«{[ الإنسحاب الخفي للعمر ]}»
خلجات : د/علوى القاضى.
…* في الثلاثين من مارس القادم سابلغ سن السادسة والستين
… في زحمة الحياة ، فجأة وجدت نفسي بلغت الخمسين من العمر ، ثم الخامسة والخمسين ، ثم قاربت الستين !!
… هذه الأرقام لم أكن أألفها من قبل
… ثم فوجئت بأننى أحلت إلى سن ( السعادة ) كما أسموه لى ولاأدرى ماذا يقصدون
… وبدأت أشعر بالخوف من أحداث مابعد سن الستين
… لاحظت أن من لايعرفني من الباعة يقولون لي ( ياحاج ) والأولاد يقولون ( ياعمو ) وأحيانا ( ياجدو )
… ثم صار الشباب في المحلات يعطونني كرسي كي أرتاح عليه !
… حقا كانت معاملة مميزة ولكن تميزاً سلبياً فكانت تشعرنى بعجزى وعدم مقاومتى لشيخوختى
… ولكنني من جهة أخرى تمعنت في سيرة أفضل الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأستمد منها قوة روحية ودستورا ومنهجا ، فقد بدأ الوحي ينزل عليه وهو في الاربعين ، وحارب الكفار وهو في الرابعة والخمسين
… واستمر بمحاربتهم لنشر دين الله حتى آخر عمره
… وأم المؤمنين ( السيدة خديجة ) كانت في عز قوتها وهي في سن الأربعين ، حيث أنجبت أولادها وبناتها فيما بعد هذا العمر
… من هذه السير العطرة أستنتجت أن العمر الحقيقي هو ماأشعر به أنا في قلبي عن نفسي
… فالشعور بالرضى والسعادة هو أمر بيدي لابيد عداد الأيام
… لذلك ترسخ فى قرارة نفسى أننى عندما أصل لهذا العمر ، فأنا في بداية طور جديد من أطوار الشباب
… ولذلك يجب أن أبدأ بحفظ القرآن لأنني أشعر أنني في قمة شبابي وإجتماع قدراتي ، كذلك أحافظ على السنن الراتبة ، وأصوم ثلاثة أيام في الشهر ، وأجعل لي خلوة في جوف الليل بربي ، وأضع لي بصمة في دروب الخير ليبقى اسمي ، واترك أثرا ليحيا ذكري
… ولأنه لا شيء يستحق الحزن والندم في حياتي ، سوى تقصيري في جنب الله فيجب أن أكون حريصا علي طاعة الله لأعوض مافاتنى فى طاعة الله
… أشعر أنه يجب أن أفرح أنني بقيت على قيد الحياة يومًا جديداً ، ففي هذا اليوم سأقيم صلوات وأزرع حسنات ، وأقدم صدقات ، فأنا الرابح الفائز ، فساغتنم كل دقيقة ، فإنها لن تعود
… ولنا فيما يحدث فى يوم التغابن عبرة ، فسيكون أشد الناس ندماً في الآخرة هم المهدِرون لأعمارهم حتى وإن دخلوا الجنة !
… لأنه بين الدرجة والدرجة في الجنة قراءة آية ، أوتسبيحة أو تحميدة أو تهليلة ، والمتاجرة مع الله لاحدود لها ، فالله الله في حسن إستثمار ما تبقى من أعمارنا
… * لنغتنم أعمارنا *
… *احبابي تذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم : * خَيْرُ النَّاسِ مَن طالَ عمُرُه وَحَسُنَ عملُه *
… تحياتى …