المقالات

الدكروري يكتب عن إخلاص أم حبيبة للنبي

الدكروري يكتب عن إخلاص أم حبيبة للنبي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن إخلاص أم حبيبة للنبي

لقد كانت أم المؤمنين السيده رمله بنت أبي سفيان بعد زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ظلت مخلصة له ولدينه ولبيته، فيروى أن أبا سفيان بن حرب والد السيدة أم حبيبة، قد جاء من مكة إلى المدينة طالبا أن يمد النبي صلى الله عليه وسلم هدنة الحرب التي عقدت في الحديبية، فلم يقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء إلى ابنته أم حبيبة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فأراد أن يجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم فطوته دونه، فقال يا بنية، أرغبت بهذا الفراش عني، أو بي عنه؟ قالت، بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت امرؤ مشرك نجس، فلم أحب أن تجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو سفيان يا بنيه.

 

لقد أصابك بعدي شر، فقالت بل هداني الله للإسلام، وأنت يا أبتى سيد قريش وكبيرها، كيف يسقط عنك الدخول في الإسلام، وأنت تعبد حجرا لا يسمع ولا يبصر؟ فقام من عندها، وكانت رضي الله عنها مع غيرتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحب أن تشاركها فيه أختها عزة بنت أبي سفيان، فقد سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، همّ أن يتزوج دُرة بنت أم سلمة، فعن زينب بنت أبي سلمة أن أم حبيبة قالت، قلت يا رسول الله، انكح أختي بنت أبي سفيان، قال ” وتحبين ” قلت نعم، لست لك بمخليه، وأحب من شاركني في خير أختي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن ذلك لا يحل لى” قلت يا رسول الله، فوالله إنا لنتحدث أنك تريد أن تنكح دُرّة بنت أبي سلمة، قال صلى الله عليه وسلم ” بنت أم سلمه ”

 

فقلت نعم، فقال ” فوالله لو لم تكن فى حجرى ما حلت لى، إنها لأبنة أخى من الرضاعه، أرضغتنى وأبا سلمه ثويبه، فلا تعرضن على بناتكن ولا أخواتكن ” ولقد احتفلت المدينة بهذا الحدث العظيم وهو زواج النبى صلى الله عليه وسلم والسيده رمله بنت أبى سفيان، وأنزل الله تعالى في شأن هذا الزواج المبارك قوله تعالى من سورة الممتحنه “عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة” ويقول ابن عباس رضي الله عنهما، فكانت المودة التي جعل الله بينهم هو تزويج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان، فصارت أم المؤمنين، وصار معاوية خال المؤمنين” هذا وقد شهد لها القريب والبعيد بالذكاء والفطنة، والفصاحة والبلاغة.

 

وكانت فوق ذلك من الصابرات المجاهدات، ويظهر جهادها وصبرها من خلال هجرتها إلى الحبشة مع زوجها، تاركة أهلها وقومها، ثم صبرها على الإسلام عندما تنصّر زوجها، مما أدى إلى انفصالها عنه، فصارت وحيدة لا زوج لها ولا أهل، وفي غربة عن الديار، ولكن الإسلام يصنع العجائب إذا لامس شغاف القلوب، فثبتت في موطن لا يثبت فيه إلا القليل، مما رفع قدرها، وأعلى منزلتها في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأراد مواساتها بزواجه منها.الدكروري يكتب عن إخلاص أم حبيبة للنبي

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار