شريط الاخبار

الدكروري يكتب عن أسامة وكلمات أبا الدحداح

الدكروري يكتب عن أسامة وكلمات أبا الدحداح

بقلم / محمـــد الدكـــروري الدكروري يكتب عن أسامة وكلمات أبا الدحداح

لقد أخرج الإمام أبو نعيم من طريق الإمام القاضي فضيل بن عياض، عن سفيان، عن عوف بن أبي جحيفة، عن أبيه أن الصحابي الجليل ثابت بن أبا الدحداح قال لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “من كانت الدنيا همته حرم الله عليه جواري، ” أي مصاحبة النبي صلي الله عليه وسلم ” فإني بعثت بخراب الدنيا، ولم أبعث بعمارتها” وروى الواقدي عن عبد الله بن عامر قال، قال ثابت بن الدحداح يوم أحد والمسلمون أوزاع “يا معشر الأنصار إليَّ إليَّ، إن كان محمد صلى الله عليه وسلم قد قتل فإن الله حي لا يموت، فقاتلوا عن دينكم” فنهض إليه نفر من الأنصار، فجعل يحمل بمن معه، وقد وقفت له كتيبة خشناء فيها خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة.

 

فحمل عليه خالد بن الوليد بالرمح فأنفذه فوقع ميتا وقتل من كان معه، وشهد أبو الدرداء غزوة أحد وطعنه خالد بن الوليد برمح فأنفذه وقيل إنه مات على فراشه مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية ، ولما توفي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عاصم بن عدي، فقال “هل كان له فيكم نسب؟” قال لا، فأعطى ميراثه ابن أخته أبا لبابة بن المنذر، وأنه يكنى أبا الدحداح وأنه مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فبنى أبو عمر على أنه هذا، والحق أنه غيره، وهذا ينبغي أن يكون لثابت، فقد تقدم في ترجمته أنه جرح بأحد فقيل ومات بها، وقيل عاش ثم انتقضت فمات بعد ذلك بمدة، وهو الراجح، وإن من الصحابة الكرام الأخيار هو أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي، أبوه زيد بن حارثة.

 

وكان مولى للسيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنهما فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه السيدة أم أيمن وهي حاضنة النبي صلى الله عليه وسلم واسمها بركة، فولدت له أسامة بن زيد رضي الله عنه، فهو مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أبويه، ويكنى أبا محمد، وكان يسمى حِبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ولد رضي الله عنه بمكة في السنة السابعة قبل الهجرة، ونشأ حتى أدرك ولم يعرف إلا الإسلام لله تعالى ولم يدن بغيره، وهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حبا شديدا، وكان عنده كبعض أهله، وقد اشترى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حلة كانت لذي يزن، اشتراها بخمسين دينارا.

 

ثم لبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلس على المنبر للجمعة، ثم نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكسا الحُلة أسامة بن زيد، وقد كان أبوه زيد بن حارثة رضي الله تعالى عنه، شديد البياض، ولكنه لما تزوج أم أيمن، وهي امرأة حبشية سوداء جاء أسامة رضي الله تعالى عنه شديد السواد، فكان سواده كالليل، ولهذا كان يطعن في نسبه المنافقون، ويقولون هذا ليس من هذا، وتعرفون خبر ذلك الرجل الذي يعرف في القيافة، فلما رأى أسامة وأباه في المسجد قد ناما والتحفا ببرد، ولم تظهر إلا أرجلهما، فقال إن هذه الأقدام بعضها من بعض، ففرح بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وسر به، وكان نقش خاتم أسامة بن زيد رضي الله عنه “حِبّ رسول الله” وقد زوّجه النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة.الدكروري يكتب عن أسامة وكلمات أبا الدحداح

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار