الرئيسيةمقالاتالتعب قدر الإنسان.. فاختر أن تتعب صح
مقالات

التعب قدر الإنسان.. فاختر أن تتعب صح

التعب قدر الإنسان.. فاختر أن تتعب صح

بقلم / مصطفى بكر 

“لقد خلقنا الإنسان في كبد”.. آية قصيرة لكنها تختصر قصة الحياة كلها.

منذ لحظة الميلاد وحتى آخر العمر، يظل الإنسان في رحلة مليئة بالتحديات والمشقة. كثيرون يظنون أن هناك فئة من الناس تعيش في راحة تامة، بينما آخرون محكوم عليهم بالشقاء. لكن القرآن حسم الأمر بوضوح: “لقد خلقنا الإنسان في كبد”، أي أن التعب قدر حتمي على كل إنسان، غنيًا كان أم فقيرًا، قويًا أم ضعيفًا.

التعب.. قدر لا مفر منه

الحياة لا تنقسم إلى راحة وتعب، بل إلى نوعين من التعب:

 • تعب النجاح، الذي يحمله الإنسان في سبيل العلم، والعمل، وبناء المستقبل.

 • وتعب الفشل، الذي يواجهه من يهرب من الجهد والمسؤولية، فيجد نفسه في دوامة من الإحباط والندم وضياع العمر.

الهروب من المشقة لا يعني الوصول إلى الراحة، بل يقود إلى مشقة أكبر وأقسى.

اتعب التعب الذي يرفعك

الآية الكريمة تحمل رسالة عميقة: ما دمت مخلوقًا للتعب، فاختر أن تتعب في الطريق الصحيح.

إن تعبت في طلب العلم، كان تعبك استثمارًا في نجاحك.

إن تعبت في العمل الشريف، كان تعبك بابًا لرزق طيب يعزك.

إن تعبت في الصبر على الطاعات ومجاهدة النفس، كان تعبك سببًا في راحة قلبية وسكينة روحية لا تُشترى.

أما من يهرب من الجهد، فلن يجد الراحة، بل سيواجه تعب البطالة، وتعب الفراغ، وتعب الندم على ما ضاع.

دروس من الواقع

قصص الحياة مليئة بالشواهد:

 • طالب اجتهد وسهر الليالي، فحصد ثمرة علمه نجاحًا غير مسار حياته.

 • عامل أخلص في عمله وتحمل مشقته، ففتح الله له أبواب الرزق.

 • وعلى العكس، شاب هرب من التعب والتزام الجدية، فوجد نفسه أسير الفشل وضياع الفرص.

الرسالة الخالدة

الحياة ليست مفاضلة بين الراحة والتعب، بل بين تعب له قيمة وتعب بلا معنى.

والإنسان هو من يحدد أي تعب يعيشه.

الرسالة واضحة: طالما أن التعب قدر الإنسان، فليكن تعبك تعبًا يبنيك في الدنيا، ويرفعك في الآخرة.

التعب قدر الإنسان.. فاختر أن تتعب صح

بقلم / مصطفى بكر 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *