المقالات

الدكتور جمال سلسع: حصلت على براءة هذا الاختراع 

الدكتور جمال سلسع: حصلت على براءة هذا الاختراع 

أجرى الحوار/ لطيفة محمد حسيب القاضي 

يسعدنا أن نلتقي اليوم مع الدكتور جمال سلسع، أحد أبرز الأسماء في مجال الطب، والشعر، والأدب، والنقد. تخرج من مدرسة بيت لحم الثانوية عام 1962-1963، والتحق بكلية الطب في جامعة عين شمس بالقاهرة، حيث تخرج طبيبًا وجراحًا عام 1969. خدم لمدة عام في سنة الامتياز في مستشفيات القاهرة، خاصة في قسم الأمراض الجلدية. عين عام 1970 حتى نهاية عام 1972 مديرًا لمستشفى أريحا ومديرًا لدائرة الصحة فيها.

منذ أيام الطفولة، مارس الكتابة الأدبية، ففي عام 1957 كتب في جريدة المساء، وجريدة الشعب، وجريدة الجهاد. شارك في تأسيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين عام 1980. حصل على براءة اختراع لعلاج مرض الصدفية، والبهاق، والإكزيما، وغيرها من الأمراض الجلدية عام 1997. كانت له زاوية أسبوعية في جريدة الفجر منذ عام 1976 وحتى إغلاق الجريدة عام 1994 بعنوان “حديث الجرح”. كما كانت له زاوية يومية بجريدة الأقصى بعنوان “حديث الوطن”، التي صدرت مع قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994 واستمرت لمدة عام حتى إغلاق الجريدة.

كان له برنامج يومي “شعر وموسيقى” في إذاعة صوت فلسطين بعنوان “صلوات في محراب الوطن”، واستمر لمدة عام كامل (1994-1995). وهو عضو الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، ومؤسس اتحاد الخدمات الطبية لحركة فتح منذ عام 1984 في الضفة الغربية. 

شغل منصب أمين سر المكتب الحركي للأطباء من عام 1998 حتى 2006. وهو رئيس مجموعة المنتدى الثقافي الإبداع، ومنسق منتدى رواد حركة التحرير الوطني الفلسطيني – حركة فتح في محافظة بيت لحم. كما أنه مقرر دائرة الشؤون المسيحية في العلاقات الخارجية لحركة فتح، وعضو مؤتمر حركة فتح.

*دكتور جمال كيف ترى الوضع الآن مع الذي يحدث في غزة من اعتداءات وابادة جماعية؟

في غزة نرى حقيقة الموقف العربي المتخاذل وضعف موقف الاحتلال   الذي يحاول تغطية عجزه بالقصف والتدمير والموت الانساني وعدم قدرته على الخروج من مستنقع غزة. في حين نرى صلابة المقاومة وعدم تنازلها عن انتصارها وفي نهاية المطاف سوف الحرية وهذه هي لغة التاريخ. واستطيع أن أوجز لك الوضع المؤلم فنحن ندثر غزة بالكلمات وهي تدثرنا بالدمع والعتاب

*دكتور جمال عضو الجمعية العالمية للأمراض الجلدية لديك براءة اختراع لعلاج الصدفية والاكزيما وغيرها من الامراض الجلدية ومنها البهاق حدثني باختصار عن هذه الامراض؟

٠مرض الصدفية ينسب الى خلل في جهاز المناعة والعامل الوراثي يلعب دورا في هذا الموضوع وهو مرض تجميلي وليس عدوى ويصيب كلا الجنسين ويعطي للجلد طفحا جلديا ترافقه خشونة وقشورا غير طبيعية متراكمة على الجلد

أما الاكزيما فهي عبارة عن حساسية جلدية ملتهبة وغير معدية تعطي للجلد الجفاف وحكة مصحوبة بما يسمى polymorphic eruption والسبب لحدوث الاكزيما هو خلل في جهاز المناعةantibody reaction antigen-

اما البهاق فهو مرض جلدي شائع يسبب فقدان اللون الطبيعي للجلد وسبب المرض غير معروف لكن العامل الوراثي يلعب دورا هاما وهو ينسب ايضا الى خلل في جهاز المناعة

*كيف يعمل علاج براءة الاختراع؟

٠يقوم بإزاله الطفح الجلدي والقشور الجافة غير الطبيعية والمتراكمة على الجلد تدريجيا ومن ثم اعادة حيوية الجلد ووظائفه الى الحالة الطبيعية وبالتالي منع عودة الطفح الجلدي والقشور الجافة غير الطبيعية ويتم ذلك تحت مظلة اعادة جهاز مناعة الجسم والجلد الى وضعه الطبيعي

 

بالنسبة الى البهاق يعمل هذا العلاج على تفعيل المادة الملونة من خلال تفعيل الخلايا الجلدية على اساس اعادة تقوية جهاز مناعة الجسم

*لماذا لم ينتشر على مستوى العالم- هذا العلاج الفريد؟

٠في الواقع حتى في فلسطين لم يأخذ حقه في الانتشار وكأنه محاصر لا يريد الاخرون ان يعرف المرضى براءة هذا الاختراع

وهذا الاختراع يحتاج الى من يتبناه على مستوى العالم كي يتم انتشاره

*على ماذا اعتمدت في الوصول الى براءة الاختراع؟

في الحقيقة وجدت ان كل من يعاني من هذه الامراض يكون جهاز المناعة عنده ضعيفا ولهذا كانت البداية في تقوية جهاز المناعة في حين ان الفكرة التي يتم العلاج بها  حاليا تعتمد على  اضعاف جهاز المناعة مما يؤدي الى عدم الشفاء من هذه الامراض

*صدر لك كتاب بعنوان( اوجه التحليل الشعري) حللت ونقدت قصائد للشعراء المشهورين مثل محمود درويش-فدوى طوقان-سميح القاسم ومعين بسيسو من منطلق اللغة الشعرية هي الرحم الادبي التي تولد منه الطاقات الشعرية الكامنة فيه حدثني عن الكتاب؟

٠لقد أكدت في هذا الكتاب ان الكلمة الشعرية الموحية هي خفقة روحية وجدانية مشتعلة بالهم والجرح والشمس وأنه ﻻ يمكن ﻷي زمان ومكان ان يحد من توهجها او مصداقيتها او معايشتها للواقع الذي مرغت حروفها بغباره واوجاعه لذا ﻻ يمكننا وضع تجربة الشاعر واحاسيسه وتفاعله مع الاشياء ضمن نظرية محددة خاصة نظرية الفن في الشعر ان مجرد خضوع الشعر لمثل هذه النظرية هو قتل للشعر نفسه وقتل للإبداع الشعري حيث نلاحظ ان معظم النقاد للشعراء الكبار لم يتجاوز ابداعها إلَّا من خلال الخضوع لهذه القوالب النقدية الجاهزة وعدم قدرتهم على الخروج منها. حتى اصبح الشعراء الاخرون رغم ابداعهم المتميز مغيبون، لان من يتناول النقد لا يستطيع الخروج من هذه القوالب النقدية الجاهزة، علما بان الناقد الناجح كما اكدت في هذا الكتاب، يستطيع ان يتناول القصيدة الواحدة بأكثر من طريقة تحليلية،  ورؤيا جديدة تفرضها نصوص القصيدة. وقد طرحت في هذا الكتاب النقدي اكثر من طريقة نقدية للقصيدة الواحدة وكانت اوجه التحليل الشعري قد تجاوزت اكثر من عشرات الطرق، وكان هدفي من طرح عدة طرق في التحليل الادبي لكبار الشعراء خاصة، كي ﻻ يقف النقاد على بوابتهم ويمارسون قوالب نقدية  قديمة

*اين هو الشاعر والناقد د. جمال سلسع هذه الفترة؟

ما زلت أسأل عن ملامح غربتي، فكيف ﻻ أرفض السير في درب يجول على دموع الاسئلة؟ لماذا أكون خارج الحدث وأنا الحدث؟ لماذا الصمت أمام من يحاول بيع تاريخي ووطني؟ لماذا أترك للصحراءَ ان تحتل افكاري وساعدي؟

سبعون عاما أو يزيد ما زال بين أصابعي لغة الارض، كَتَبَت عناويني على جذع التراب.

قد مرَّ نسيان على كأسي وما مرَّ على دمي سوى مُرّ الشراب، أعيش اللحظة بالحدث والحدث باللحظة، والقلب والعين على غزة، ادثرها بالسحاب فتدثرني بالدمع والعتاب. فالشعر والرواية ﻻ زالا يبحثان عن حجارة خيمة تشتاق مقلاع الشمس، وانا ما زلت أسير الى عناويني، انقش امامها يقظة شمس تشتعل بمدنها وشهدائها، وهي تلملم فجيعتها بجمر وطنها، ترسم طريق حريتها فوق جدران خرافة، تحاول انتزاعها من جذور انتمائها.

*بالرجوع للحديث عن براءة الاختراع المذهل هل جرب العلاج على مرضى؟هل تم الشفاء كليا من مرض الصدفية والبهاق؟

٠نعم الحمدلله كل الحالات التي واصلت العلاج معي قد تم الشفاء فيها. من مرض الصدفية والاكزما والبهاق وأنا حاصل على براءة الاختراع منذ عام ١٩٩٨ وقبل الحصول على هذه البراءة كان يتم فيها الشفاء، ﻷن طريق الشفاء كانت حاضرة معي منذ سنين طويلة. ويكفي فلسطين فخرا ان أحد ابناء فلسطين هو من حصل على براءة هذا الاختراع والشفاء باذن الله ﻻ يتم سوى في فلسطين.

*الالهام هو القدرة على التقاط اشارات من عالم غير مادي وغير معروف 

هل تؤمن بالالهام؟ كيف يأتي لك الالهام؟

٠كثيراً ما تُضيءُ في افكاري اشارة تدفعني للقيام بأشياء لم أفكر به من قبل. فعندما كنت في قسم الامراض الجلدية في مستشفى الدمرداش التابع لكلية طب جمعة عين شمس عام ١٩٦٩ كنت أرى أعدادا كبيرة من مرضى الصدفية والاكزما والبهاق. وكنا قد درسنا ان ﻻ شفاء لها. اضاءت في افكاري اشارة تنير لي الطريق من اجل العمل على علاج هذه الامراض، وكانت هذه الاشارة المضيئة تمنحني فرصة الاقتراب من الوصول الى ايجاد حلٍ لهذه الامراض،  وهذه الاشارة المضيئة هي من جعلني اكتشف ان هذه الامراض تعاني من ضعف جهاز المناعة.

 وقد عرفت فيما بعد ان هذا هو الالهام وربما يكون وحيا من الله. وانا ارى الالهام معي في الطب والشعر والنقد والرواية وفي مجالات الحياة الاخرى.

*هل لك ان تعطينا لمحة اخرى عن الهام طبي متميز؟

٠استطيع ايقاف تساقط الشعر خلال عشرة ايام ومن ثم اعادة نمو الشعر المتساقط. كما استطيع معالجة  حب الشباب في فترة زمنية لا تتجاوز شهرا واحدا، بدون استخدام روكتان  الذي يشكل سلبيات عدة.

*هل طلب منك أحد ان تعالج هذه الامراض؟

٠قبل الانتفاضة الاولى كان يأتي الى عيادتي عددا من اليهود للعلاج من هذه الامراض, وعندما بدأت الانتفاضة لم يحضر اي مريض منهم وبعد مرور ثمانية اشهر على الانتفاضة تلقيت امرا من الادارة المدنية بضرورة الحضور الى بيت ايل. ولما لم احضر تم الاتصال بي ثانية من اجل ارسال قوة عسكرية تجبرني على الحضور، ولما استفسرت عن اسباب حضوري هل هو أمني؟ أم غير ذلك؟ فقيل لي بأنه يتعلق بالطب، فاتفقنا ان نلتقي في مستشفى الحسين بيت جالا وبحضور مدير المستشفى الدكتور يعقوب الاعمى. وفي اللقاء طلب مني ضابط الشؤون الطبية ان اتي وامارس معالجة الامراض الجلدية في هداسا طبعا، لم اذهب لأنني كنت من القيادة الطبية للقيادة الوطنية الموحدة، وأمامنا مهام كثيرة.

*عندما اتحدث عن الشعر فإنني اتحدث  عن فن قولي شهد  تحولات كثيرة على مدى العصور الى عصرنا الحاضر، كيف تقيم الحالة الشعري المعاصرة هل الشعر ما زال ديوان العرب اذا قسناه بالرواية؟

٠الشعر ما زال بخير وما زال هو القادر على تجسيد جزيئيات حياتنا اليومية، من الم وفرح، من دمع وابتسامة، من مكونات الحياة وتناقضاتها. فالشعر هو الحاضر الملهم في افكارنا ومشاعرنا من اجل اضاءة الطريق للتغير نحو الافضل . 

هوالذي يوقظك من نومك مشتعلا بهموم شعبك، لتنقش له طريق الحرية. 

هو الذي يأخذ منك راحتك، يمنحك التوتر لتجسد طريق الشمس لشعبك،

هو الذي يضيء فيك اشارات تحملك الى خندق الكتابة، من اجل نقش طريق المقاومة، لكسر الليل والعبودية.

هو الساكن المتيقظ الذي ﻻ ينام ابدا حين ينام الاخرون.

هو الذي يأخذك من ذاتك، الى وطنك.

هو الذي يشعل فيك الطوفان، ليضيؤك بالشمس.

هوالامين الذي يحرس افكارك من عتمة الليل، ويوقد فيك شعلة الابتكار والابداع، ويبقي هذه الشعلة مشتعلة بالهم والالهام.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار