أخبار ومقالات دينية

الإنتماء للوطن والدين

جريدة موطني

الإنتماء للوطن والدين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، واللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وأصحابه اجمعين وسلم تسليما كبيرا، أما بعد لقد هيأ الله سبحانه وتعالي لرسوله صلي الله عليه وسلم عندما هاجر من مكة إلي المدينة أن ينزل على أخواله قرب مكان المسجد فسكن في منزل أبي أيوب الأنصاري ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأتي بأهله وبناته وأهل أبي بكر الصديق من مكة فجاءوا بهم إلى المدينة، ثم شرع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في بناء مسجده في المكان الذي بركت فيه الناقة وجعل قبلته إلى بيت المقدس وجعل أعمدته من الجذوع وسقفه من الجريد ثم حولت القبلة إلى الكعبة بعد بضعة عشر شهرا من مقدمه المدينة.

ثم آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار ووادع الرسول صلى الله عليه وسلم اليهود وكتب بينه وبينهم كتابا على السلم والدفاع عن المدينة وأسلم حبر اليهود عبد الله بن سلام وأبى عامة اليهود إلا الكفر وفي تلك السنة تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم بالسيدة عائشة رضي الله عنها، وإن الانتماء للوطن يأتي في المنزلة الثانية مباشرة بعد الانتماء للدين والعقيدة، وإن الانتماء للوطن ليس فقط لتحديد جنسية في خانة الجنسية لتكملة شهادة الميلاد أو البطاقة، بل أن كلمة انتماء لها معاني عميقة، و هي تعنى الكثير، فهى تعنى الإحساس بحب الوطن والرغبة في الدفاع عنه والتباهي بالانتماء إليه مهما حدث، والتضحية من أجله، وإن الانتماء للوطن هو أن نربى أبنائنا على حب الوطن، على معنى كلمة الوطن.

وإن الانتماء للوطن، هو التعرف على تاريخه، وعلى حضارته والمساهمة في بناء مستقبلهن وإنه يُولد حب الوطن مع الإنسان، لذلك يُعتبر حب الوطن أمراً فطريا ينشأ عليه الفرد، حيث يشعر بأن هناك علاقة تربط بينه وبين هذه الأرض التي ينمو ويكبر في حضنها، وحب الوطن ليس حكرا على أحد، حيث أن كل فرد يعشق ويحب وطنه، وإن ديننا الإسلامي يحثنا على حب الوطن والوفاء له، ولعل أكبر مثال فى ذلك، حين أجبر رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على فراق وطنه الغالي مكة المكرمة، فعندما خرج منها مجبورا قال صلى الله عليه وسلم”ما أطيبك من بلد، وأحبَّك إليَّ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما سكنت غيرك ” فمن كلام رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، يتبين لنا واجب الحب الذي يجب أن يكون مزروعا في قلب كل شخص تجاه وطنه.

سواء أكان صغيرا أم كبيرا، وكان من أحوال النبي صلي الله عليه وسلم في السنة الثانية من الهجرة أنه شرع الأذان للمسلمين وصرف الله القبلة إلى الكعبة، وفرض صوم رمضان، ولما استقر الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة وأيده الله بنصره والتف المهاجرون والأنصار حوله واجتمعت القلوب عليه عند ذلك رماه المشركون واليهود والمنافقون عن قوس واحدة فآذوه وافتروا عليه وبارزوه بالمحاربة والله يأمره بالصبر والعفو والصفح فلما اشتد ظلمهم وتفاقم شرهم أذن الله للمسلمين بالقتال فنزل قوله تعالى ” أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير” ثم فرض الّله على المسلمين قتال من قاتلهم فقال تعالي ” وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين”.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار