الجامعات بين العلم والرقص… أين وزير التعليم العالي
قلم: محمد صالح العوضي
لم تعد الساحات الجامعية مجرد أماكن لطلب العلم، بل تحولت – بكل أسف – إلى مسارح استعراضية أشبه بالمهرجانات الشعبية. مع بداية العام الدراسي الجديد، شاهدنا مشاهد رقص وغناء داخل بعض الجامعات والمعاهد، وكأننا أمام كرنفال لا علاقة له بالتعليم أو البحث العلمي.
وهنا يفرض السؤال نفسه: أين وزير التعليم العالي؟
هل غاب دوره لدرجة أن تتحول الجامعات من منابر للعلم إلى ساحات للهو والرقص؟
هل تم تبديل اسم وزارة التعليم العالي إلى وزارة الترفيه والاحتفالات؟
إن ما يحدث لا يمكن وصفه إلا بأنه انهيار للقيم والتقاليد الجامعية، وضرب صارخ لهيبة المؤسسة التعليمية التي طالما كانت موطنًا للوقار والجدية. فالمشهد المستفز الذي يقوم فيه بعض الطلاب بالرقص عند الدخول والخروج من قاعات الجامعة، لا يليق بتاريخ مصر العلمي، ولا بمكانة جامعاتها التي خرجت قادة ومفكرين وعلماء.
الشعب المصري لا ينتظر من الجامعات “استعراضات” أو “مهرجانات”، بل ينتظر تعليمًا يواكب العصر، وبحثًا علميًا يضع مصر في مقدمة الدول. فهل هذا ما يحدث؟ أم أننا انشغلنا بالمظاهر على حساب الجوهر؟
إن صمت المسؤولين كارثة، والسكوت على تلك الممارسات جريمة بحق الأجيال القادمة.
فمتى يعود للجامعة وقارها؟ ومتى نرى وزير التعليم العالي يتحرك لإنقاذ ما تبقى من صورة التعليم المصري؟