المقالات

البدعة أحب إلى إبليس من مائة معصية

جريدة موطني

البدعة أحب إلى إبليس من مائة معصية

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 14 سبتمبر 2023

البدعة أحب إلى إبليس من مائة معصية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا أله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا وسيدنا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد يقول الله سبحانه “وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون” وليكن شعار كل مسلم طالب للحق مبتعد عن الباطل أن يقول ما قاله أحد المتقدمين رحمه الله، ومن الأمور التي تجعلنا نقول إن الإحتفال بذكرى المولد بدعة، أن إحياء بدعة المولد يفتح الباب للبدع الأخرى والإشتغال بها عن السنن، ولهذا تجد المبتدعة ينشطون في إحياء البدع ويتكاسلون عن السنن ويبغضونها ويعادون أهلها.

والبدعة أحب إلى إبليس من مائة معصية لأنها تجر الإنسان إلى الشرك بالله وقد لا يعلم ذلك، ولأن صاحبها يعتقد أنه على صواب ويجادل عن جواز بدعته، أما صاحب المعصية يعلم أن المعصية غير جائزة وقد يتوب منها ويستغفر الله عز وجل، ويلزم أصحاب بدعة المولد النبوي أن يفعلوا ذكرى لوفاته صلى الله عليه وسلم وذكرى ليوم بعثته في نشر دين الإسلام ثم أن محمدا صلى الله عليه وسلم توفي في شهر ربيع الأول، فلأي سبب يفرحون أي أصحاب البدعة بميلاده، ولا يحزنون بموته لولا قسوة القلب، وعلى هذا الإلزام يكون في كل يوم ذكرى مولد أو وفاة لكل نبي وصالح وضاع ديننا بالموالد والذكريات، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ” وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة”

وفي رواية النسائي “وكل ضلالة في النار” وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في إقتضاء الصراط المستقيم، وكذلك ما يحدثه بعض الناس، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما، من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا مع إختلاف الناس في مولده فإن هذا لم يفعله السلف، مع قيام المقتضي له وعدم المانع منه لو كان خيراً، ولو كان هذا خيرا محضا أو راجحا لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة للرسول صلى الله عليه وسلم، وتعظيم له منا، وهم على الخير أحرص، وتأمل أخي الكريم ما قاله “مع إختلاف الناس في مولده” لأن بعض أهل العلم قال ولد صلى الله عليه وسلم في يوم التاسع من ربيع الأول، وبعضهم قال ولد في يوم الثاني عشر.

ولذا يلزم من يفعل هذه البدعة أن يحتفل كل يوم قيل إنه ولد فيه محمد صلى الله عليه وسلم حتى ينال ما يريده من موافقة اليوم الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم، وقد ألف الفاكهاني رسالة “المورد في عمل المولد” وأنكر هذه البدعة وقال “لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة، أحدثها البطالون، وشهوة نفس اغتنى بها الأكالون” إلى آخر ما قال رحمه الله من كتاب “رسائل في حكم الاحتفال بالمولد النبوي” وقد ألف الشيخ إسماعيل الأنصاري رسالة ضخمة بما يقارب ستمائة صفحة وذكر أن الإحتفال بالمولد بدعة، وردّ على معظم الشبه التي يثيرها أدعياء هذه البدعة في رسالته “القول الفصل في حكم الاحتفال بمولد خير الرسل”

وممن أنكر هذه البدعة الإمام الشاطبي في كتابه “الاعتصام” والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه “صيانة الإنسان” والشيخ ابن باز، ومحمد ابن إبراهيم وجمع من العلماء المتقدمين والمتأخرين رحمة الله عليهم أجمعين.

البدعة أحب إلى إبليس من مائة معصية

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار