الباراسيكلوجي معانيه ودلائله في العقل
د. عبدالواحد الجاسمي
1- الباراسكيلوجي
يتألف مصطلح الباراسيكولوجي «ما وراء علم النفس» من شقين أحدهما البارا (Para) ويعني قرب أو جانب أو ما وراء‚ أما الشق الثاني فهو سيكولوجي (Psychology) ويعني علم النفس‚ وفي الوطن العربي هناك من سماه ((الخارقية))‚ ومن سماه ((علم القابليات الروحية))‚ ومن سماه علم نفس ((الحاسة السادسة)) ولكنه ظل محتفظا باسمه لعدم الاتفاق على تسمية عربية موحدة له‚
وكان الفيلسوف الألماني ماكس ديسوار عام 1889م أول من استخدم هذا المصطلح ليشير من خلاله إلى الدراسة العلمية للإدراك فوق الحسي والتحريك النفسي «الروحي» والظواهر والقدرات الأخرى ذات الصلة‚ وتعددت التسميات حتى أصبح يطلق عليه في كثير من الأحيان «الساي»‚ وللباراسيكولوجي موضوع يدرسه وهو القدرات فوق الحسية «الخارقة»
كالتخاطر والتنبؤ والجلاء البصري والاستشفاء وتحريك الأشياء والتنويم الإيحائي «المغناطيسي» وخبرة الخروج من الجسد‚‚ الخ‚
أما المنهج الذي يستخدمه هذا العلم فهو المنهج العلمي الحديث مع شيء من التطوير الذي تقتضيه طبيعة الظاهرة المدروسة وهذا هو الرد على من يريد أن يعرف
«هل الباراسيكولوجي علم أم لا»
فهو قديم في ظواهره وقدراته‚ جديد بمنهجه ووسائله وأساليبه‚ ويبدأ بالفهم والتفسير ويمر بالتنبؤ حتى يصل إلى الضبط والتحكم بالقدرات التي يدرسها .
***
2_التخاطر :-
اتصال عقل بآخر من غير طريق الكلام أو الكتابة أو الإشارة, أو من غير طريق الحواس الخمس. ويفترض في من يملك القدرة على مثل هذا الاتصال أن يقوى على ممارسته من مكان بعيد أيضا.
والواقع أن التخاطر ضرب من قراءة الأفكار, وشكل من أشكال الإدراك وراء الحسي ومن العلماء من ينكر أن يكون ثمة شيء اسمه التخاطر.
ومنهم فريق يقول إن التخاطر ربما كان ممكنا غير أن أحدا لم يثبت ذلك حتى الآن.
***
3 _تداعي الأفكار الحر ، تداعي المعاني الحر :-
تدفق الأفكار أو المعاني أو الكلمات على نحو متحرر من أيما قيد. ويعتبر تسجيل هذه الأفكار أو المعاني أو الكلمات ودراستها إحدى الدعامتين الأساسيتين اللتين يقوم عليهما التحليل النفسي.
أما الدعامة الأساسية الأخرى فهي دراسة الأحلام وتأويلها.
***
4-الأحلام :-
عرف بعض الباحثين الأحلام بقوله إنها سلسلة من الصور أو الأفكار أو الانفعالات التي تتمثل لعقل المرء أثناء النوم. وعرفها بعضهم الآخر بقوله إنها مسرحيات عقلية تصور جانبا من حياة النائم غير الواعية. ومن الناس من يزعم أنه لا يرى في المنام أحلاما ولكن زعمه هذا غير صحيح.
فالواقع أن الناس جميعا يحلمون أحلامهم بيد أن كثيرا منهم يعجزون عن تذكر هذه الأحلام عند اليقظة.
ومثيرات الأحلام بعضها سيكولوجي وبعضها فسيولوجي. فأما المثيرات السيكولوجية فتتمثل في الرغبات الدفينة التي تحاول التعبير عن نفسها خلال النوم. وأما المثيرات الفسيولوجية فتنشأ عن أوضاع كثيرة نذكر منها, على سبيل المثال, تناول المرء قبيل الرقاد عشاء ثقيلا يعجز جهازه الهضمي عن تمثله. وقد عني الناس, منذ أقدم العصور, بتأويل الأحلام.
ولكن دراسة الأحلام دراسة علمية منهجية لم تبدأ إلا في مطلع القرن العشرين بعد أن أصدر فرويد Freud كتابه تأويل الأحلام The Interpretation of Dreams عام 1899 وقد ذهب فيه إلى القول بأن الحلم ينبع من الدووعي أو ما دون الوعي, وأنه عبارة عن رغبة مكبوتة تشبع من طريق الرؤيا.
والصعوبة في تأويل الأحلام إنما ترجع إلى أن هذه الرغبة المكبوتة تتبدى على شكل مقنع, ومن هنا وضعت مجموعة من الرموز التي تعتبر مفاتيح يستعان بها على فهم الحلم.
أما (ألفرد أدلر) فذهب إلى أن للحلم وظيفة توقعية بمعنى أن الحالم يتوقع أن يواجه مشكلة ما, عما قريب, فهو يستعد لهذه المواجهة من طريق الحلم, وأما (يونغ) فاعتبر الحلم عملية آلية تقوم على نشاطات اللاوعي المستقلة.
***
5-الإيحاء :-
في علم النفس, عملية يحمل بها امرؤ ما امرؤ آخر على الاستجابة, من غير تمحيص أو نقد, لحركة أو إشارة أو دعوة أو رأي أو معتقد.
ولتبيان ذلك نفرض أنك تريد أن تجمع حشدا من الناس في مكان ما.
إن في استطاعتك أن تفعل ذلك بطرق مختلفة من بينها, مثلا, أن تقف في زاوية مزدحمة بالغادين والرائحين وأن تحدق إلى سطح مبنى مجاور. ولسوف تكتشف بعد لحظات أن عددا من الناس غير قليل قد توقف عن المسير وأخذ يحدق إلى سطح ذلك المبنى. فإذا ما تساءل امرؤ إلام يحدق القوم فليس عليك إلا أن تقول يتخيل إلي أن المبنى يحترق وعندئذ قد تكتشف أيضا أن واحدا من الحشد قد بدأ يصرخ قائلا إنه يرى في الواقع عمودا من دخان أو لسانا من لهب. والحق أن العقل ينزع دائما إلى استكمال الصور الناقصة. فإذا ما قام امرؤ بحركة تشير إلى الرمي أو القذف فعندئذ يستشعر كثير من المشاهدين وكأن شيئا قد فارق يده من غير ريب. وإذا قال الطفل إني متوعك الصحة فعندئذ تسارع أمه إلى وضع راحتها على جبينه وتقنع نفسها بأنه محموم فعلا على الرغم من أن المحرار (أو ميزان الحرارة) خليق به أن يظهر لها أن حرارة الطفل طبيعية.
والأطفال أشد تأثرا بالإيحاء من البالغين لأنهم أقل منهم خبرة ونزوعا إلى الانتقاد. وغير المثقفين هم من هذه الناحية كالأطفال لأنهم أسرع إلى التصديق من جمهور المثقفين.
***
6 _ الإيحاء الذاتي:-
إحداث المرء أثرا معينا في سلوكه أو حالته النفسية أو الجسدية عن طريق الإيحاء إلى نفسه بفكرة معينة إيحاء موصولا (كأن يتغلب على الأرق بإيهام نفسه أنه نعسان إلخ). وقد وضع بعض علماء النفس صيغا مختلفة قالوا بأن تكريرها على نحو متواصل يعزز ثقة المرء بنفسه .
***
7 _ الحدس :-
الإدراك المباشر للحقيقة, أو للحقيقة المفترضة, من غير ما استعانة بأية عملية عقلية واعية. ويطلق المصطلح أيضا على الملكة التي يتم بواسطتها هذا الإدراك. وقد عرف الفيلسوف الفرنسي( برغسون) الحدس بقوله إنه الملكة التي نتمكن بها من رؤية الكون, مباشرة , بوصفه كلا منظما .
***
8-حلم اليقظة :-
استغراق في التأمل الحالم تشبع فيه, عادة بعض الرغبات المكبوتة أو اللاواعية غير المتحققة في تجربة الحالم اليومية.
وأحلام اليقظة ترى في مرحلة من الطفولة مبكرة, بدءا من سن الثالثة, ثم يتواتر حدوثها على نحو متزايد حتى يشارف المرء سن المراهقة, وعندئذ تأخذ في التناقص شيئا بعد شيء. والواقع أنها تعتبر, عند الأطفال, ضربا من اللهو يمارسونه في ساعات الفراغ أو لحظات السأم .
أما في المرحلة السابقة للمراهقة فتعتبر أحلام اليقظة ضربا من الهروب من واقع الحياة اليومية ومطالبها. والموضوع الرئيسي الذي تدور عليه أحلام اليقظة هو, في الأعم الأغلب كفاح البطل المتألم الذي يسيء أبواه أو معلموه أو رفاقه معاملته ثم ينتصر عليهم بطريقة أو بأخرى وأما في سن المراهقة فتدور أحلام اليقظة, أكثر ما تدور, على محاور الحب والجنس. وليس من ريب في أن أحلام اليقظة قد تكون خلاقة أيضا, إذ تمهد السبيل لتكوين أنماط من السلوك تفضي إلى تحقيق الأهداف الحقيقية.
***
9-الخيال :-
إبداع (أو القدرة على إبداع) الصور الذهنية عن أشياء غير ماثلة أمام الحواس أو عن أشياء لم تشاهد من قبل في عالم الحقيقة والواقع. والخيال عنصر أساسي من عناصر الأدب بعامة, والشعر بخاصة. وهو يلعب دورا أساسيا أيضا في مضمار العلم والاختراع: إن معظم الكشوف العلمية, والمخترعات التقنية تمثلت لأصحابها من طريق الخيال قبل أن تتخذ سبيلها الطويل إلى التنظير العلمي أو التحقيق العملي
***
10 _الرهاب :-
خوف أو هلع مرضي من شيء معين (كالفأر أو الموت إلخ) أو طائفة من الأشياء معينة. والواقع أن الخوف, في حد ذاته, ضروري للبقاء, إذ أنه ينبه الكائن الحي إلى أخطار قد يغفل عنها في كثير من الأحيان. ولكن الرهاب خوف غير معقول يخيل للفرد أن ثمة خطرا يتهدده في حيثما لا يكون لهذا الخطر وجود, وهكذا يصاب بذعر لا مبرر له يحول بينه وبين السلوك بطريقة عقلانية
***
11-العبقرية :-
يقصد بالعبقرية, في علم النفس, معنيان مختلفان بعض الشيء ولكنهما متكاملان.
المعنى الأول
يترادف مع النبوغ الذي يتكشف عنه من كان حاصل ذكائه 140 فما فوق, وقد أكد على هذا المعنى عالم النفس الأميركي( لويس تيرمن.)
والمعنى الثاني,
وهو الأكثر شيوعا, يفيد تمتع المرء بقدر من الذكاء عال يساعده على تحقيق منجزات عملية باهرة في حقل من الحقول, وبهذا المعنى تكون عناصر العبقرية هي الأصالة, والإبداع, والقدرة على التفكير والعمل في مجالات لم تستكشف من قبل.
وهذا المفهوم هو الذي أكد عليه العالم البريطاني السير (فرنسيس غولتون). وقد حاول كثير من الباحثين تعليل العبقرية.
فزعم بعضهم أن العباقرة ينتمون إلى نوع Species أحيائي نفسي ( أحيائي – نفسي ) Psychobiological مستقل يختلف في عملياته الذهنية والانفعالية عن الإنسان العادي كما يختلف الإنسان عن القرد.
وقد ذهب غولتون, الذي كان أول من درس العبقرية دراسة نظامية, إلى القول بأنها حصيلة خصال ثلاث هي
الذكاء
والحماسة
والقدرة على العمل
وحاول أن يثبت أنها ظاهرة مستمرة في بعض الأسر. والإجماع يكاد ينعقد اليوم على أن العبقرية حصيلة الوراثة والعوامل البيئية مجتمعة أيضا في الذكاء .
***
12-اللاوعي ، اللاشعور :-
مجموع المشاعر والأفكار والحوافز المختزنة في المنطقة اللاواعية من العقل والتي تهيمن على حياة المرء الغريزية. وهذه المشاعر والأفكار والحوافز نادرا ما ترتفع بشكلها الحقيقي إلى مستوى الوعي, مؤثرة أن تعبر عن نفسها من طريق الرموز وما إليها. واللاوعي لا يخضع لقوانين المنطق, وسلطان الإرادة, وقيود الزمان والمكان. ويذهب فرويد إلى أن حياة المرء اللاواعية يسيطر عليها الهذا أو الهو الذي يمثل الحوافز البيولوجية والجنسية والغريزية الأساسية الكامنة في صميم شخصية الفرد. وإنما يهيمن الهذا على حياة الوليد هيمنة كاملة بحيث لا يبتغي هذا الوليد شيئا أكثر من إشباع حوافزه اللاواعية. حتى إذا أخذ في النمو عمدت الأنا و الأنا العليا إلى تعديل الهذا في محاولة لجعل المرء قادرا على العيش في مجتمعه على نحو مقبول أو مريح. ومن هنا يمكننا تعريف الفرد السوي Normal بأنه ذلك الفرد الذي عدلت الأنا و الأنا العليا حوافزه اللاواعية من غير أن يؤدي هذا التعديل إلى إنزال الأذى بشخصيته, في حين يمكننا تعريف المرء العصابي Neurotic بأنه(( ذلك الفرد الذي لم تعدل حوافزه اللاواعية على نحو صحيح فهي تحاول دائما أن تتخطى الحدود التي تقيمها الأنا و الأنا العليا)). وإنما تتكشف فكرات المرء ورغباته اللاواعية من طريق الأحلام في المقام الأول. أيضا:
الوعي;
وما دون الوعي .
مقدمة فى الباراسيكولوجى
أنت جالس في غرفتك مسترخ هادئ ، وفجأة تفكر في شخص وكأنك تقول في نفسك ( منذ زمن لم أره)! وفجأة يرن جرس الهاتف واذ به هو هو نفسه من كنت تفكر به ، تدخل مكانا غريبا لأول مره فتقول لمرافقيك انه مكان بديع وجميل، وفجأة تحس لاوعيك بدأ يظهر الى ساحة الوعي لافتة عريضة كتب عليها ونقش فيها ( ألا تظن انك وسبق ان رأيت هذا المكان)؟ !!!!
وأنت جالس مع أهلك في مجلس العائلة اذ بجرس الهاتف يرن.. فتقول لهم انا اظن انه فلان ! فيكون تماما كما قلت .. بالفعل انه هو! كيف؟!!!!!
تصادف فلانا من الناس فتتأمل وجهه قليلا.. تضع عينك في عينيه فترى حروفا تنطق عن حاله .. وترى كلمات تحدثك عن أخباره .. فتكاشفه بها لتتأكد انك أصبت الحقيقة تماما.!!!!؟؟؟؟
أنت وزميلك تتحدثان..تريد ان تفاتحه في موضوع فاذ به ينطق بنفس ما أردت أن تقوله .!!!؟؟؟
هذه النماذج في الحقيقة ما هي إلا صور معدودة تختصر ما يمكن ان نسميه ( القدرات ما فوق الحسية) او القدرات الحسية الزائدة.. او ما يشمل علوم التخاطر والتوارد للأفكار والاستبصار ونحوها ..
وكل شخص منا من حيث الجملة سبق وان تعرض لمثل هذه الصور في يومه وليلته او خلال فترات ولو متقطعة المهم انه سبق أن مر بمثل هذه التجارب في حياته ! بقيت في ذاته وفي تفكيره ربما من غير ما تفسير واضح.. هو يدرك ان ثمة شيئا غريبا بداخله.. هو يدرك ان هذه من الامور الغامضة أو نابعة من قوى خفيه غير ظاهره..
المهم انه يدركها ويحس بحقيقتها ماثلة أمامه حتى وان عجز عن إيجاد تفسير دقيق وجلي لهذه الظواهر.!!
كثير من الناس لا يتنبهون إلى أن مثل هذه القدرات تحدث معهم كثيرا ربما تحدث للبعض في اليوم مرارا وتكرارا لكن يمنعهم من إدراكهم وتنبههم لحدوثها أمران:-
الأول :-
أنهم بعد لم يعتادوا حسن الاستماع الى النبضات الحسيه التي تأتي مخبرة لهم ومحدثة لهم بكثير من الوقائع.. بمعنى انه لا توجد آلية للتواصل بين الانسان وبين نفسه وأعماقه ومن ثم التعرف على هذه الخواطر .. اللغة شبه منعدمة.فنحن أمام مهمتين :-
1-كيف نتعلم بمعنى (ما هي الآليات التي تؤهلنا للوصول الى وعي وفهم هذه القدرات الحسية الزائدة .
2-كيف نصل الى مرونة واضحة في التحدث بطلاقه بهذه اللغة . بمعنى التعرف السريع والمباشر على أدق وأعمق ما يرد إلينا من أفكار وخواطر من الآخرين ! وما ينطلق منا من أفكار ورسائل ذهنية نحو الآخر.
الثاني :-
إننا كثيرا ما ننتظر إن يحدث أمر غريب وغامض حتى نشعر بأن ثمة أمرا حدث بالفعل ! تأملوا معي هذين المثالين
1- فلان من الناس يقترب من بيته فإذ به يحس أن أخاه سيفتح له الباب !
2 _فلان من الناس يقترب من بيته فيظن أن فلانا الذي لم يره من شهر سيزوره .
حينما يصدق إحساس ( فلان)في الحالتين ! فانه ابدا لن يهتم كثيرا لنجاح وصدق إحساسه في الحال الأولى ! بل سيتنبه للحال الثانية لأنها بالفعل غير متوقعه إطلاقا فهي معجزة في نظره اذ (( كيف يتوقع مجيء فلان من الناس وهو لم يره منذ شهر ! أما من اعتاد رؤيته فهو سيجعل ذلك محض صدفة
لكن حين التأمل سنجد أن كلا المثالين له أهميته ! فكونك تنجح في توقع إن أخاك من بين عدة أخوة ومن غير دليل منطقي يؤكد لك ذلك هو شيء مذهل ويدل على قدره وموهبة لديك
إذن نقول :
إن عدم وصولنا الى مرحلة ولو أولية تمكننا من التواصل مع أحاسيسنا وفهم إشارات الفكر والخواطر التي تتجه نحونا من الآخرين يشكل عائقا أساسا للوصل إلى مرحله متقدمة من وعي وفهم هذه العلوم وممارستها جيدا ، وأيضا إهمالنا لكثير من النماذج التي تحدث كثيرا بزعم أنها أمور عاديه ( مع انها عند التحقيق والتأمل غير عاديه) آمر يشكل عائقا لأنه يجعل محور وقطب هذه العلوم يدور في فلك ما هو صعب وغريب وغير متوقع فقط !
ولأن أفعالنا أكثرها روتيني وتقليدي فكل واحد منا اعتاد ان يفعل كذا ليحصل على كذا وان يذهب إلى كذا ليجد كذا وهكذا وإذا حدث أمر غير تقليدي اعتبره شيئا خارقا .. هو ربما خارق وفوق حسي لكن هل كل ما هو روتيني في نظرك امر غير خارق؟
ان هذه القدرات هي مواهب نعم..! وهي موجودة في الجميع بقدر معين .. فهي قدرات طبيعيه مهيأة لكل شخص فقط تحتاج إلى تطوير وتدريب ومتابعه كما ذكرنا ولهذا لو فتح المجال لكل واحد منا أن يذكر ما حدث له مما يؤكد صحة هذا الامر لسرد لنا عشرات القصص من هذا القبيل .. وكل من كانت لديه مقدرة أعمق وأقوى في هذا المجال فليس هذا لقوة فيه تميز بها بقدر ما انه اهتم بها أكثر والتفت إليها بشكل مكثف .
فهذه القدرات هي عبارة عن مواهب وعلوم وحقائق يزداد عمقها وتمكن الإنسان منها بقدر ما يوليه هو إياها من الاهتمام والصقل والتدريب والالتفات الروحي والنفسي لكل ماله صلة بها .. فالإنسان يفتح له في ما يهوى ويرغب ما لا يفتح له فيما لا يحب.
إن احدنا اذا أراد مثلا ان يتعلم لغة من اللغات! او يتعلم كيفية قيادة السيارة ..! أو نحو ذلك فانه يكرس جهده ويضع وقتا لا بأس به لتعلم هذه المهارات أو العلوم ! بل ويخطط ويستشير ! بيد انه إذا كان الأمر متعلقا بالقدرات النفسية والروحية او كيفية تنميتها فانه يكتفي فقط بقراءة مقال هنا او تعليق هناك .. ظانا أن هذه الصنيع سيهبه وسينيله ما أمله! بالتأكيد هذا امر غير منطقي وغير واقعي البتة..! والبعض الأخر يظن انه ربما يهبط عليه هذا العلم وسيعلمه تعليما وسينزل عليه من السماء! وهذا أيضا غير واقعي.. لما أسلفناه .. لسنا ننفي ان هذه العلوم منها ما يكون أسهل على البعض من غيرهم نظرا لسمو روحهم او بعدهم عن عالم الماديات واستماعهم لسنوات لأحاسيسهم وتمييز صحيح لمعطياتها بالدراية والتجربة من خلال الإصابة والخطأ ومقارنة الإحساس وقت الإصابة وحال الخطأ والفرق بينهما ! الخ …
هذه القدرات الفوق حسية او كما يطلق عليها علوم الباراسايكولوجي ( بارا تعني ما وراء ) و ( سايكولوجي تعني النفس ) اي ما وراء علم النفس مما هو فوق العلم التقليدي او القدرات النفسية التقليدية ، هناك مسميات كثيره لهذا العلم منها الخارقيه والحاسة السادسة والظواهر الروحية والإدراك الحسي الزائد
اذا قرر الإنسان اقتحام هذا العالم الفسيح الرحب والغريب والعجيب ! فالأكيد ! انه سيقتحم عالما جديدا عليه ربما ( عالم ربما سيجعله يقضي وقتا لا بأس به في التعرف على خاطره هنا او فكره هناك او على إحساس هنا او مشاعر أتت من هناك!) وهذا الجو الجديد ربما يجعل رؤية الإنسان للعالم من حوله تتغير او تكون متوترة قليلا او هي في أحسن الأحوال مثيرة.. لسنا نشك ابدا ان الاتزان هنا امر مطلوب بشكل كبير.. الاتزان يعني ان لا يتحول كل وجل تفكير الإنسان الى مراقبة هذه الخواطر والهواجس حتى تشل قدراته التفكيرية فيما هو مفيد ومثمر في مجالات أخرى مهمة او ربما اهم من موهبة تسعى أنت الى صقلها والتزود بها ! هذا العالم الذي ستراه من خلال مرحلتك الجديدة يتطلب منك بشكل جدي ان تكون مرنا بشكل كبير! ان تكون مستعدا وجادا للتغلب على المشاكل النفسية والذهنية التي ترد اليك.. ربما ثمة عقبات سلبيه لابد من حدوثها ربما! فالحذر والثبات مع عدم تسليم هذه العلوم جل الوقت امر ضروري .
البعض يظن ان هناك علاقة قويه بين القدرات ما فوق الحسيه وبين الصفاء والنقاء الروحي .. وانه لكي يحدث الوعي النفسي العالي لابد من إصلاح الداخل واليقظه الروحية !
او التـأمل !
لكي تصل الى نيل هذه القدرات !
ان هذه العلاقة ليست دقيقه بل الفرد نفسه هو القادر ايا كان على صناعة وصقل هذه القدرات .
***
أنواع القدرات
مصطلح القدرات فوق الحسيه يطلق غالبا على ثلاثة أنواع متميزة من الظواهر النفسية فوق الطبيعية :
1- التخاطر
– 2 الاستبصار
3- التنبؤ
1- التخاطر:-
اما التخاطر فهو التجاوب والاتصال بين ذهن وآخر ……. وهو نوعان
1- ما يسمى توارد الأفكار وهو ان يكون هناك شخصان يتفقان في وقت واحد على النطق اما ( بفكره – كلمه) في وقت واحد .. فهما تواصلا وتجاوبا في وقت واحد بشيء واحد .
2 _التخاطر وهو المشهور وهو ان يكون هناك رسالة ذهنيه موجهه من شخص الى آخر فيكون هنا ثلاثة عناصر :
1- مرسل
2- مستقبل
3- رسالة
والتخاطر او ( التلبثه ) هو قدرة عقل الشخص على الاتصال بعقل شخص اخر دون وجود وسيط فيزيقي ، ولا يعرف احد كيف يتم هذا الاتصال او ماهية الطاقات او طريقة العمل الداخلة فيه بمعنى إننا نعرف هذه الحقائق من خلال ظهور نتائجها وحدوثها في الخارج .
ان الجواب عن كيفية حدوث التلبثة لربما يكون تفسيره هو النشاط الكهربي للعقل ،وهذا يتضمن وجود مجال كهرمغنطيسي يصنع بطريقة ما بواسطة الشخصية المسيطرة والتي تولد مثلما تستقبل أشكالا أو نبضات مشحونة بالكهرباء .
والأمريكان وهم اول من تحدث بإسهاب عن التلبثة قد برهنوا على أن الأشخاص الذين يتمتعون بحساسية شديدة يمكن ان تقفل عليهم في أقفاص او ان يوضعوا في صناديق مبطنة بألواح الرصاص الثقيل وهي جميعا عازلة لاستقبال اية أمواج كهرمغنطيسية يحتمل دخولها من الخارج ومع هذا فقد سجلت حوادث رسمية انه بالفعل تم حدوث التلبثة رغم كل هذه التحصينات مما يدل على وجاهة هذا الافتراض .
ويشترط في المرسل ان يكون متحفزا منفعلا ( غير مسترخي ) لكن هذا لا ينفي ان يكون هذا الانفعال آتيا عقيب استرخاء حتى يمكنه الاسترخاء من رؤية دقيقه للشخص الذي يأمل إرسال رسالة ذهنية إليه ! اما المستقبل فيلزم ان يكون هادئا مسترخيا وقتها وأيضا يكون مهيئا نفسيا وذهنيا لتلقي الرسالة الفكرية القادمة وأفضل وقت لإرسال رسالة فكريه هو حينما يكون الآخر نائما.. فان لاوعيه يكون مهيئا وسهل التأثير عليه ولا يوجد معارض واعي !
ولهذا كان أكثر مظاهر التخاطر شيوعا حينما يكون المرسل منفعلا ومستحضرا بشكل قوي لأدق التفاصيل عن الشخص المرسل اليه ( نبرة الصوت – الوجه- المشية – الجلسة- الابتسامة- رائحة الجسد) بعد تحديد الرسالة وتصور الشخص المرسل اليه لابد ان تنفعل وتتحدث اليه بصوت لو امكن ان تشعر نفسك انك في اتصال معه وبعضهم يؤكد ان هناك ما يسمى إحساس المعرفة وهو انك ستتلقى شعورا أشبه ما نراه في ( عالم الاميل الأنترنيت) يعلمك بوصول الرسالة الى الآخر! ربما تصله بشكل منام او ان يسمع صوتا.. او يشعر بجسدك قريبا منه.. او تصله على صورة فكره ما يمتثل لها لاشعوريا كحال المنوم مغناطيسيا وهكذا .
ولكي تكون الفكره مؤثرة في الآخر فيجب ان تكون قويه وكثيفة ( مركزة) فالفكر الضعيف او الفكرة التي نتجت من تركيز مختل لا يمكن ان تؤثر ..فانه لكي تصل الفكرة وتحدث تأثيرها في الآخرين لابد من مستقبل لديه الاستعداد والاسترخاء والفراغ في قلبه لمثل هذه الفكرة إذن هناك مرسل يلزمه فكرة قوية مركزة وهو الذي يسميها (وليم ووكر) الحصر الفكري..!
وهناك محل قابل من المرسل اليه بان يكون مسترخيا ومهيئا لاستقبال الفكرة المرسلة .
فانك حينما تفكر في شخص فان هناك تيارا أثيريا او مسارا ينبعث بينكما من خلاله تنطلق الفكرة .. ولكي تصل لابد من طاقه وقوه وشحنه كهرومغناطيسيه قادرة على تأدية المهمة .
وبالتالي فانه اذا كان المرسل اليه لا يمتلك وسائل الدفاع عن نفسه ( ذهنيا ونفسيا) بقدرته على التواصل مع نفسه والتعرف على ما هو من صميم فكره وما هو دخيل ( ولأن هذه المهارة نادرة وصعبه) فان التأثر بالآخر اثر رسالة ذهنيه شيء وارد وساري المفعول ! وليس مهما ابدا ان يكون المرسل قريبا من مكان المرسل اليه فالزمان والمكان ابدا ليسا ذا أهميه إطلاقا ..
الا انه وان كانت المعرفة بين المرسل والمرسل اليه ليست مهمة ايضا الا انه اذا كانت هناك علاقة عاطفيه بينهما فان التأثير يكون اقوي واشد بينهما والأقوى منهما يحصل منه التأثير بقدر ما يمتلكه من قدره ذهنيه ونفسيه فوق طبيعيه .
ولهذا كان المحب يحرك المحبوب اليه فيتحرك بحركة الرسالة الذهنية منه اليه حتى يصبح الثابت ( المحبوب) متحركا ( محبا) بحركة المحب
ولهذا أيضا يحسن بالإنسان ان يحسن اختيار صحبته لان الرفقة والصحبة يحركون الإنسان بقدر ما لديهم من حب له فالحب محرك قوي ويسري في الإنسان وتأثيره بشكل خفي ولطيف .
كما ان المرأة أقوى على التخاطر والاستبصار من الرجل وقدرتها على قراءة الأفكار شيء مذهل ويفوق ما لدى الرجل بمراحل نظرا لقوة عاطفتها ومشاعرها
***
2- الاستبصار :-
الاستبصار فهو ألقدره على رؤية الأشياء من بعد دون الاعتماد على أمور ماديه محسوسة ويدلنا التاريخ على نوعيات من الاستبصار كزقاء اليمامة التي كانت ترى قوة الجيش الغازي وطاقاته القتالية.
***
3-التنبؤ :-
والتنبؤ هو ألقدره على التعرف على امور لم تحدث بعد دون الاعتماد على أمور ماديه محسوسة فعندما نفكر نرسل في الفضاء اهتزازات مادة دقيقة أثيرية لها نفس وجود الأبخرة والغازات الطيارة أو السوائل والأجسام الصلبة ولو أننا لا نراها بأعيننا ونلمسها بحواسنا كما أننا لا نرى الاهتزازات لمغنطيسية المنبعثة من حجر المغنطيس لتجتذب إليه كتلة الحديد
***
التأثير على الآخرين:-
أفكار التي تنبعث منا الى الآخرين لا تذهب سدى .. بل كل فكر ينطلق منا وينطلق من الاخرين نحونا. كل فكر يسبح في الفضاء فانه يؤثر فينا ونتأثر به.
ونحن اما ان نكون في دور المؤثر او المتأثر…. الفاعل او المنفعل.. فما من شيء نفكر به ونركز عليه الا ويلقى محلا يؤثر فيه .. فالأفكار كما قيل هي عبارة عن اشياء وان كانت لا ترى لكن لها تأثيرها كالهواء نتنفسه ونستنشقه ونتأثر به وهو لا يرى ! كما ان هناك تموجات صوتيه لا تسمعها الإذن! وتموجات ضوئية لا تدركها العين! لكنها ثابته وبالتالي بات ضروريا ان ندرك أهمية ما تفعله الأفكار فينا من حيث لا نشعر
هل مر بك ان شعرت بشعور خفي يسري فيك مثل ان تكون في حاله ايجابيه وفجأة تتحول الى حالة سلبيه ..
ربما كان ذلك بسبب انك أتحت بعض الوقت للتفكير بفلان من الناس.. فالتفكير باي إنسان كما يقول علماء الطاقة يتيح اتصالا أثيريا بينكما يكون تحته اربع احتمالات اما ان يكون هو ايجابيا وأنت ايجابي فكلاكما سيقوي الأخر ! او انه ايجابي وأنت سلبي وهنا أنت ستتأثر به فتكون ايجابيا وهو سيصبح سلبيا او ان تكون أنت ايجابيا وهو سلبي او ان تكونا سلبيين وهذا أخطرهم! كذلك حين تفكر بالخوف او الشجاعة بالحب او البغض فان جميع النماذج التي حولك وجميع الأشخاص الذين هم أمامك ممن يعيشون نفس هذا الشعور سينالك منهم حظ بمعنى انك لو فكرت بالشجاعة فان كل شجاعه تطوف حولك ستهبك من خيرها وان فكرت في الخوف فان كل خوف حولك وكل خوف يحمله إنسان إمامك سينالك منه حظ وهكذا.. اذن
1- نحن نتأثر ونؤثر في الاخرين عبر مسارات فكريه ذهنيه غير مرئيه
2- إننا نجذب إلينا ما نفكر فيه
3- إننا وان كنا على حالة ايجابيه فإننا معرضون للحالات السلبيه لو كان محور تفكيرنا في نماذج هي لان تعيش حالة سلبيه
كل هذا يؤكد اهميه الافكار وما تصنعه وما تحدثه في ذواتنا ومن هم حولنا .. تذكر دوما ان الأفكار تنتقل عبر الاثير وانك مع التدرب تقدر على التعرف على هذه الأفكار وكيف يشعر الأخر نحوك ! وكيف تستغل هذه الرسائل الأثيرية في التأثير على الآخر .
لوحظ «قديما وحديثا» أن ثمة أعدادا متزايدة من البشر من مختلف الأعمار تبرز لديهم قدرات تمكنهم من القيام بأعمال يعجز عنها الآخرون وتتجاوز المدى الحسي المتعارف عليه‚ وتحدث من غير وسائط حسية منها القدرة على التواصل مع الآخرين تخاطريا ورؤية أحداث خارج المدى الحسي العادي ومعرفة أمور تحدث في المستقبل‚ والتأثير في الناس والأشياء الأخرى والاستشفاء وتحريك الأشياء وإلحاق الأذى بالآخرين وتعطيل وتدمير الأشياء الأخرى‚‚ الخ‚
هذه الظواهر والقدرات الخارقة أو فوق الحسية «كونها لا تعتمد على الحواس الخمس ولا دخل لها بها» والتي تقع خارج حدود فهم الإنسان العادي قد برزت على امتداد وجوده الإنساني وكانت تجذبه إليها بلا هوادة أو انقطاع‚ وتعكر صفو استسلامه للتحليل المادي للأمور وتستدرجه إلى اكتشاف خفايا شخصيته وأبعاده العميقة الأغوار‚ وفي خضم الثورة العلمية كان لابد للقدرات فوق الحسية أن تطالها يد العلم وتخرجها من الشرنقة‚ ذلك أن التصدي لها وإخضاعها للدراسة والملاحظة العلمية والتجريب والقياس سيساعد بالضرورة في استخدامها وفهم الطبيعة الإنسانية بشكل أكبر‚ وقد جرى اختبار الظواهر والقدرات فوق الحسية كالتخاطر والتنبؤ والجلاء البصري‚ بحيث أنها لاقت قبولا من قبل العلماء‚ وفضلا عن ذلك توجد أدلة على أن معظم الناس لديهم القدرة على اكتشاف وتطوير هذه القدرات في أنفسهم
*******
الباراسيكولوجي والمعلوماتية:-
أكد عالم النفس (روجرز) أنه جرى اختبار الظواهر والقدرات فوق الحسية كالتخاطر والتنبؤ والجلاء البصري اختبارا وافيا بحيث أنها لاقت قبولا علميا من قبل العلماء‚ وفضلا عن ذلك توجد أدلة على أن بوسع معظم الناس اكتشاف وتطوير مثل هذه القدرات في أنفسهم
ومن الجدير بالذكر أنه بعد أن ازدهرت دراسات وأبحاث الظواهر والقدرات الباراسيكولوجية وتأكدت أنها حقيقة لدى بعض البشر تجرى الآن اختبارات مكثفة في كثير من بلدان العالم للإفادة منها في مختلف المجالات‚ فقد بادر العلماء والمهتمون والمعاهد والمؤسسات والجامعات منذ اوائل هذا القرن الى إرساء أساليب تجريبية وابتكار طرائق لكشف الجوانب المختلفة لهذه الظواهر والقدرات وحددت تقريبا انواعها المختلفة‚ كما تمت دراسة صلة بعضها بالبعض الآخر والاستفادة من تطبيقاتها في مختلف مجالات الحياة العسكرية والطبية والاقتصادية والسياسية والصناعية والزراعية والزمنية والجيولوجية والهندسية‚ وفي تطبيق القدرات الفردية في مجالات الحياة اليومية وغيرها‚
وهكذا فإن بروز الباراسيكولوجي بصفته ظواهر وقدرات خارقة – كمظهر لتجلي قدرة الله في خلقه – وعلما له مناهج وأدوات علمية رصينة يضيف إلى ثورةالعلم والمعلومات من حيث انه :-
1 _ يقدم معلومات هائلة وعميقة ومتقدمة لا يمكن لأية وسائل أخرى القيام به غير الإنسان‚ من خلال استخدام قدرات الإدراك فوق الحسي للحصول على المعلومات بصورة خارقة‚ فهو اذن ثورة ضمن ثورة المعلومات التي يشهدها القرن الحالي .
2- يعد وسيلة عميقة التأثير في الذات او الآخرين او الاشياء الاخرى ولذلك فهو ثورة في عالم التغيير النفسي والاجتماعي والبيئي.
3- يعد فلسفة جديدة تنظر إلى الإنسان من خلال أبعاده الجوهرية والروحية فضلا عن بقية جوانبه الأخرى‚ فهو يحاول ان يبرز جوانب من الشخصية الإنسانية كانت قد أغفلت في الدراسات الإنسانية من قبل وهو بهذا يتساوق مع القيم الروحية ولا يناقضها
4- وسيلة جديدة يمكن ان تحدث ثورة في عالم العلاقات الإنسانية في المجتمع من خلال استخدام تقنياته في معرفة الوسائل المناسبة للتعامل مع المقابل كالتخاطر .
5- يبتكر وسائل جديدة سواء في منهجية بحثه او اعداد برامج لاطلاق وتنمية القدرات الكامنة لدى الإنسان او في ابتكار أجهزة وأدوات تستخدم فيه مثل الكانزفيل (المجال الكامل.
6- يسهم بشكل فعال في التنمية الاجتماعية من خلال استخدام ظواهره وقدراته في مجالات تنموية كاكتشاف المياه والمعادن والنفط والاستشفاء ومعرفة المعلومات بواسطة قدرات الإدراك فوق الحسي
7 – يقدم نموذجا للتكامل بين العلوم في علاقاتها مع بعضها البعض ومع الفلسفة والدين من خلال اشتراكه في محاولة تفسير الظواهر والقدرات أو استخداماتها مع أكثر من علم مثل الاستشفاء مع الطب والدوسرة مع الجيولوجيا والشخصية مع علم النفس‚ ذلك انه يتباين وجود هذه القدرات عند الاشخاص فقد تظهر بدرجة اقوى لدى بعض الناس من بعضهم الآخر‚ كما انها قد تظهر لدى الاشخاص الذين يتصفون بخصائص معينة بصورة أكثر احتمالا من ظهورها لدى الآخرين‚ فقد اشارت بعض الدراسات إلى ان ظهور تلك القدرات يكون اقوى درجة عند الذين لديهم اعتقاد بتلك القدرات اذ ان هناك مزيدا من الأدلة التي أكدت اتجاهات البحوث حول العلاقة الايجابية بين درجات اختبارات الإدراك فوق الحسي (ESP) وبين الاتجاهات والسمات والخصائص الشخصية والاعتقاد بالقدرات فوق الحسية.
وعلى اية حال فان قيام العديد من العلماء والمهتمين والمعاهد والجامعات والمؤسسات في الدول المتقدمة بإرساء أساليب تجريبية وابتكار طرائق مختلفة للكشف عن القدرات التي تدخل ضمن مجال (الإدراك فوق الحسي) والاستفادة منها في مختلف المجالات الحياتية يؤكد مدى اهمية هذه القدرات فالإفراد المنفتحون على الابعاد غير المدركة للبيئة يستطيعون تأسيس المجتمع الخلاق الذي ينشده جميع الناس‚ ومن المسلم به ان زيادة الأشخاص من ذوي القدرات فوق الحسية باستمرار تعني زيادة فرص المجتمع للاستفادة منهم في مختلف المجالات بيد ان تحقيق ذلك بكفاءة عالية يتطلب ان يتمتع هؤلاء الأشخاص باستقرار وتوافق نفسي يتيح لهم إطلاق هذه القدرات‚ وذلك لان وجود الحاجات والاحباطات والصراعات الداخلية دون إشباع او حل سيؤدي بالضرورة إلى سوء توافقهم وبالتالي حدوث خلل في الشخصية يعوق انطلاق ونمو هذه القدرات
فلو وجد جهاز حساس ثمين نادر ذو أهمية كبيرة فلا شك بان جهودا كبيرة ستبذل في سبيل الحفاظ عليه والعناية به وتحري مواطن الخلل فيه وإصلاحها قبل ان يتعطل‚ وذوو قدرات الادراك فوق الحسي بالإضافة إلى كونهم بشرا فانهم أكثر حساسية وندرة وأكثر إسهاما في خدمة وتطوير المجتمع من غيرهم‚ لذا فان من الواجب إحاطتهم بالعناية والاهتمام علميا وماديا واجتماعيا ونفسيا ــ قدر المستطاع ــ من اجل تحقيق قدر معقول من التوافق النفسي لهم.
******
مواضيع الباراسيكولوجى :-
يبحث الباراسيكولوجي علم الخوارق في أربعة مظاهر مختلفة هي كما يأتي :
1_ التخاطر نوع من قراءة الأفكار ، ويتم عن طريق الاتصال بين عقول الأفراد و ذلك بعيدا عن طريق الحواس الخمسة أي بدون الحاجة إلى الكلام أو الكتابة أو الإشارة . كما يتم هذا التخاطب من مسافات بعيدة .
2 _ حدة الإدراك والقدرة على رؤية كل ما هو وراء نطاق البصر كرؤية قريب أو صديق يتعرض لحادث بالرغم من بعد المسافة بينهما ، وما إلى ذلك
3 _بعد النظر أو معرفة الأحداث قبل وقوعها . كتوقع موت رئيس دولة أو حدوث كارثة وغيرها من توقعات.
4 _ وتعني القوى الخارقة في تحريك الأشياء أو لويها أو بعجها بدون أن يلمسها صاحب تلك القدرة وإنما يحركها بواسطة النظر إليها فقط
ينقسم الناس بين مؤيد لتلك الظاهرة ورافض لها .
اندفع العلماء إلى دراستها قبل مائة سنة وما زالوا يواصلون ذلك ، ولحد الآن لم يتوصلوا إلى ما يؤيدها علميا .
أجريت تجارب لا حصر لها وبالرغم من ذلك لم تظهر النتائج على علمية ما يدعي أصحابها . هناك من جند أموالا طائلة بلغت الملايين من الدولارات إلى من يأتي بنتيجة بحث تثبت علمية ذلك ولحد الآن لم يفز بتلك الجائزة أحد . كما ذكرت بأنه لم تكن هناك نتيجة من تلك الأبحاث التي أجريت بحيث تثبت العلمية في هذا الخصوص .
يضيف بعض الباحثين إلى أن العوامل الذاتية تتدخل في نتائج الأبحاث التي تجرى فإن كانت التجربة تجرى من قبل متشكك في الظاهرة فتميل النتائج أن تكون سلبية والعكس بالعكس
أظهرت بعض التجارب التي أجريت في هذا المجال إلى أن 20 % من النتائج كانت في صالح الباراسيكولوجي .
وهكذا جاء الجواب للذي يدعي بأن الصدف في ذلك هي التي تلعب دورها . وإن هذه النسبة المئوية العالية لم تكن محض الصدفة لان من طبيعة الصدف تكون 1 في الألف .
هناك من شكك في الأمر وذكر بأن الحيل السحرية التي يتبعها السحرة لها دور فعال في تلك الظاهرة .
لعب الإعلام دورا كبيرا في استغلال تلك الظاهرة وذلك بإخراج الأفلام والمقابلات لمن يستعملها وترويج الكتب المختلفة عن الذين يقرؤون الأفكار ويحضرون أرواح الأموات والرؤيا من خلف الجدار وما إلى ذلك بحيث أصبح البعض حائر أمام تلك التقولات .
وهكذا دفعت تلك الشكوك العلماء إلى مواصلة البحث والدراسة علهم يتوصلون إلى حقيقة ذلك . كما نعلم بأن الشك يدفع الناس للبحث دائما. وما على العلماء وخاصة علماء النفس والمتتبعين لإثبات الحقائق العلمية إلا أن يواصلوا جهودهم .
قد يساعدهم ذلك للوصول إلى الحقائق التي لم تكن واضحة اليوم وقد تتوضح في المستقبل . كم من النظريات شكك بها وقوبلت بالرفض ولكن بعد الإصرار والبحث أثبتت واقعيتها وعلميتها .
للدين نظرة خاصة حول تلك الظاهرة والأمثلة كثيرة على ذلك عبر التاريخ .
إن الدماغ البشري معجزة من معجزات خالقه التي جعل الدارسين في كنه ذلك الجزء الصغير الذي يحمله الإنسان والخارق في فعالياته عاجزين عن الوصول إلى جميع تلك الفعاليات والنشاطات . وباستعمال التقنية الحديثة مكنت العلماء من الوصول إلى كشف في كل دقيقة شيئا جديدا لفعالياته ونشاطه ، وبالرغم من ذلك تعتبر النتائج التي توصل إليها الإنسان عن الدماغ البشري ما هي إلا نقطة في بحر . لعل هناك منطقة في المخ البشري هي المسئولة عن الباراسكولوجي وهي التي تجعل بعض الأفراد لهم تلك القدرة على تلك النشاطات الخارقة .
وهكذا يستمر الجدل إلى أن تكشف لنا الأيام صحة أو خطأ ذلك ، والعلم مستمر في بحث هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر المختلفة
اولاً :- تحريك الاشياء عن بعد :-
التدريب العملي الاول
تحريك الاشياء عن بعد يدخل فى علم الخوارق ( الباراسيكولوجى ) ويعتمد على مغناطيسية العين او الى التحريك عبر الطاقة وهذا التمرين الاول لمغنطة العين لاكتساب قدرات كبيرة جدا كالجلاء البصرى وقوة البصر وتحريك الاشياء عبر النظر .
مرحلة الارتقاء
التمرين الاول :-
ضع قلما بيدك ومد يدك حتى يبتعد القلم عن العين هنا ركز نظرك على راس القلم الذى نكتب به دون رمش العينين وذلك لمدة 5 دقائق . قد تجدها صعبة ولكن ابقى عينيك على هذا النحو حتى تدمع ومع مرور الوقت ستستطيع القيام بذلك .
ملحوظة :- زد من وقت التمرين .
نتائج التمرين :-
الزيادة فى مغناطيسية العينين .
التمرين الثاني :-
املا اناء او ما شبة بالماء البارد وادخل وجهك فيه عندها حاول فتح عينيك مده تزيد عن دقيقة . افضل الاوقات هو وقت الفجر ستجد صعوبة فى فتح عينيك خاصة وانك ستحس باختناق وستحاول ان تخرج وجهك من الماء البارد
نتائج التمرين :-
الجلاء البصرى وقوة العينين
التمرين الثالث :-
ضع شمعة على بعد متر منك وحاول النظر اليها بهدوء مدة دقيقة وانت تفكر بأنه ليس هنالك غيركما بهذا العالم وحاول ان تنسجم مع الشعلة ..
هنا قم بالنظر اليها وتخيل ان قوة مغناطيسية تخرج من عينيك قوة وتتجه الى الشمعة لتحيط بها وتطفئها تدريجيا مدة 5 دقائق .
مارس التمرين يوميا وبعد 15 يوم ستستطيع ان تطفئها .
ملحوظة :-
هذه التمارين تمارس مع تمارين اليوجا والتخاطر وليس وحدها وبعد ذلك ستصبح مؤهلا للانتقال الى المرحلة التطبيقية لما حصلت عليه من مغنطة العين والجلاء البصرى وقوة العينين .
****
كينونات العقل الفاعلة
مهما بلغت التراكمات المتواجدة في بنية العقل تظل في كميتها تشكل جزءاً هامشياً من وجوده , فقدرته على الاكتناز لا يحددها نظام المعارف ولا كميتها ولا مجمل المعطيات الحسية والحركية ولإرث الفعلي وغير الفعلي المتشكل من تتابع التواصل الإنساني والنشاطات البيئية المحيطة بوجوده , فالعلاقة بين الكينونة العقلية والمعطيات الداخلة في وجود الوعي قائمة على الاستيعاب التكاملي لكل ما يحيط بالجوهر العقلي ومختلف الأنشطة الصادرة عن عطائه , وكلما توسع العقل ذادت طاقة الاحتواء في وجوده .
فالمعارف الداخلة في نظام الوعي ليست من طبيعة مادية لتشكل كماً ولا تدخل ضمن مقاييس الحجم وغير مرتبطة بواقع مادي له سمات تكوينية أو بنية داخلية توافق وجوده , فالحقيقة العقلية حقيقة مجردة من المقاييس ترتفع في نظام الوجود إلى ما هو أبعد من الوجود ذاته , ولا يتكامل وعينا لها من خلال وجودها ولا بوجودها نصل إلى كمالية الوعي , فالعلاقة مبنية على التضاد العكسي والتوافقي بشكل منسجم ومحكم التكوين .
فكلما زادت الأنشطة الفكرية وكمية الوعي والمعارف المنتشرة بشتى أصنافها تتوسع مداركنا العقلية وقدراتنا على التكيف والتعامل مع المحيط , وتتوسع مداركنا العقلية لاستيعاب ما هو أكمل من ذالك لأن عالم العقل مرتبط بالتوسع الكلي للكون , ونظراً لما تخفيه بنية الكون من الاتساع اللامحدود وغير المتوافق مع معارفنا عنه يظل وعياً قابلاً
للتوسع اللامحدود في نظام المعارف المتجددة .
فالتباين العقلي هو تباين مرحلي نظراً لقدرة بعض العقول على الاكتساب المعرفي , وكلما تابع الوجود تغيراته المنسوبة إلى الزمن تتابعت المعارف تغيراتها المنسوبة إلى العقل ضمن سلسلة أبدية ومتحدة في بنية الوجود الكلي , وكلما تغير الزمن تغير وعينا الفعلي المطابق له وفي كل مرحلة تصبح المرحلة الفعلية للمعارف أعلى من المحصلة الفعلية للمعارف السابقة لها وهكذا يستطيع العقل التخلي عن بداياته .
وعندما تتأجج الأفكار بأسئلة مخالفة لنظام وعينا التاريخي يكون العقل قد قارب على إتمام مرحلة من وجوده الواعي إلى مرحلة أخرى أكثر وعياً وبدأ يكوّن نظام مطابق لوجوده الجديد والمتجدد .
فإذا كان الوعي البشري غير قادر على تحديد البداية الفعلية للوجود فلم ولن يكن قادراً على تحديد النهاية العقلية له نظراً للبعد اللانهائي بين وجود العقل ووجود المعارف المعبرة عنه .
فالكينونة العقلية للوجود متأصلة في ذاته , متوسعة في بنيته لدرجة التطابق ومهما بلغ الارتقاء حد التكامل العقلي للبشر ومهما بلغ التوسع في نظام المعارف عن حقائق الوجود , لن تصل المعرفة حد الامتلاء وتظل البنية العقلية قابلة للتوسع وقابلة لإمداد التراكم الكمي والكيفي لنظام المعارف في بنية هذا الوجود .
فالعلاقة القائمة بين الوعي والوجود هي من الوجود ذاته , لأن طريقة التعبير العقلي مأخوذة من بنية المعارف الكونية ,فالحقيقة المعرفية مهما بلغت من الوضوح والدقة تظل في ماهيتها إرثاً كونياً يعبر الوعي عن محتواها توافقاً مع ضرورة وجودها ومستوى تطور المعرفة في بنيتها , ومهما بلغت نسبة انغلاق العقل على نفسه لن يفلت من مسؤولية تأمين التطابق بين تطور الواقع وتطور الوعي المرافق له .
قد يقاوم العقل تغير بنيته بكل الوسائل المتاحة بالرغم من كونه بالضرورة ملتزم بكل الاكتشافات والأبحاث والقوانين التي تحققت وغيرت الطريقة التي يعبر بها الوعي العقلي عن ذاته وعن جميع النظم والعلاقات في مدار وعيه لها , فالواقع البشري يرتفع عقلياً في نظام الوجود ليرفع سوية البنية التفاعلية للبشر أنفسهم .
يمكن التعامل مع ثلاث كينونات فاعلة في الوجود تندرج في إطار وعينا لها بتجرد عن الغاية المتجهة نحو تصنيف مكوناتها و أدوارها فيما يعمق تواجدنا و توسيع طاقاتنا على السيطرة فيما يحقق مصالحنا و الاستفادة منها فيما يخدم وجودنا كنوع قادر على تحقيق غايته و أهدافه و توسيع طاقة الاستيعاب و الاحتواء في وجوده .
فالكينونة النابعة من وجود يعي ذاته توافقاً مع بنيته و تنظيم وجوده خارج إطار الغائية ضمن التنوع الكثير لطبيعة المادة في نظام الوجود الكلي .
لأن جميع العمليات ضمن هذا الوجود تتحكم به قوانين متوافقة في الدقة و الانتظام تعبر عن محتواها في استقرار نظام جميع العمليات الجارية في النظام الكوني لأن طبيعة التشكيل المادي للكون متوافق مع نظامه الجاري منذ بدايته انطلاقاً من المستوى الأصغري للمادة و انتهاءً بالشمول الكوني . كونٌ منظم على نحو دقيق و فاعل في تأمين كافة متطلبات الوجود .
فالدور المناط بالمادة يتوافق مع بنيتها و حركتها و فاعليتها فيما يخص وجودها و طبيعة تنظيمها الذاتي نابعة أساساً من حاجتها إلى ذلك و إن جميع العلاقات و الأنظمة المتعلقة بالطبيعة المادية للوجود مرتكزة على الضرورات المادية فقط لأن الطبيعة التكوينية للمادة لا تعي غيرها .
أما الكينونة النابعة من وجود يعي ذاته كوعي ترتفع في الوجود إلى المستوى الحيوي ,إنها تتميز بالعلاقة الهادفة و المتزنة تغذي روح التبادل المنسجم مع هذا الوجود و تعزز قدرة التنوع الحيوي القادر على إعطاء الوجود فعاليات نشيطة و متغيرة , لأن الطاقة الكامنة في وجودها توضح مسارها الذاتي و مجمل ما يخصها في مجال نشوئها يعبر عن محتواها الضمني بخصائص ذاتية قابلة للتفاعل مع الحياة مهما بلغت من التطور .
فالتغيرات الداخلة في بنيتها توضح جاهزيتها المستمرة لتوليد ذاتها بما يؤكد بأن تمايزها النوعي قائم على وعي ذاتها بطاقة تكوين متفردة بما يظهر وجودها في نظام الكون الواسع بأنه انتقائي منبثق لغاية خاصة يحددها الوجود ذاته .
فالعلاقة الحية في نظام الوجود تعطيها مؤثرات نوعية توضح غايتها في الوسط و نظام تبادل المؤثرات الناتجة عن الوجود الحي و ما يحتويان من تداخلات هامة و أساسية للحفاظ على نوعية الوجود , بما يؤكد بأن الكينونة الحية قادرة على الاستفادة النوعية من جميع المعطي