من هنا نبدأ …
🇪🇬 الجيش المصري خط أحمر… ومن يجهل تاريخه لا يستحق أن يتحدث باسم الوطن
✍️ بقلم د.م. مدحت يوسف
📅 10 نوفمبر 2025
في زمنٍ تسعى فيه مصر لبناء جمهوريتها الجديدة على أسس الوعي والمعرفة والكرامة الوطنية، خرج علينا أحد أعضاء مجلس الشيوخ – ممن يفترض أنهم يمثلون صوت الحكمة والخبرة – بتصريحٍ صادمٍ ومؤسف، يدّعي فيه أن مصر بعد حرب ١٩٦٧ قد تمّت مساعدتها من إحدى الدول عبر إرسال مجموعة من سلاح الصاعقة لحمايتها.
إن هذا الادعاء ليس مجرد خطأ عابر، بل إهانة لكرامة كل مصري، وتشويه لتاريخ جيشٍ هو من أعظم جيوش الأرض، جيشٍ صاغ التاريخ ببطولاته، وحمل راية الوطن في أحلك الظروف دون أن يطلب من أحد عوناً أو حماية.
الجيش المصري، منذ فجر التاريخ وحتى اليوم، لم يكن يوماً في حاجة إلى من يحميه، لأنه هو الحامي والسند والدرع الواقي للأمة كلها.
من جيوش الفراعنة التي حفظت حدود الدولة القديمة، إلى أبطال أكتوبر الذين استعادوا الأرض والعزة، ظلّ الجيش المصري رمز القوة والشرف والانتماء الصادق.
لقد وُلد من رحم هذه الأرض، من طينها ونيلها، من أبناءها الذين تربّوا على أن الدفاع عن الوطن واجب مقدّس لا يقابله شرف أعظم.
وإذا عدنا للتاريخ الحقيقي، لوجدنا أن مصر كانت دائماً هي من تمدّ يد العون لغيرها، وهي التي درّبت وساعدت جيوشاً عربية وإفريقية شقيقة لتبني قدراتها.
بل إن بعض الدول التي يُقال إنها ساعدت مصر بعد ١٩٦٧ كانت وقتها في مراحلها الأولى من بناء مؤسساتها العسكرية.
فكيف يُعقل أن تُنسب إلى مصر – صاحبة أقدم وأقوى مؤسسة عسكرية في التاريخ – الحاجة إلى حماية خارجية؟
إنها مغالطة خطيرة وإساءة لهيبة الدولة قبل أن تكون إساءة لجيشها.
وما يزيد من خطورة هذا التصريح أنه صدر من عضوٍ يفاخر بأنه يحمل حصانة برلمانية، وكأن الحصانة تبرر الجهل أو تمنح الحق في التحدث دون مسؤولية.
إن الحصانة وُجدت لحماية من يقول الحق لا من يسيء إلى الوطن بتصريحاتٍ تفتقر إلى المعرفة والوعي.
ومن هنا تبرز القضية الأهم: كيف يمكن لشخصٍ يجهل تاريخ وطنه أن يُسمح له بالجلوس تحت قبة مجلس الشيوخ، وهو المفترض أن يكون بيت الخبرة والعقول الراجحة؟
لقد حان الوقت لإعادة النظر بعمق في معايير اختيار من يمثل الشعب في مجلسي النواب والشيوخ.
فمصر اليوم تعيش عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي، ولم يعد مقبولاً أن تظل شروط الترشح كما وُضعت منذ عقود طويلة، حين كانت تقتصر على أن يكون المرشح مصري الجنسية، يجيد القراءة والكتابة، بلغ سناً معينة، ولم يصدر بحقه حكم جنائي.
هذه الشروط الشكلية قد تكون مناسبة لعصرٍ مضى، لكنها لا تليق بدولةٍ تخطو بثبات نحو المستقبل بعقولٍ مبتكرة ورؤيةٍ استراتيجية.
إن الجمهورية الجديدة تحتاج إلى ممثلين يمتلكون فهماً عميقاً للتاريخ المصري، وإدراكاً واعياً لمكانة جيشه العظيم، ومعرفةً شاملةً بالتحول الرقمي وإدارة الدولة الحديثة.
تحتاج إلى شخصياتٍ مثقفة فكرياً وسياسياً، قادرة على الحوار والتحليل واتخاذ القرار، تمتلك ولاءً صادقاً للوطن وفهماً لقضاياه القومية.
فمن يجلس تحت قبة البرلمان أو الشيوخ يجب أن يدرك أن كلمته تمثل دولةً عمرها سبعة آلاف عام، وأن أي تصريحٍ يصدر عنه يعكس صورة مصر أمام العالم.
إن الجمهورية الجديدة لا تبنى بالمجاملات أو بالشعارات، بل بالعقول التي تعرف قيمة الوطن وتدرك حجم مسؤولية الكلمة.
ولذلك، يجب أن تكون الحصانة البرلمانية مسؤولية لا امتيازاً، وأن يكون الوعي الوطني شرطاً أساسياً قبل أي ورقة ترشح.
سيظل الجيش المصري خطاً أحمر، ورمزاً للكرامة والسيادة والشرف، وسيبقى تاريخه ناصعاً لا يطالُه تشويه ولا عبث.
🇪🇬 تحيا مصر، وتحيا قواتها المسلحة الباسلة، درع الوطن وسيفه، وصمام الأمان للأمة العربية بأكملها.
TopFans
DrEng Medhat Youssef Moischool
خطى الوعي
#د_مدحت_يوسف
#مدحت
من هنا نبدأ …
🇪🇬 الجيش المصري خط أحمر… ومن يجهل تاريخه لا يستحق أن يتحدث باسم الوطن
✍️ بقلم د.م. مدحت يوسف
📅 10 نوفمبر 2025
في زمنٍ تسعى فيه مصر لبناء جمهوريتها الجديدة على أسس الوعي والمعرفة والكرامة الوطنية، خرج علينا أحد أعضاء مجلس الشيوخ – ممن يفترض أنهم يمثلون صوت الحكمة والخبرة – بتصريحٍ صادمٍ ومؤسف، يدّعي فيه أن مصر بعد حرب ١٩٦٧ قد تمّت مساعدتها من إحدى الدول عبر إرسال مجموعة من سلاح الصاعقة لحمايتها.
إن هذا الادعاء ليس مجرد خطأ عابر، بل إهانة لكرامة كل مصري، وتشويه لتاريخ جيشٍ هو من أعظم جيوش الأرض، جيشٍ صاغ التاريخ ببطولاته، وحمل راية الوطن في أحلك الظروف دون أن يطلب من أحد عوناً أو حماية.
الجيش المصري، منذ فجر التاريخ وحتى اليوم، لم يكن يوماً في حاجة إلى من يحميه، لأنه هو الحامي والسند والدرع الواقي للأمة كلها.
من جيوش الفراعنة التي حفظت حدود الدولة القديمة، إلى أبطال أكتوبر الذين استعادوا الأرض والعزة، ظلّ الجيش المصري رمز القوة والشرف والانتماء الصادق.
لقد وُلد من رحم هذه الأرض، من طينها ونيلها، من أبناءها الذين تربّوا على أن الدفاع عن الوطن واجب مقدّس لا يقابله شرف أعظم.
وإذا عدنا للتاريخ الحقيقي، لوجدنا أن مصر كانت دائماً هي من تمدّ يد العون لغيرها، وهي التي درّبت وساعدت جيوشاً عربية وإفريقية شقيقة لتبني قدراتها.
بل إن بعض الدول التي يُقال إنها ساعدت مصر بعد ١٩٦٧ كانت وقتها في مراحلها الأولى من بناء مؤسساتها العسكرية.
فكيف يُعقل أن تُنسب إلى مصر – صاحبة أقدم وأقوى مؤسسة عسكرية في التاريخ – الحاجة إلى حماية خارجية؟
إنها مغالطة خطيرة وإساءة لهيبة الدولة قبل أن تكون إساءة لجيشها.
وما يزيد من خطورة هذا التصريح أنه صدر من عضوٍ يفاخر بأنه يحمل حصانة برلمانية، وكأن الحصانة تبرر الجهل أو تمنح الحق في التحدث دون مسؤولية.
إن الحصانة وُجدت لحماية من يقول الحق لا من يسيء إلى الوطن بتصريحاتٍ تفتقر إلى المعرفة والوعي.
ومن هنا تبرز القضية الأهم: كيف يمكن لشخصٍ يجهل تاريخ وطنه أن يُسمح له بالجلوس تحت قبة مجلس الشيوخ، وهو المفترض أن يكون بيت الخبرة والعقول الراجحة؟
لقد حان الوقت لإعادة النظر بعمق في معايير اختيار من يمثل الشعب في مجلسي النواب والشيوخ.
فمصر اليوم تعيش عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي، ولم يعد مقبولاً أن تظل شروط الترشح كما وُضعت منذ عقود طويلة، حين كانت تقتصر على أن يكون المرشح مصري الجنسية، يجيد القراءة والكتابة، بلغ سناً معينة، ولم يصدر بحقه حكم جنائي.
هذه الشروط الشكلية قد تكون مناسبة لعصرٍ مضى، لكنها لا تليق بدولةٍ تخطو بثبات نحو المستقبل بعقولٍ مبتكرة ورؤيةٍ استراتيجية.
إن الجمهورية الجديدة تحتاج إلى ممثلين يمتلكون فهماً عميقاً للتاريخ المصري، وإدراكاً واعياً لمكانة جيشه العظيم، ومعرفةً شاملةً بالتحول الرقمي وإدارة الدولة الحديثة.
تحتاج إلى شخصياتٍ مثقفة فكرياً وسياسياً، قادرة على الحوار والتحليل واتخاذ القرار، تمتلك ولاءً صادقاً للوطن وفهماً لقضاياه القومية.
فمن يجلس تحت قبة البرلمان أو الشيوخ يجب أن يدرك أن كلمته تمثل دولةً عمرها سبعة آلاف عام، وأن أي تصريحٍ يصدر عنه يعكس صورة مصر أمام العالم.
إن الجمهورية الجديدة لا تبنى بالمجاملات أو بالشعارات، بل بالعقول التي تعرف قيمة الوطن وتدرك حجم مسؤولية الكلمة.
ولذلك، يجب أن تكون الحصانة البرلمانية مسؤولية لا امتيازاً، وأن يكون الوعي الوطني شرطاً أساسياً قبل أي ورقة ترشح.
سيظل الجيش المصري خطاً أحمر، ورمزاً للكرامة والسيادة والشرف، وسيبقى تاريخه ناصعاً لا يطالُه تشويه ولا عبث.
🇪🇬 تحيا مصر، وتحيا قواتها المسلحة الباسلة، درع الوطن وسيفه، وصمام الأمان للأمة العربية بأكملها.
TopFans
DrEng Medhat Youssef Moischool
خطى الوعي
#د_مدحت_يوسف
#مدحت

