المقالاتشريط الاخبار

الدكروري يكتب عن احذروا عقاب الجبار

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن احذروا عقاب الجبار

إنه يجب علينا دائما دوام محاسبة النفس، فإن من حاسب نفسه عرف جناياتها، وسعى في فكاكها قبل يوم التغابن، فقد دخل الصحابي الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه فوجد غلامه يعلف ناقة له، وإذا في علفها شيء فأخذ بأذنه فعركها، ثم ندم فقال للغلام قم فاقتص مني فأبى الغلام، فلم يزل به حتى قام فأخذ بأذنه ثم قال له “اعرك اعرك” ويقول “شد شد” حتى عرف عثمان أنه بلغ منه ثم قال “ واها لقصاص الدنيا قبل قصاص الآخرة” وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ” ترفع للرجل صحيفة يوم القيامة، حتى يرى أنه ناج، فما تزال مظالم بني آدم تتبعه حتى ما تبقى له حسنة، ويزاد عليه من سيئاتهم ” وهم أناس ظلمهم في الدنيا من بني آدم، ولم يقل “مسلمون” أو “صالحون” وإنما في الحديث مظالم بني آدم.

أي ولو كانوا حتى كافرين، فإذا بهم يطالبون برد المظالم التي ظلموهم إياها، فرجل يقول يارب أنصفني من هذا فقد شتمني، وآخر يقول يارب رد علي مظلمتي فقد اغتابني، وآخر يقول يارب أخذ مني مالا بغير وجه حق، وأخت تقول يا رب منعني ميراثي، وولد يقول يا رب لم يعلمني ديني، وآخر يقول رب ضربني وهكذا الكثير والكثير، وإذا بمنادي يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قَرب أَنا الملك، أَنا الديان لا ينبغي لأحد من أَهل الجنة أن يدخل الجنة وأحد من أَهل النار يطلبه بمظلمة، ولا ينبغي لأحد من أَهل النار أن يدخل النار وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة حتى اللطمة، قال قلنا كيف هذا وإنما نأتي غرلا بُهما؟ قال بالحسنات والسيئات ” رواه الألباني، ويقول الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضى الله عنه “لا خير في قول لا يريد به صاحبه وجه الله”

ويقول خالد بن الوليد رضي الله عنه “رحم الله عمر، إن أقواله وأفعاله كلها مراد بها وجه الله” إنه الصدق الذي تضمحل معه حظوظ النفوس ومشتهياتها، ففي قصة سقيفة بني سعد، بعد أن اختار أبو بكر الصديق عمر بن الخطاب وأبا عبيدة ليبايعا، قال عمر “والله ما كرهت من قوله إلا ذلك” ثم قال “والله لأن أقدّم فأضرب فيُضرب عنقي لا يقرّبني ذلك من إثم، أحب إلي من أن أتأمر على قومٍ فيهم أبو بكر” ثم قال “ابسط يدك”، فبايعه ثم بايعه المهاجرون والأنصار، إنه الصدق الذي حدا بالإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه، حينما قال أبو بكر في أثناء البيعة وطلب الاعتذار، قال له علي “والله لا نقيلك ولا نستقيلك، قدّمك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن ذا يؤخرك؟” إنه الصدق الذي حدا بالأنصار أن يقولوا “نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر.

قدّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ديننا” أي في الصلاة، وما أروع ما ضربه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من نماذج رائعة في الصدق مع البارئ سبحانه وتعالى بفضل التربية النبوية، والمدرسة المحمدية، فقد ذكر ابن حجر رحمه الله “أن سعد بن خيثمة استهم هو وأبوه يوم بدر فخرج سهم سعد، فقال له أبوه يابني آثرني اليوم، فقال سعد يا أبتى لو كان غير الجنة فعلت، فخرج سعد إلى بدر وبقي أبوه، فقتل بها سعد وقتل أبوه بعد ذلك خيثمة يوم أحد” وكل ذلك بسبب الصدق مع الله عز وجل فنالوا الشهادة التي هي أعظم مطلوب، وقيل أن عمير بن أبي وقاص رُدّ يوم بدر لصغره، فبكى فأجازه النبي صلى الله عليه وسلم، قال سعد أخوه “رأيت أخي عميرا قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يتوارى حتى لا يراه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقلت مالك يا أخي؟ فقال إني أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني ويردني، وأنا أحب الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة، فصدق وصدقه الله وأعلى درجاته بالشهادة في سبيله”

الدكروري يكتب عن احذروا عقاب الجبار

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار