أخبار ومقالات دينية

الدكرورى يكتب عن إسلام أم كلثوم بنت عقبة

الدكرورى يكتب عن إسلام أم كلثوم بنت عقبة
بقلم / محمـــد الدكـــــرورى

لقد أسلمت السيدة أم كلثوم بنت عقبة بن معيط في مكة المكرمه وبايعت النبى صلى الله عليه وسلم، ولكن لم يتهيأ لها الهجرة إلى سنة سبع للهجرة، وكان خروجها فى زمن صلح الحديبية، وكان من الأمور الصعبة على أم كلثوم كفتاة وحيدة الخروج وحدها لتقطع الطريق إلى المدينة دون حماية فخرجت أم كلثوم ورغم المخاطر من مكة وحدها، وفي الطريق قام بحراستها أحد المؤمنين من قبيلة خزاعة وفي ذلك الوقت لم تنزل بعد آيات التحريم والحجاب، وعندما بلغت المدينة، ولم تكن تعلم أن أخويها الوليد وعمار قد انطلقا من مكة خلفها، فلم يمضى يوم على استقرارها في المدينة حتى وصلا إلى المدينة وتقدما إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ليقولا له “أوف لنا بشرطنا وما عاهدتنا عليه”

وكان المشركون قد شرطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، يوم الحديبية إنه من جاء من قبلنا وإن كان على دينك رددته إلينا ومن جاءنا من قبلك رددناه إليك، فكان يردّ إليهم من جاء من قبلهم يدخل في دينه، فلما جاءت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط مهاجرة جاء أخواها يريدان أن يخرجاها ويرداها إليهم، فوقفت أم كلثوم بجرأة لتقول ” يا رسول الله أنا امرأة وحال النساء إلى الضعف ما قد علمت، أفتردني إلى الكفار يفتنونني في ديني ولا صبر لي” فجاءت فيها وفي النساء من مثل حالتها، سورة الممتحنة “إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن” فكان يقول لهن محلفا ” الله ما أخرجكن إلا حب الله ورسوله والإسلام، ما خرجتن لزوج ولا مال ؟ فإذا قلن ذلك، لم يرجعهن إلى قومهن.

وعندما قالت أم كلثوم هذا، التفت النبي صلى الله عليه وسلم، إلى الوليد وعمارة قائلا ” قد أبطل الله العهد في النساء بما قد علمتاه” فانصرفا، وذكر ابن إسحاق أن أخويها رحلا بعد رفض النبي صلى الله عليه وسلم، أن يردها إليهماوفي المدينة تزوجت أم كلثوم من أربعة من الصحابة الكرام فى حياتها، فتزوجت زيد بن حارثة الذي قتل يوم مؤتة، وبعده تزوجت من الزبير بن العوام، وولدت زينب ثم طلقها، فتزوجت مرة أخرى من أغنى الصحابة عبد الرحمن بن عوف فولدت له إبراهيم وحميدا وإسماعيل، وعندما توفي عنها، تزوجها عمرو بن العاص وقد توفيت بعد شهر من زواجه وذلك في فترة خلافة الإمام علي بن أبى طلب رضى الله عنه، وبهذا كانت هجرة أم كلثوم خيرا وبركة.

على المهاجرات اللاتي أتين مِن بعدها، حيث صارت أي امرأة تؤمن بالله ورسوله لا تخشى أن يُعيدها النبي إلى الكفار بسبب المعاهدة صلح الحديبية، وقد جاءت بالفعل بعد أم كلثوم بنت عقبة نساء كثيرات أسلمن، وتركن مكة وهاجرن إلى المدينة فرارا بدينهن من أذى الكفار، ولما قدمت أم كلثوم من مكه إلى المدينه كانت ما تزال فتاة صغيرة السن لم تتزوج بعد، وقد أعجب بصدق إيمانها وشجاعتها كثير من الصحابة، فتقدم لخطبتها الزبير بن العوام، وزيد بن حارثة، وعبد الرحمن بن عوف، وعمرو بن العاص، فاستشارت أخاها لأمها عثمان بن عفان، فأشار عليها أن تأتي النبي صلى الله عليه وسلم، فتستشيره، فأتته، فأشار عليها بزيد بن حارثة، فتزوجته وعاشا في سعادة وخير، وولدت له ابنا وابنة، لكنهما ماتا صغيرين، ثم إن زوجها زيدا قتل يوم غزوة مؤتة.

الدكرورى يكتب عن إسلام أم كلثوم بنت عقبة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار