الحركة الأدبية في سلطنة عمان
بقلم. فايل المطاعني
المقدمة
تُعدّ سلطنة عمان من البلدان التي تميّزت بثراء ثقافي وأدبي عميق، حيث شكّل الموقع الجغرافي والتاريخي لها جسرًا للتواصل الحضاري بين الشرق والغرب. انعكس ذلك على حركة الأدب العماني التي تنوّعت بين الشعر، السرد، المسرح، والكتابة الحكائية، لتصبح جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية للبلاد، ومنبرًا يعبّر عن الوجدان الجمعي والإنساني.
الجذور التاريخية للحركة الأدبية
ارتبط الأدب العماني في بداياته بالشعر الفصيح والشعبي، حيث كان وسيلة للتعبير عن الفخر، الغزل، الحكمة، والبطولات. وقد تميز الشعر العماني منذ قرون بلغة رصينة وصور بلاغية قوية، وكان بمثابة سجل لتاريخ المجتمع العماني وتحولاته. كما ازدهرت الكتابات التاريخية والدينية التي حفظت ملامح الهوية الثقافية والفكرية للبلاد.
تطور الحركة الأدبية الحديثة
مع بدايات النهضة الحديثة في سبعينيات القرن العشرين، شهدت عمان طفرة في المجالات الثقافية، فظهرت المؤسسات الثقافية والاتحادات الأدبية، وبدأت حركة النشر تتسع، مما أتاح للأدباء العمانيين مساحة أوسع للتعبير والإبداع.
برزت القصة القصيرة والرواية كأدوات جديدة لطرح قضايا المجتمع العماني، من التراث إلى الحداثة.
تطور المسرح العماني ليصبح ساحة حوار حيّة حول قضايا الإنسان والهوية.
شهدت الحكاية الشعبية والتوثيق الشفهي اهتمامًا كبيرًا من الباحثين والأدباء، مما ساعد في صون الموروث الحكائي العماني.
رموز وأعلام الأدب العماني
برز العديد من الشعراء والكتّاب الذين تركوا بصمتهم، مثل:
الشاعر سعيد الصقلاوي.
الروائية جوخة الحارثية الحائزة على جائزة مان بوكر العالمية.
الكاتب والباحث عبدالله الطائي، وغيرهم من الأسماء التي ساهمت في تشكيل ملامح الأدب العماني الحديث.
الحكواتي فايل المطاعني ودوره في الحركة الأدبية
يُعدّ فايل المطاعني من الأسماء البارزة التي ساهمت في تعزيز الحركة الأدبية العمانية عبر بوابة الحكاية والسرد الشعبي. فقد عمل على إحياء فن الحكواتي، وهو فن شفهي أصيل يعيد للجمهور بهجة الإصغاء إلى الحكاية الممزوجة بالتراث والخيال.
أسلوبه يجمع بين التقليدي والحديث؛ حيث يوظف إرث الحكاية الشعبية في قالب قصصي معاصر.
إسهاماته لم تقتصر على السرد فقط، بل امتدت إلى تدوين النصوص وصياغتها بلغة أدبية مشوّقة، مما جعلها جزءًا من الأدب المكتوب بعد أن كانت حكرًا على الذاكرة الشفوية.
وجوده في المشهد الأدبي جعل منه جسرًا بين الأجيال؛ فهو يحافظ على ذاكرة الماضي ويقدّمها للأجيال الجديدة بروح نابضة بالحياة.
التحديات والآفاق المستقبلية
رغم الازدهار، لا تزال الحركة الأدبية العمانية تواجه بعض التحديات مثل قلة منصات النشر، وضعف التوزيع العالمي. إلا أنّ بروز أسماء شابة وفاعلين مثل الحكواتي فايل المطاعني يفتح آفاقًا واسعة لمستقبل الأدب العماني، خاصة في مجالات الحكاية والرواية والمسرح.
الخاتمة
إن الحركة الأدبية في سلطنة عمان هي مرآة تعكس تاريخها، ثقافتها، ووجدانها الإنساني. ومن خلال مساهمات الأدباء والشعراء والكتّاب، ومن بينهم الحكواتي فايل المطاعني، تواصل هذه الحركة شقّ طريقها بثبات نحو العالمية، محافظة على هويتها، ومنفتحة على آفاق الإبداع والتجديد.
الحركة الأدبية في سلطنة عمان
بقلم. فايل المطاعني