الرئيسيةتعليمالتعليم بين الانضباط وحق الطلاب في الأمان والتعلم
تعليم

التعليم بين الانضباط وحق الطلاب في الأمان والتعلم

التعليم بين الانضباط وحق الطلاب في الأمان والتعلم

التعليم بين الانضباط وحق الطلاب في الأمان والتعلم

بقلم/ رضوان شبيب

أحالت مديرية التربية والتعليم بالغربية، مديرة مدرسة السيدة عائشة الإعدادية بنات بإدارة شرق المحلة، للتحقيق بعد إصدارها تعليمات بغلق أبواب المدرسة في السابعة صباحا، ومنع الطالبات المتأخرات بعد تحية العلم من الدخول.

ورغم أن الانضباط والالتزام بالمواعيد ركن أساسي في العملية التعليمية، إلا أن تطبيقه لا يجب أن يأتي على حساب الحق الدستوري للطلاب في التعليم، ولا أن يتحول إلى وسيلة عقاب جماعي قد تترتب عليه عواقب أخطر بكثير من مجرد التأخير.

إن مشاكل المواصلات، وجشع بعض السائقين، وتقطيع المسافات، فضلا عن ظروف بعض الأسر التي لا يملك أبناؤها حتى أجرة الركوب و يضطرون للسير على أقدامهم لمسافات طويلة — كلها عوامل واقعية قد تؤدي إلى تأخر الطلاب. وهنا لا يمكن أن يكون الحل حرمانهم من التعليم، بل البحث عن وسائل تربوية بديلة للانضباط مثل تسجيل التأخير أو لفت النظر أو إخطار ولي الأمر.

والأخطر من ذلك أن منع الطلاب والطالبات من الدخول يضعهم في مواجهة مباشرة مع مخاطر الشارع: حوادث السيارات و التكاتك، مضايقات الصيع والبلطجية، أو حتى التسكع بعيدًا عن المنزل خوفا من العودة خالي الوفاض. وبهذا نكون قد ساهمنا — دون قصد — في تعريض أبنائنا للإيذاء ، في حين أن المدرسة هي الحصن الذي يفترض أن يحميهم لا أن يلفظهم.

إن غاية التربية والتعليم ليست العقاب و الإقصاء، و إنما بناء أجيال واعية بحقوقها وواجباتها، قادرة على مواجهة التحديات. لذلك فإن أي قرار تنظيمي يجب أن يراعي اولا وأخيرا مصلحة الطالب وأمانه، مع تحقيق الانضباط داخل أسوار المدرسة لا خارجها.

فالتربية قبل التعليم، والأمن قبل الانضباط، وأبناؤنا أمانة في أعناقنا جميعًا.

 

التعليم بين الانضباط وحق الطلاب في الأمان والتعلم

 

التعليم بين الانضباط وحق الطلاب في الأمان والتعلم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *