الحرب الإسرائيلية على غزة لم تحصد الارواح فقد بل إنها تشوه الأحلام أيضا.
كتب/ أيمن بحر
هذا ما حدث مع الفلسطينى يتحدث سامى أبو جزر وزوجته نهاد محمد
إذ تسبب القصف الإسرائيلى لمنزلهما فى بتر قدمى طفلتهما الوحيدة
التى أنجباها بعد اشتياق استمر سنوات.
فقبل 15 عاما، تزوج سامى فى مدينة رفح جنوبي قطاع غزة من نهاد
التى تنتمى لعائلة الكوارع بذات المدينة وكأي زوجين حلما بالإنجاب،
لكنهما اكتشفا أنه لا يمكنهما ذلك بشكل طبيعى.
بعد إجراء العديد من الفحوصات لفترة دامت أكثر من عام جاءت تأكيدات الأطباء
أنه لا سبيل للزوجين للإنجاب إلا عن طريق أطفال الأنابيب.
وبحسب نهاد التى تحدثت فإن تكلفة عملية أطفال الأنابيب كانت باهظة
جدا لذلك صرفا النظر عن الأمر وظل حلمهما مؤجلا خاصة
مع ظروفهما المادية الصعبة.
تقول نهاد: كنت أرى دموع الحسرة يوميا فى عيون زوجى والحزن يعتصر قلبى
كذلك لعدم قدرتنا على الإنجاب بشكل طبيعى لكن ما باليد حيلة.
وقبل عامين بالضبط سمعنا عن جمعية خيرية تساعد من هم فى نفس حالتنا
وتتحمل تكاليف إجراء عمليات أطفال الأنابيب فدق الأمل بابنا من جديد هكذا عبرت نهاد.
وتابعت: ذهبنا إلى تلك الجمعية وأجرينا فحوصات وترتيبات استمرت عاما حتى حملت وكانت الفرحة مضاعفة حينما علمنا أن الجنين أنثى فرزق البنات كثير
واستطردت السيدة الفلسطينية: أنجبت الطفلة قبل عام وسميناها فاطمة ومن وقتها وامتلأ بيتنا بالفرح والمرح والألوان حتى قضت الحرب على كل شيء.
نهاد قالت: فى يوم 17 أكتوبر الماضى وبعد اندلاع الحرب بعشرة أيام كنت نائمة وطفلتى الرضيعة فى حضنى كما تعودت منذ أنجبتها حيث لم تفارقنى لحظة بينما كان زوجى خارج المنزل. وقع قصف إسرائيلى عنيف للمربع السكنى الذى به بيتنا.
وأوضحت: تسبب هذا القصف فى تدمير كامل لمنزل جيراننا ووفاتهم جميعا بينما تسبب فى تدمير جزئى لمنزلنا وأدى لموت 12 من عائلة زوجى وإصابتنى أنا وطفلتى.
نهاد قالت أيضا: لم أدر بشىء إلا بعد إفاقتى فى المستشفى الأوروبى وأخبرنى الأطباء بإصابتى بشظايا فى القدمين وكسر فى اليد لكن كان كل همى أن أعرف ما حدث لابنتى الوحيدة.
وختمت: جاءت الفجيعة وأخبرونى ببتر ساقى طفلتى اليمنى من أسفل الركبة بخمسة سنتميترات واليسرى من عند الركبة ولن تستطيع السير مستقبلا إلا بأطراف صناعية. كلما أنظر إليها أشعر بالحسرة والحزن على ضياع حلمى وزوجى وحلم ابنتى فى حياة طبيعية