إصدار حديث : الخطاب الحكائي
كتبت : ساهرة رشيد/ بغداد
صدر كتاب : (( الخطاب الحكائي في قصص جاسم محمد صالح للأطفال ( مقارنة نقدية تحليلية ) )) للدكتور سيد علي مفتخر زاده والكتاب رسالة دكتوراه مقدمة الى جامعة بهشتي في طهران , ولقد جاءت الكتاب علي قسمين : القسم الأول بعنوان : ” اتجاهات قصص الأطفال ، دراسة تحليلية نقدية لسرديات جاسم محمد صالح ” وتطرق في الفصل الأول منه الى السيرة الذاتية للأديب جاسم محمد صالح وتجربته في مجال أدب الأطفال من خلال آرائه وآراء الآخرين فيه ، كما كتب عن قراءات لتجربته في قصص الأطفال وذيله بقائمة من أعمال الكاتب.
لقد كشفت الدراسة في الفصل الثاني منها عن : إتجهات القصة الطفلية في كتابات جاسم محمد صالح ( حسب الموضوعات وبتقسيمها الى عدة محاور ومن ثم استنطقت نصوصه السردية وقام بتحليلها).
اما القسم الثاني فجاء بعنوان : ” البنيات الحكائية في قصص جاسم محمد صالح للأطفال” ، للحديث عن المكونات السردية في أعمال جاسم محمد صالح وإستجلاء أهم عناصرها مثل : الشخصية والزمان والمكان والحبكة القصصية ونظام المتتاليات وكذلك لغة السرد ، متحدثا من خلال النظرية اللسانية الحديثة للكشف عن مدى تلائم اللغة ( لغة قصص جاسم محمد صالح ) مع قدرات الطفل اللغوية .
حاولت هذه الدراسة – بجهدها المتواضع – ان تسدّ جانبا من الفراغ النقدي عبر مقاربة الخطاب الحكائي في أعمال جاسم محمد صالح للأطفال على أمل أن تساهم ولو بجزء في منح صورة عن أدب الأطفال في بلاد الرافدين المتمثل في قصص : جاسم محمد صالح , وقال (زاده) ان أدب الأطفال هو الوسيط بين اللغة والطفل ، اللغة التي تنأى بنفسها عما الفته النفوس لتثير العواطف وتربط بين المرء والعالم المحيط به وبين الآخرين من طينته وبين المرء ونفسه , فيستطيع هذا الأدب بطاقاته التعبيرية ان يحقق للطفل المتعة وينمّي خياله ويساعده على نمو المعرفة وطرق التفكير الصحيحة ويمنحه بعيدا عن الوعظ الجاف.
مضيفا ان الكاتب في مجال قصص الأطفال سيواجه مخاضا عسيرا قبل ولادة نصه ، حيث انه يخاطب جمهورا لهم قدرات عقلية وميول نفسية تتباين مع الكبار وتختلف عنهم، فلا مناص من أن يتخيل الأديب نفسه طفلا يحاكي فعال الأطفال ويعيش عوالمهم الفكرية والنفسية ليحكي لهم قصة تستحوذ على إنتباههم ويشوقهم لمتابعة القراءة ويغذيهم بفكرتة التي اراد ان ينقلها اليهم دون التشويش وذلك كله بتوظيف لغة بسيطة وبناء فني يتلاءم مع قدراتهم العقلية. تتنوع الانواع الأدبية التي يُعرض من خلالها أدب الأطفال والقصة من الفنون التعبيرية التي تحتل مكانة مرموقة بين الأشكال السردية الموجهة الى الاطفال ، حيث ان الدراسات تبرهن على نجاعة القصة في توجيه الطفل أدبيا وفكريا وثقافيا وتربويا ، اذ ان القصة تأخذ بلب الطفل حين يُسرد له احداثها أو حين تلمس انأمله صفحاتها الملونة ويقرا سطورها.
مشيرا الى ان تحليل وتبيين النصوص الأدبية في حقل أدب الاطفال تحتاج الى أسس منطقية ومؤطرة وهكذا بحوث تمكننا من تقويم المستوى الفني للأدب الموجه الى الأطفال والناشئة ، اضافة الى ذلك تضع امامنا معالم جديدة لمعرفة تكوين ونمو مهارات الكتابة في مجال أدب الاطفال مبينا ان الهدف التربوي الذي تسعى اليه القصة الطفلية يتطلب من أديب الاطفال التنوع في موضوعاته القصصية – حسب المراحل العمرية – لما لهذا التنوع من دور فاعل في إثراء الطفل بثيمات متعددة ستسهم في غرس منظومة قيمية كافية لجعله عنصرا ايجابيا في المجتمع والحياة.
لهذا تناولت هذه الدراسة الخطاب الحكائي في قصص جاسم محمد صالح معولة على المنهج الوصفي التحليلي ومتاثرة بالمنهج النفسي والتربوي حتى تميط اللثام عن المحطات الموضوعية التي توقف عندها قلم الكاتب ومدى تلاؤمهما لقرائها الصغار ووضعت نصوصه للكشف عن بنياتها السردية وطبيعة اشكالها وادوارها في سرديات الكاتب وتحديد مسافتها مع قدرات الطفل العقلية والاستيعابية .