الدكروري يكتب عن أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين
الدكروري يكتب عن أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ما أعظم جرم هؤلاء الذين يشرعون للناس من دون الله تعالى فيقول سبحانه كما جاء فى سورة الشورى ” أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ولولا كلمة الفصل لقضى بينهم وإن الظالمين لهم عذاب أليم ” فإن الإسلام دين العدل والرحمة والعمل، لا يغفل حاجة من حاجات الفطرة البشرية، ولا يكبت كذلك طاقة بناءة من طاقات الإنسان تعمل عملا نافعا سويا، ومن ثم حارب الرهبانية، لأنها كبت للفطرة، وتعطيل للطاقة، وتعويق عن إنماء الحياة التي أراد الله تعالى لها النماء، كما نهى سبحانة عن تحريم الطيبات كلها لأنها من عوامل بناء الحياة ونموها، وتحقيق مراد الله عز وجل في الحياة، وإن الحلال كله طيب، والحرام كله خبيث، فلا يستويان أبدا، فقال تعالى كما جاء فى سورة المائدة.
” قل لا يستوى الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولى الألباب لعلكم تفلحون” وإذا كانت كثرة الخبيث تغر وتعجب، ففي الطيب متاع بلا معقبات من ندم أو تلف، وبلا عواقب من ألم أو مرض، وما في الخبيث من لذة إلا وفي الطيب مثلها، وأنتم ترون وتسمعون ما عم به البلاء من السرقة من أموال الناس ولذلك جاءت الشريعة بهذا الحد، وبهذه العقوبة، لقد عمت السرقات، صار بعض الناس يسرق من بيت جيرانه، تزور المرأة بيت الجماعة الفلانيين فإذا غابت صاحبت البيت للإتيان بالضيافة سرقت، وهذا شاب طائش يدخل البقالة ويسرق، وهذا يدخل في المحلات يخفون في جيوبهم، وسائل أصحاب المحلات عن الميزانيات في دكاكينهم كم يضعون للمسروقات فيها.
واضطروا لوضع الكاميرات المرايا لأجل هؤلاء السراق، ومع ذلك تحدث السرقات، ويدخلون الأماكن التي فيها البضائع الثمينة يأخذون ويسرقون، وهؤلاء الشباب الطائش يفتحون السيارات يسرقون السيارات ويلعبون بها، أو يأخذونها، أو يبيعونها، أو يزورون الأوراق، ويفعلون، ويفعلون، وكذلك هؤلاء المؤتمنون على أموال المسلمين يسرقون فتجد هذا المدير، أو هذا الموظف يأخذ من أموال المسلمين، ويجب إعادة الأموال المسروقة إلى أصحابها، إذا تاب الإنسان إلى الله، يجب عليه أن يعيدها علانية أو سرا، باعتذار أو بغيره، بواسطة أو بغيرها، لا بد من إعادة المال المسروق لأن هذه حقوق عباد لا تزول بالتوبة فقط، فإن التوبة هي حق الله، لأنك اعتديت على دينه، وانتهكت حدوده ومحارمه.
فالتوبة والندم والاستغفار والصالحات من حق الله عز وجل، ولكن حق الناس لا يضيع، لا بد من أدائه، لا بد من إعادته بأي طريقة، لا بد أن يعاد المال على مراحل، وإذا لم يستطع دفعة واحدة أعاده على مراحل، أو استسمح من صاحبه، هناك إحراج، حرج الدنيا أهون من حرج الآخرة، فإذا مات، يعاد إلى ورثته، وإن لم يوجد لا هو ولا الورثة يتصدق به نيابة عنه، لا بد من إعادة المال المسروق، وترى الناس الذين أخذوا أشياء من السيارات، أو الإطارات، غطاء الإطار هذا، طاسات السيارات، كم سُرق منها؟ كل هذا مسجل عند الله تعالى، مسجل ومحسوب عند الله تعالى، وبعض الناس الذين هم مسكوا في السرقات أغنياء، ما هم محتاجين، لكن السرقة عندهم أصبحت مرضا.