبير للأمة المسلمة.

 

باتساعها وتلون أعراقها ولسانها، فإنه لا تعارض بين هذه الانتماءات ولا مساومة عليها، بل هي دوائر يحوي بعضها بعضا، وإن من المغالطة الإيهام بالتعارض بين الوطينة بمفهومها الطبيعي وبين الإسلام، وإن تصوير هذا التعارض ليس إلا حيلة للنيل من الإسلام واستغلالا للمحبة الغريزية للوطن لإيهام الناس بأن التمسك بتفاصيل الشريعة يعطل بعض مصالح الوطن، وذلك عبر مصادمة أحكام الشريعة لمطالب الوطنية، فإننا لا نريد أن نقابل غلوّا بغلو، بل يجب ألا نستفز من قبل من غالى في الوطنية ورفع شعارها ندّا للإسلام ليجعلنا نتجاهل حقوق الوطن ونتساهل فيه، بل يجب ألا نسير بغفلة خلف الشعارات المستوردة والمصطلحات الدخيلة.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار