المقالات

الدكروري يكتب عن أحكام ومعاملات

الدكروري يكتب عن أحكام ومعاملات
بقلم / محمــــد الدكـــروري

إن من الأمور المهمة التي تهم المجتمع المسلم وجود أسواق للبيع والشراء يتبادلون فيها السلع والبضائع فيما بينهم، وكما أن للأسواق شأنها حتى قبل الإسلام فقد كان في الجاهلية قبل الإسلام للعرب أسواق كالمجنة ومجازي وعكاظ، ولما بعث الله رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم تحرج المسلمون عن تلك الأسواق، فأنزل الله تعالي كما جاء في سورة البقرة “ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم” فأباح لهم دخول الأسواق، والبيع والشراء فيها والاتجار وكما قال تعالي في سورة النور ” رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله” ولقد حظيت الأسواق بشأن كبير من النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان مراقبا ومشرفا عليها، وضع لها الضوابط، وسنّ لها الآداب والأحكام.

وكان صلى الله عليه وسلم يتفقد أسعار السوق بنفسه، ويسأل عن الأسعار والاحتكار، فأتى صلى الله عليه وسلم السوق يوما فأدخل أصبعه في طعام فرأى في أسفله بللا فقال “ما هذا يا صاحب الطعام؟” قال أصابته السماء يا رسول الله، قال “ألا وضعتَه فوق الطعام كي يراه الناس، مَن غشنا فليس منا” هذا وقد اقتدى به صلى الله عليه وسلم أصحابه، فكانوا يرتادون الأسواق ويتجرّون فيها بأموالهم ،ولا يرون في ذلك بأسا، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يغدو إلى السوق فيبيع ويبتاع،إلى أن فرض له عطاء بعد أن تولى الخلافة، وهذا الصحابي المهاجر عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يعرض عليه أخوه في الله سعد بن الربيع أن يشاطره ماله ويختار إحدى زوجتيه فيطلقها له.

فيلقى هذا الإيثار النبيل بعفاف نبيل ويقول عبد الرحمن لسعد بارك الله لك في مالك وأهلك،لا حاجة لي في ذلك وإنما دلني على السوق لأتجر فيها فدله سعد عليها فغدا إليها فأتى بأقط وسمن وباع واشترى حتى فتح الله عز وجل عليه وأصبح من أغني الصحابة وأكثرهم مالا، فنحن حينما نوفي نرتقي لله عز وجل، وحينما نخون الأمانة نسقط من عين الله تعالى، وما من صفة في الإنسان أرقى من أن يكون وفيا لعهده، وقبل أن تعاهد انتبه, فالقضية ليست كلاما بكلام، ولكن القضية فعل، حتى في عقود الزواج يقولون اكتب كما تريد، كله حبر على ورق، لا، فإن هذا مال يجب أن يؤدى، ودين ممتاز، فالإنسان ما دام الوفاء جزءا من دين الإنسان, قبل أن يَعد فلينظر بماذا يعد؟ ومع آفة من آفات تحصيل المال الحرام.

فهى آفة سوقها قائمة، وتجارتها في إفساد العقول والنفوس رائجة، فهى آفة جمعت من المضار أشدها، ولملمت من المخاطر أعظمها، آفة ما حلت بأرض إلا وحدقت بها الأخطار، ولا أناخت بباب قوم إلا وكانت علة الخراب والدمار، فكم شجار وقع بسببها؟ وكم عرض هتك من جرائها؟ وكم مال سرق في سبيل الحصول عليها؟ وكم روح أزهقت لما دارت برؤوس أصحابها؟ إنها المخدرات، التي يبدأ صاحبها بالتدخين، الذى ابتلي به الكثير والكثير، فإن المخدرات التي تجعل صاحبها بلا عقل يفكر، ولا وعى يميز، ولا قلب يلين ويرحم، إنها المخدرات التي تمنع صاحبها من أعظم قيم الإسلام، فيحرم الصدق، والأمانة، والوفاء، والإخلاص، والتعاون على البر، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.

إنها المخدرات التي ثبت أنها من أعظم أسباب الطلاق، والتفكك الأسرى، وهى من أشد أسباب الأمراض السرطانية والعصبية وضعف القوة، فلا غرابة أن يكون هذا السلاح الفتاك محط نظر الصهيونية العالمية، لإفساد البشرية، حتى قالوا “لا بد أن نشغل غيرنا بألوان خلابة من الملاهي، والألعاب، والمنتديات العامة، والفنون، والجنس، والمخدرات، لنلهيهم عن مخالفتنا، أو التعرض لمخططاتنا” ولقد اعترف بعض تجار المخدرات في بعض البلاد الإسلامية، أن طلبة الكليات ومدارس الثانوية، يشكلون ثلث زبائنهم، ومن هؤلاء الطلبة من ارتقى به الحال إلى أن صار من مروجى المخدرات.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار