المقالات

 الاستعانه بالله تعالى 

 الاستعانه بالله تعالى 

بقلم  محمد الدكروري

الدكروري يكتب عن الاستعانه بالله تعالى

إن ما يعين الإنسان علي إستقامتة في الحياة الدنيا هو الإستعانة بالله تعالي والدعاء والتضرع إلي الله تعالي، فسبحانه وتعالي هو المعين، ولما كان حمل النفس على الصدق في جميع أمورها شاق عليها، ولا يمكن لعبد أن يأتي به على وجهه إلا بإعانة الله له وتوفيقه إليه، أمر الله نبيه أن يسأله الصدق في المخرج والمدخل، وأيضا معرفة وعيد الله للكذابين وعذابه للمفترين، فقد جاءت النصوص الكثيرة التي تحذر من الكذب، وتبين سوء عاقبته في الدنيا والآخرة، ولهذا فإن تذكير النفس بها، مما يعين المرء على الصدق في أحواله كلها، وإن هناك ثمرات وفوائد عديدة للصدق يعود أثرها على الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة، ومنها محبة الناس للصادق ورواج بضاعته، فالتاجر الصادق الأمين يعتبر مكسبا مهما.

لا يمكن أن يعوَّض بالنسبة للمشترين والتجار الآخرين، فالتزام التاجر بالصدق يكفل له رواج بضاعته، وثقة الناس فيه وإقبالهم على الشراء منه، حتى لو لم تكن بضاعته ذات كفاءة عالية في الكثير من الأحيان، أو حتى لو كان سعره أعلى من سعر نظرائه من التجار، وفي ذلك يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ” من كانت له عند الناس ثلاث وجبت له عليهم ثلاث، من إذا حدثهم صدقهم، وإذا ائتمنوه لم يخنهم، وإذا وعدهم وفّى لهم، وجب له عليهم أن تحبه قلوبهم، وتنطق بالثناء عليه ألسنتهم، وتظهر له معونتهم” ومنها حصول البركة في البيع والشراء ” فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركة بيعهما فحصول البركة لهما إن حصل منهما الشرط وهو الصدق والتبيين.

ومحقها إن وجد ضدهما وهو الكذب، ومنها أيضا طمأنينة النفس وراحة الضمير، ومنها أيضا أن الصادق يفوز بسعادة العاجل والآجل في الدارين الدنيا والآخرة، فيقول أبو حاتم أن الصدق يرفع المرء في الدارين، كما أن الكذب يهوي به في الحالين، ومنها أيضا الفوز بالجنة ومرافقة النبيين والشهداء، فقال النووي في شرحه لهذا الحديث أنه قال العلماء هذا فيه حث على تحري الصدق، وهو قصده والاعتناء به، وعلى التحذير من الكذب والتساهل فيه؛ فإنه إذا تساهل فيه كثر منه، فعرف به، وكتبه الله لمبالغته صديقا إن اعتاده، أو كذابا إن اعتاده، ومعنى يكتب هنا يحكم له بذلك، ويستحق الوصف بمنزلة الصديقين وثوابهم، أو صفة الكذابين وعقابهم، والمراد إظهار ذلك للمخلوقين.

إما بأن يكتبه في ذلك ليشتهر بحظه من الصفتين في الملأ الأعلى، وإما بأن يلقي ذلك في قلوب الناس وألسنتهم، وكما يوضع له القبول والبغضاء، وإلا فقدر الله تعالى وكتابه السابق بكل ذلك، ومنها أيضا قبول الأعمال، فالصادق في تجاراته وتعاملاته يقبل منه عمله بخلاف الكذاب حيث قال بعضهم ” من لم يؤدّ الفرض الدائم لم يقبل منه الفرض المؤقت، قيل وما الفرض الدائم؟ قال الصدق، وإن من ينظر إلى واقعنا المعاصر يجد أن الناس استهانوا بخطورة اللسان وخروج الكلمة ويظنون أنهم لن يحاسبوا على كل ما يخرج ويكثرون من النكت والضحك وتقسيم الكذب إلى أبيض وأسود وغير ذلك.

الدكروري يكتب عن الاستعانه بالله تعالى

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار