المقالات

 الإنسان ما بين سياط الإبتلاء والإختبار

جريدة موطنى

 الإنسان ما بين سياط الإبتلاء والإختبار

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، الذي ناداه ربه سبحانه وتعالي في كتابه الكريم قائلا ” لا تحزن إن الله معنا ” فهذه الكلمة الجميلة الشجاعة قالها صلى الله عليه وسلم وهو في الغار مع صاحبه أبي بكر الصديق، رضي الله عنه وقد أحاط بهما الكفار، فقالها صلى الله عليه وسلم قوية في حزم، صادقة في عزم، صارمة في جزم” لا تحزن إن الله معنا ” فما دام الله معنا فلم الحزن ولم الخوف ولم القلق، أي بمعني اسكن واثبت واهدأ واطمئن، لأن الله معنا، فلا نُغلب، لا نُهزم، لا نضل، لا نضيع، لا نيأس، لا نقنط، لأن الله معنا. 

فالنصر حليفنا، والفرج رفيقنا، والفتح صاحبنا، والفوز غايتنا، والفلاح نهايتنا لأن الله معنا ” لا تحزن إن الله معنا ” فمن أقوى منا قلبا، ومن أهدى منا نهجا، من أجلّ من مبدأ، من أحسن منا سيرة، من أرفع مان قدرا؟ لأن الله معنا، فما أضعف عدوّنا، ما أذلّ خصمنا، وما أحقر من حاربنا، ما أجبن من قاتلنا، لأن الله معنا، فلن نقصد بشرا، لن نلتجئ الى عبد، لن ندعو إنسانا، لن نخاف مخلوقا، لأن الله معنا، فنحن أقوى عدة وأمضى سلاحا، وأثبت جنانا وأقوم نهجا، لأن الله معنا، فنحن الأكثرون الأكرمون الأعلون الأعزّون المنصورون، لأن الله معنا، فيا أبا بكر اهجر همّك، وأزح غمّك، واطرد حزنك، وأزل يأسك، لأن الله معنا، فيا أبا بكر ارفع رأسك، وهدئ من روعك، وأرح قلبك، لأن الله معنا. 

فيا أبا بكر أبشر بالفوز، وانتظر النصر، وترقب الفتح، لأن الله معنا، فغدا سوف تعلو رسالتنا وتظهر دعوتنا وتسمع كلمتنا، لأن الله معنا، وغدا سوف نسمع أهل الأرض روعة الأذان وكلام الرحمن ونغمة القرآن، لأن الله معنا، وغدا سوف نخرج الإنسانية ونحرر البشرية من عبودية الأوثان، لأن الله معنا، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد، فإن من رحمة الله بعباده أنه يبتليهم لا بخلا يمنع عنهم الأموال كلا أو يفقر بعضهم بخلا فإنه جواد كريم ماجد غني كريم فمن رحمته أنه ينغص عليهم الدنيا ويكدرها لئلا يسكنوا إليها ولا يطمئنوا بها ولكي يرغبوا إلى النعيم المقيم في الدار الآخرة، فيسوقهم إلى الجنة بسياط الابتلاء والامتحان، فيمنعهم ليعطيهم وابتلاهم ليعافيهم، وأماتهم ليحييهم. 

وانظروا فإنه يجب أن نتمعن في حكمة الله في خلقه منعهم في الدنيا من بعض الأشياء ليعطيهم في الآخرة عباده المؤمنين وابتلاهم في الدنيا ليعافيهم يوم القيامة، وأماتهم ليحييهم ومن كون بعض الناس لبعضهم فتنة يقول بعض الفقراء لما لم أكن غنيا ويقول الضعيف هلا كنت مثل القوي، ويقول المبتلى هلا كنت مثل المعافى ويجهلون حكمة الله في هذا الابتلاء وقد حصل من جراء الجهل بهذه المسائل أمور عديدة من ظلم البشر لخالقهم، وبلغ الجهل ببعضهم، وهو الجهم بن صفون عليه من الله ما يستحق الملحد الزنديق أنه كان يخرج بأصحابه إلى الجذماء وأهل البلاء ويقول انظروا أرحم الراحمين يفعل مثل هذا؟ ليحملهم على الإلحاد، وهو ينكر رحمة الله كما ينكر حكمته، وقال ملحد آخر ما على الخلق أضر من الخالق وبعض العوام اليوم إذا أصيب بابتلاء قال يا رب ماذا أذنبت حتى فعلت بي كل هذا؟ وإذا ما قاله بلسان المقال فهو يقوله بلسان الحال.

 الإنسان ما بين سياط الإبتلاء والإختبار

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار