التوعية بالتأثير السلبي للتغير المناخي
بقلم / محمد الدكرورى
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا يوافي نعمه ويدفع عنا نقمه والصلاة والسلام على إمام المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم رسول الرحمة الملحمة وبعد ذكرت المصادر التعليمية والتربوية الكثير عن متسلق الجبال العالمي المعروف ” آبا شيربا ” وقالت عنه المصادر أنه كان لا يبحث عن شهرة أو مجد، فقد صنع المجد ثماني عشرة مرة، حين قهر جبل إيفرست وهو أعلى قمة في العالم، ثماني عشرة مرة، ويتطلع آبا، وهو متسلق نيبالي يبلغ من العمر ست وأربعين سنة، إلى أن يقهر القمة للمرة التاسعة عشرة، في مهمة شرع فيها، لا لإضافة مجد إلى مجده السابق أو لتحقيق شهرة أكبر، إنما بإسم الحفاظ على البيئة، فقد إنطلق آبا على رأس حملة تعرف باسم حملة إيفرست البيئية، مؤلفة من أربعين عضوا، وذلك لبلوغ قمة إيفرست، البالغ ارتفاعا من تسعة ألاف متر.
ضمن حملة تهدف إلى التوعية بالتأثير السلبي للتغير المناخي في جبال الهملايا، علاوة على تنظيف القمة عبر جمع أكبر قدر ممكن من المخلفات والقاذورات التي تركها المتسلقين، على مدى سنوات هناك، ويؤكد آبا أنه لا يسعى إلى حصد مزيد من الشهرة، كما أنه لا يقوم بهذه المهمة لكسر رقمه الشخصي في عدد المرات التي قهر فيها القمة، ويقول آبا أن هدفه أن يسلط الضوء على التدهور البيئي الذي يتعرض له الجبل، ولفت إنتباه العالم إلى مسألة الإحتباس الحراري، وكانت عقود من تسلق القمة الأعلى والأشهر في العالم، قد سببتها شيئا من وهجها، مع وجود بقايا معدات تسلق متروكة، وعلب طعام فارغة، فضلات بشرية، بل وبقايا جثث، كدليل على التغير المناخي، الذي طال تأثيره الجبل، لوحظ في السنوات الأخيرة نقصان كمية الثلوج عليه.
ولقد إنتقد علماء البيئة افتراض الأساسي الذي يقوم عليه الفكر السياسي الغربي بشأن مركزية البشرية أو التمركز حول الإنسان، بمعنى أن البشر هم مركز الوجود، وهو ما دمر وشو العلاقة بين الإنسان والبيئة الطبيعية، وبدلا من المحافظة على كوكب الأرض احترامه احترام الفصائل المختلفة التي تعيش على سطحه، سعى الإنسان كما وصفه جون لوك ليصبح سيد الطبيعة مالكها، وساعدت الفردية الليبرالية على إنطلاق مشروع التراكم الرأسي والتحديث بمقاييس الإقتصادية النقدية، بعيدا عن التكلفة الإنسانية والطبيعية، معطيا الإنسان الضوء الأخضر للسيطرة على الطبيعة أو بمعنى أوضح تدمير الطبيعة، وقد تعرضت البيئة في السنوات الأخيرة وفق هذا المفهوم لإفساد كبير من قبل الإنسان، أثر على كافة مناحي الحياة وخاصة صحة الفرد العامة.
فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا خطيرا، حمل عنوان توقي الأمراض بفضل البيئات الصحية نحو تقييم عبء الأمراض البيئية، يسلط الضوء على العلاقة الوثيقة التي تربط بين تدهور البيئة و انتشار الأمراض، وتؤكد معطيات التقرير الجديدة، لأول مرة في التاريخ، وجود أمراض مختلفة مردها عوامل إخطار بيئية، وتبين كيف يمكن توقي العبء البشري الفادح الناجم عنها، ويقول التقرير إن العوامل البيئية التي يمكن توقيعها تتسبب في قرابة أربعة وعشرون بالمائة من مجموع الأمراض التي تحدث على الصعيد العالمي، وكما تشير التقديرات الواردة في التقرير إلى أن ثلاثة وثلاثون بالمائة من الأمراض التي تصيب الأطفال دون سن الخامسة إنما تعود إلى بعض أشكال التعرض البيئي ويمكن من خلال توقي المخاطر البيئية إنقاذ أرواح أربعة ملايين طفل في السنة.
معظمهم في البلدان النامية، ويفتح التحليل الوارد في التقرير، من خلال التركيز على الأسباب البيئية للأمراض وكيفية تسبب العوامل البيئية في أمراض مختلفة ويفتح آفاقا جديدة فيما يتعلق بفهم التفاعلات القائمة بين البيئة والصحة، وتعكس التقديرات الواردة فيه حجم الوفيات والأمراض وحالات العجز التي يمكن توقيعها بشكل فعلي في كل عام من خلال تحسين الإدارةالبيئيه.
- التوعية بالتأثير السلبي للتغير المناخي



