المقالات

الايمان بالله تعالى

جريدة موطني

الايمان بالله تعالى

محمود سعيد برغش

الايمان بالله تعالى
المسلم يؤمن بالله تعالى بمعنى انه يصدق بوجود الله تعالى وانه عز وجل فاطر السماوات والارض اي خالق السماوات والارض عالم الغيب والشهاده رب كل شيء ومليكه لا اله الا هو ولا رب غيره وانه جل وعلا مصطفى بكل كمان منزه عن كل نقصان وذلك لهدايه الله تعالى له قبل كل شيء ثم الداله النقليه والعقليه الاتيه
الداله النقليه
اخبار تعالى بنفسه عن وجوده وعن ربوبيته للخلق وعن اسمائه وصفاته وذلك في كتابه الكريم ومنه قوله عز وجل
﴿ إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ ۗ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ۗ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾
[ الأعراف: 54]
وقوله لما نادى نبيه موسى عليه السلام بشاطئ الوادي الايمن في البقعه المباركه من الشجره يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾
[ القصص: 30]
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾
[ طه: 14]
وقوله في تعظيم نفسه وذكره اسمائه وصفاته. هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) سوره الحشر
وقوله في الثناء على نفسه. الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٢﴾ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿٥﴾ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾

وقوله في خطابنا نحن المسلمين. ) إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (. سوره الانبياء 92 وفي ايه المؤمنون
وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ. سوره المؤمنون 52. وقوله في إبطال دعوي وجود رب سواه إو إله غيره في السموات أو في الارض قوله لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22) لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ (24). سوره الانبياء. 22
-اخبار نحو من مائه وأربعه وعشرين الفا من الانبياء والمرسلين بوجود الله تعالى ،وعن ربوبيته للعوالم كلها وعن خلقه تعالى وتصرفه فيها وعن اسمائه وصفاته وما منهم من نبي ولا رسول الا وقد كلمه الله تعالى او بعث اليه رسولا او القى في روعه ما يجزم معه انه كلام الله ووحيه اليه
فاخبار هذا العدد الكبير من صفه الخلق وخلاصه البشر يحيل العقل البشري تجذبه كما يحيل تواطؤ هذا العدد على الكذب واخبارهم بما لم يعلموا ويتحققوا ويجزموا بصحته واتقنوا وهم من خيار البشر واطرهم نفوسا وارجعهم عقولا وارزقهم حديثا
-ايمان البلايين من البشر واعتقادهم بوجود الرب سبحانه وتعالى وعبادتهم له وطاعتهم اياهم في حين ان العاده البشريه جاريه بتصديق الواحد والاثنين فضلا عن الجماعه والامه والعدد الذي لا يحصى من الناس مع شاهد العقل والفطره على صحه ما امنوا به واخبروا عنه وعبدوه وتقربوا اليه
-اخبار الملايين من العلماء عن وجود الله وعن صفاته واسمائه وربوبيته لكل شيء وقدرته على كل شيء وانهم لذلك عبدوه واطاعوه واحبوا له وابغضوا من اجله .
الادله العقليه
وجود هذه العوالم المختلفه والمخلوقات الكثيره المتنوعه يشهد بوجود خالقها وهو الله عز وجل اذا ليس هناك في الوجود من ادعى خلق هذه العوالم وايجادها سواه كما ان العقل البشري يحيل وجود شيء بلا موجد بل انه يحيل وجود ابسط شيء بلا موجد وذلك كطعام بلى معالج لطبخه او فراش على الارض بلا فارش وله فيها فكيف اذا هذه العوالم الضخمه الهائله من سماء وما حوت من افلاك وشمس وقمر وكواكب كلها مختلفه الا حجام والمقادير والابعاد والسير وارض وما خلق فيها من انسان وجان وحيوان مع بين اجناسها وافرادها من تباين في الالوان والانلس والاختلاف في الادراك والفهوم والخصائص والشيات اي العلامه والجمع شيات وما اودع فيها من معادن مختلفه الالوان والمنافع وما اجرى فيها من انهار وما احاط بابسها بأبحار وما انبت فيها من نبات واشجار تختلف ثمارها وتتباين انواعها واطعومها وروائحها وخصائصها وفوائدها
وجود كلامه عز وجل بين ايدينا نقراه ونتدبره ونفهم معانيه فهو دليل على وجوده عز وجل لانه يستحيل الكلام بلا متكلم ولا قول بدون قائل
فكلامه تعالى دال على وجوده ولا سيما وان كلامه تعالى قد اشتمل على امت تشريع عرفه الناس واحكم قانون حقق الخير الكثير البشريه كما اشتمل على اصدق النظريات العلميه وعلى الكثير من الامور الغيبيه والحوادث التاريخيه وكان صادقا في كل ذلك ايما صدق فلم يقصر على طول الزمان حكم من احكام شرائعه عن تحقيق فوائده مهما اختلف الزمان والمكان لم تنتقص في ادنى نظريه من تلك النظريات العلميه لم يختلف فيه قريب واحد مما اغبر به من الامور الغيبيه كما انه لم يجرؤ مؤرخ كان من كان على ان ينقض قصه من القصص العديده التي ذكرها فيكذبها او يقوي على تكذيب او نفي حادثه من الحوادث التاريخيه التي اشار اليها او فصلها
فمثل هذا الكلام الحكيم الصادق يحيل العقل البشريه ان ينسبه الى احد من البشر اذا هو فوق طوق البشر او مستوى معارفهم واذا بطل ان يكون كلام بشرا فهو كلام خالق البشر وهو دليل وجوده تعالى وعلمه وقدرته وحكمته
وجود هذا النظام الدقيق المتمثل في هذه السنن القونيه في الخلق وتكوين التنشئه والتطوير لسائر الكائنات الحيه في هذا الوجود فان جميعها خاضع لهذه السنن متقيدا بها لا يستطيع الخروج عنها بحال من الاحوال فالانسان مثلا يعلق نطفه في الرحم ثم تمر به اطوار عجيبه لا دخل لاحد غير الله فيها يخرج بعدها بشرا سويا هذا في خلقه وتكوينه وكذلك الحال في تنشئته وتطويره فمن صبا وطفوله الى شباب وفتوته الى كهوله وشيخوخه وهذه السنن العامه في الانسان والحيوان هي نفسها في الاشجار والنباتات ومثلها الافلاك العلويه والاجرام السماويه فانها جميعها خاضعه لما ربطت به من سنن لا تحيد عنها ولا تخرج عن سلكها ولو حدث ان انفرد سلكها او خرجت مجموعه من الكواكب عن مدارتها تخرب العالم وانتهى شان هذه الحياه
على مثل هذه الادله العقليه المنطقيه والنقليه السماعيه امن المسلم بالله تعالى واربوبيه لكل شيء والهيته الاولين والاخرين وعلى هذا الاساس من الايمان واليقين تكيف حياه الوسم في جميع الشؤون

الايمان بالله تعالى

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار