شريط الاخبار

الدعاء توجه إلى الله

الدعاء توجه إلى الله، مفهوم الدعاء.

الدعاء توجه إلى الله 

بقلم :- عبادى عبد الباقى قناوى 

مفهوم الدعاء 

أولا :-

 لغة :-

 هو الطلب. 

 شرعاً :-

هو توجه العبد إلى ربه فيما يحتاجه لإصلاح دينه و دنياه .

وقد أمر الله تعالى عباده بالتوجه إليه في حوائجهم الدنيوية لتتيسر لهم،

 وفي أمور معادهم ليحط أوزارهم ، ويتقبل توبتهم ، 

و يعتق رقابهم من النار؛

 لأنه ليس لهم من سبيل يتوصلون به إلى مطالبهم غير سؤالهم لخالقهم ومدبر أمورهم . 

 قال تعالى :-

 وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:١٨٦].

الأحبة في الله :-

نواصل معكم اليوم الحديث عن 

الدعاء من الناحية الدينية. 

 قبل التعرف على فضائل وثمار الدعاء 

نذكر 

 ما هو الدعاء ؟ 

 إنه الابتهال إلى الله بالسؤال ، والرغبة فيما عنده من الخير والتضرع إليه في تحقيق المطلوب ، والنجاة من المرهوب . 

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله :-

 هو طلب ما ينفع الداعي وطالب كشف ما يضره أو دفعه.

 #أقسام الدعاء ينقسم الدعاء إلى قسمين: – 

١-دعاء عبادة 

٢- دعاء مسألة.

 #دعاءالعبادة :-

هو الشامل لجميع القربات الظاهرة و الباطنة.

#دعاءالمسألة :-

أن يطلب الداعي ما ينفعه وما يكشف ضره.

 قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :-

 «كل ما ورد في القرآن من الأمر بالدعاء والنهي عن دعاء غير الله والثناء على الداعين يتناول دعاء المسألة ودعاء العبادة».

وهذه قاعدة نافعة، 

فإن أكثر الناس إنما يتبادر لهم من لفظ الدعاء ، 

والدعوة دعاء المسألة فقط 

ولا يظنون دخول جميع العبادات في الدعاء . 

وهذا خطأ جرهم إلى ما هو شر منه ، فإن الآيات صريحة في شموله 

لدعاء المسألة ودعاء العبادة .

 وقد أشار الإمام ابن القيم أن دعاء المسألة ودعاء العبادة متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر ، 

فكل دعاء عبادة مستلزم 

 لدعاء المسألة، 

وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء العبادة. 

ودعاء الله تعالى شفاء للقلوب وسعادة في الدارين .

 فلا غزو أن تداوي به العارفون . 

و لزم محجته المتقون . 

أما رأيت 

 أن الله تعالى ذم أقوامًا في كتابه ؛ بإعراضهم عن دعائه تعالى ، والتضرع إليه ووصفهم بقسوة القلوب ، 

فقال تعالى :-

 {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 

[الأنعام: ٤٣]. 

قال عبد الله الأنطاكي رحمه الله :- 💥دواء القلب خمسة أشياء :-

١- مجالسة الصالحين. 

٢- قراءة القرآن . 

٣-إخلاء البطن من الحرام. 

 ٤- قيام الليل. 

 ٥- التضرع عند الصبح. 

وقال ابن القيم رحمه الله :-

 « والدعاء من أنفع الأدوية ؛ 

وهو عدو البلاء يدافعه و يعالجه ويمنع نزوله ويرفعه ، أو يخففه وهو سلاح المؤمن ». 

إن أعظم ما في الدعاء أنك تناجي فيه ملك الملوك ؟ 

من ليس كمثله شيء ،

 من بيده ملكوت كل شيء .

 فلا أحد يحجبك عن مناجاته . 

ولا واسطة، 

ولا شيء يحجب صوتك .

 فلتجعل دعاء الله تعالى طريقك إلى رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء . 

💥 فضائل الدعاء :-

 لو لم يكن للدعاء من الفضائل إلا قربك من مولاك تعالى لكفى؛ 

فكيف وللدعاء من الفضائل والبركات الشيء الكثير ؟ 

وأول هذه الخيرات ما يجد الداعي من صلاح القلب. 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :- 

«وإذا دعا العبد ربه بإعطاء المطلوب ودفع المرهوب ؛ 

جعل له من الإيمان بالله ومحبته ومعرفته وتوحيده و رجائه وحياة قلبه و استنارته بنور الإيمان ما قد يكون أنفع له من ذلك المطلوب

 إن كان عرضا من الدنيا 

الدعاء امتثال لأمر الله فالداعي ممتثل لأمر الله تعالى ؛ 

إذ قال تعالى :-

{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }

 (غافر: ٦٠) 

#الدعاءعبادة :-

 في الدعاء تحقيق لعبادة الله تعالى والتي هي الغاية العظمى .

 قال رسول الله 

صلى الله عليه وسلم -: 

” الدعاء هو العبادة ” 

( رواه أبو داود والترمذي

                            وابن ماجه). 

#الدعاءمحبوب 

إلى الله تعالى الداعي متقرب إلى الله تعالى بشيء يحبه ، 

وكريم لديه.

 قال صلى الله عليه وسلم :- 

” ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء ” 

( رواه الترمذي وأحمد) .

 قال الزبيدي رحمه الله :-

و إنما صار الدعاء كريما على الله لدلالته على قدرة الله وعجز الداعي . #الدعاءسبب لانشراح الصدر

 وفي الدعاء

 #دواءوبلسم شافي لأدواء الصدور من الهموم و الغموم والأحزان وضيق الصدر؛ 

وفي الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأدعية المعينة على انشراح الصدور وزوال أحزانها . ثمار الدعاء مضمونة من أكثر من دعاء الله تعالى نال ثماره لا محالة ؛ إما في الدنيا وإما في الآخرة.

 قال النبي صلى الله عليه وسلم :-

« ما من مسلم يدعو ليس بإثم ولا بقطيعة رحم إلا أعطاه الله إحدى ثلاث :-

إما أن يعجل له دعوته، 

وإما أن يدخرها له في الآخرة،

 وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها » قال :-

 إذا نكثر ! 

قال الله أكبر  

(رواه البخاري) .

 الدعاء يدفع البلاء وهذه فضيلة عظيمة من فضائل الدعاء غفل عنها الكثيرون. 

قال صلى الله عليه وسلم :-

 ” من فُتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة، 

وما سئل الله شيئًا يعطى أحب إليه من أن يُسأل العافية؛ 

إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل؛ فعليكم عباد الله بالدعاء “. (رواه الترمذي) . 

الدعاء سبب للثبات والنصر 

قال الله تعالى :-

{ وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } [البقرة: ٢٥٠]. 

فكان عندها النصر والظفر { فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ }

 [البقرة: ٢٥١]. 

الدعاء مفزع المظلومين الدعاء سلاح المظلومين .

 ومفزع المكسورين . و

في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه لما بعثه إلى اليمن :-

” واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب “. 

(رواه البخاري ومسلم ).

ما أروع ! الدعاء ؟ 

نحبكم في الله 

لا تنسونا من صالح الدعاء.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار