المقالاتشريط الاخبار

الدكروري يكتب عن أسمى الغايات وأنبل المقاصد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن أسمى الغايات وأنبل المقاصد

يعيش الإنسان في هذه الحياة ما بين الإبتلاء والإختبار حتي يلقي الله عز وجل، ولقد كان هناك ابتلاء عظيم لنبي الله موسى عليه السلام، فقد ذاق الأمرين، وهو عليه السلام رسول التوحيد وهو أنقى وأوضح من الشمس في رابعة النهار، الذي أتى إلية الطاغية فرعون يقول له لما قال كما جاء في سورة طه ” فمن ربكما يا موسي، قال ربنا الذي أعطي كل شيء خلقه ثم هدي ” ولكن على صدقه ونصحه وعصمته ماذا فعل به؟ فقال أهل التفسير وأهل التاريخ أنه أتى قارون بكنز عظيم وكان عبارة عن جرة مملوءة بالذهب إلى امرأة زانية من بني إسرائيل فقال لها خذي هذه الجرة، فإذا اجتمع الناس وقام موسى فينا خطيبا، فقومي وابكي ومزقي شعرك، وأقسمي أن موسى بن عمران فعل بكي الفاحشة، واجتمع الناس ونبي الله موسى عليه السلام يتكلم عن التوحيد والإيمان.

وقارون يريد أن يمرغ دعوة التوحيد والإيمان، ويريد أن يمرغ دعوة موسى عليه السلام في التراب، وأن يمرغ منهجه لئلا يثق به الناس مرة ثانية، ولئلا يصدقه الناس مرة ثانية، ولكن يأبى الله تعالي إلا أن يتم نوره، فالنور نوره، والرسالة رسالته، والرسول رسوله، والمنهج منهجه، فبينما نبي الله موسى يتكلم، وإذا بالبكاء يرتفع من تلك المرأة تلطم وجهها، حقا فإنها الخطط البائسة وإنها الأكاذيب من بعض المغرضين الحاقدين على الإسلام وعلى علمائه ودعاته، فسكت نبي الله موسى عليه السلام والتفت إلى المرأة، فقالت أنت فعلت الفاحشة بي، فتلعثم نبي الله موسى عليه السلام وبكى، ليس في الأرض إلا موسى الذي أرسله الله بالرسالة يفعل هذه الفعلة، فوقف يبكي، ولكنه صمد وعرف أنه ابتلاء فرفع عصاه ووقف أمام المرأة.

وقال أسألك بالذي شق البحر لي أفعلت ذلك؟ قالت لا، ثم بينت أمرها، فقال سبحانه وتعالي كما جاء في سورة الأحزاب ” يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسي فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها ” وهكذا فقد زاده الله عز وجل وجاهة وقوة، وإثباتا لمنهجه أنه صادق، وهكذا فإن أسمى الغايات، وأنبل المقاصد أن يحرص الإنسان على فعل الخير، ويسارع إليه، وبهذا تسمو إنسانيته، ويتشبه بالملائكة، ويتخلق بأخلاق الأنبياء والصديقين، لذلك، فقد أوصى الإسلام الحنيف الإنسان أن يفعل الخير مع الناس، بغض النظر عن معتقداتهم وأعراقهم، وإن غايات الناس مختلفة، وأهدافهم شتى فمنهم من تتحكم فيه الأنا والشهوات، كالجاه والتجبر والعلو في الأرض بغير حق، أما الإيمان فإنه يجعل وجهة المؤمن، متجهة إلى فعل الخير والمسابقة إليه.

لذلك يجب أن يكون شعار المسلم وغاية المسلم في الحياة، “وافعلوا الخير لعلكم تفلحون لعلكم تفلحون”وإن المسارعة إلى الخيرات دليل الحب والعبودية الحقة، فإن سرعة الاستجابة ناتجة عن حب الله ورسوله، والثقة بوعده، والإيمان به، فاتقوا الله واستجيبوا لربكم إذ دعاكم إلى المسارعة إلى مغفرته وجنته باستباق الخيرات، وعمل الصالحات من التقوى، والنفقة ابتغاء وجهه، والحلم والعفو، وغير ذلك من وجوه الإحسان، والتوبة من الفواحش، وظلم النفوس طمعا في مغفرة الله، وواسع رحمته، وفسيح جنته، فبادروا إلى ذلك، فاتقوا الله أيها المسلمون فإن هذه الدنيا دار عمل لا دار حساب، ودار للتسابق للخيرات والأعمال الصالحات، فالعمل الصالح هو زادنا في الآخرة، والعمل الصالح هو أنيسك في قبرك يا عبد الله، فإعمل لهذا اليوم الذي ستدخل فيه قبرك ولا يوجد شيء معك سوي عملك، إما خيرا فخيرا وإما شرا فشرا.

الدكروري يكتب عن أسمى الغايات وأنبل المقاصد

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار