المقالات

الدكروري يكتب عن أهمية المقريزي التاريخية

جريده موطني

الدكروري يكتب عن أهمية المقريزي التاريخية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الكثير والكثير عن الإمام تقي الدين المقريزي أبو العباس أحمد بن علي بن عبد القادر، وقيل أنه تكمن أهمية المقريزي التاريخية في ارتياده أنواع جديدة لم نألفها من أسلافه في البحث التاريخي، فقد وجه اهتمامه شطر التاريخ الاجتماعي للشعب المصري وعادات الناس اليومية وتقاليدهم، كما قدم القاهرة القديمة وخططها وأحيائها وتطورها الجغرافي وما حوت من مساجد وبيوت وأسواق ومدارس، قدم لكل ذلك صورا حيه نابضة ممتعة حتى وكأن عباراته قد استحالت شريطا سينمائيا متتابع المشاهد، كما تناول بعض الظواهر الاقتصادية والاجتماعية الخاص مستخدمها منهجا شموليا في معالجتها، ولذا غدت مؤلفاته قبلة للباحثين في آثار مصر الإسلامية.

 

وتاريخها وحضارتها، وقيل أن جملة شيوخ المقريزي ستمائة نفس، منهم جده لأمه شمس الدين ابن الصايغ الحنفي، وقد اشتغل كثيرا بالعلم والتعلم وطاف على الشيوخ ولقي الكبار وجالس الأئمة فأخذ عنهم، وكان من أشهر من أخذ عنهم المقريزي علامة عصره ابن خلدون عندما جاء إلى القاهرة في أواخر القرن الثامن الهجري، وهناك عقد ابن خلدون حلقاته الدراسية التي طرح فيها آراءه وأفكاره حول التاريخ، والتي جمعها في مقدمته الشهيرة، ولقد تأثر المقريزي بآراء ابن خلدون، ووصفه بأنه أستاذه، ويكرر ذلك كثيرا في كتابيه الخطط والسلوك، قال شيخنا الأستاذ أبو زيد عبد الرحمن بن خلدون، ويتضح هذا التأثير في كتابات مؤرخنا التي تعلو فيها النغمة الاقتصادية والاجتماعية. 

 

كما تتجلى فيها الرؤية التحليلية الناقدة للأحداث التاريخية، وكان المقريزي تجسيدا لنمط من المفكرين الموسوعيين الذين أنجبتهم الحضارة العربية الإسلامية، وقد شملت مصنفاته جميع المجالات الشرعية والتاريخية والأدبية، حتى قال السخاوي وقد قَرأت بخطه أَن تصانيفه زادت على مائَتي مجلدة كبار، وقد تنوعت ما بين الكتب التاريخية الشاملة، والإمام تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي الشافعي الأثري، وهو من أعلام التاريخ، وقد سار شوطا بعيدا في حدود الفكر والعقل، وبحث في أصول البشر وأصول الديانات، وكانت له دراية بمذاهب أهل الكتاب، وكان حسن الخلق، كريم العهد، كثير التواضع، عالي الهمة فيمن يقصده لنيل العلم والدراسة.

 

محبا للذكر والمداومة على التهجد والأوراد وحسن الصلاة ومزيد الطمأنينة، ملازما لبيته، ويقول فيه الإمام الكبير ابن حجر العسقلاني له النظم الفائق والنثر الرائق، وقال عنه أحد المؤرخين إن المقريزي كان متبحرا في التاريخ على اختلاف أنواعه، ومؤلفاته تشهد له بذلك، وقد تنوعت ما بين الكتب التاريخية الشاملة، وكتب البلدان والخطط، والكتب التي خصصها لدراسة دولة بعينها، والرسائل ذات الموضوع الواحد، وكتب التاريخ الإسلامي العام.

 

 

الدكروري يكتب عن أهمية المقريزي التاريخية

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار