شريط الاخبار

الدكروري يكتب عن الأرزاق بيد الله مقسومة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن الأرزاق بيد الله مقسومة

لقد كان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يجيب دعوتهم، سواء دعوة الحر والعبد والغني والفقير ويعود المرضى في أقصى المدينة ويقبل عذر المعتذر، وكان صلى الله عليه وسلم سيد المتواضعين ، يتخلق ويتمثل بقوله تعالى كما جاء في سورة القصص ط تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين “ ولقد كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن الكبر، كيف لا وهو الذي يقول صلى الله عليه وسلم ” لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله” رواه البخاري، وكيف لا وهو الذي كان يقول صلى الله عليه وسلم ” آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد ” وكيف لا وهو القائل صلى الله عليه وسلم ” لو أهدي إليّ كراع لقبلت ولو دُعيت عليه لأجبت ” رواه الترمذي.

وكيف لا وهو الذي كان صلى الله عليه وسلم يحذر من الكبر أيما تحذير فقال ” لا يدخل في الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ” رواه مسلم، وكان من تواضعه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجيب الدعوة ولو إلى خبز الشعير ويقبل الهدية، فعن انس بن مالك رضي الله عنه قال كان صلى الله عليه وسلم يدعى إلى خبز الشعير والإهالة السنخة فيجيب ” رواه الترمذي، ومعني الإهالة السنخة، أي الدهن الجامد المتغير الريح من طوال المكث، ولقد كان النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم يجلس على الأرض، وعلى الحصير، والبِساط، فعن أنس رضي الله عنه قال “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل ينزع يده، ولا يصرف وجهه من وجهه حتى يكون الرجل هو يصرفه، ولم ير مقدما ركبتيه بين يدي جليس له” رواه أبو داود.

وعن أبي أمامة الباهلي قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا، فقمنا إليه، فقال ” لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا ” رواه أبو داود أبن ماجة، وكان من تمثله صلى الله عليه وسلم للقرآن أنه يذكر الله تعالى كثيرا، ومن تخلقه صلى الله عليه وسلم بأخلاق القرآن وآدابه تنفيذاً لأمر ربه عز وجل أنه كان يحب ذكر الله ويأمر به ويحث عليه، فقال صلى الله عليه وسلم ” لأن أقول سبحانه الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس ” رواه مسلم، وكما قال صلى الله عليه وسلم ” مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره ، مثل الحي والميت ” رواه البخاري، وكما قال صلى الله عليه وسلم ” ما عمل ابن آدم عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله ” رواه الطبراني، وإن الأرزاق بيد الله مقسومة.

ومقاديرها عند الله معلومة محسومة، وأن الفقر قد يكون أفضل لك من الغنى وإن من عباد الله المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا بالغنى، ولو أفقره لفسد حاله وإن من عباد الله المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا الفقر، ولو أغناه لفسد حاله، وإن من عباد الله من لا يصلح إيمانه إلا الصحة، ولو أسقمه لفسد حاله وإن من عباد الله المؤمنين من لا يصلح إيمانه إلا السقم، ولو أعطاه الصحة لفسد حاله، وهكذا لله في خلقه شؤون، وحياة الإنسان لا تدوم على حال، ولا يستقر لها قرار، وكلما تطلع المرء إلى أمر طلب غيره، وكلما كان على حال تاقت نفسه إلى حال أخرى، وكلما اشتهى شيئا وحصل عليه سعى إلى غيره، وكلما وصل إلى منصب أو مكانة طمع في غيرها، وقد نتج عن هذه الحال الكثير من أمراض النفس البشرية كالهموم والأحزان والقلق، والاضطرابات وعدم الاستقرار.

والمشاكل والصراعات، والحروب بين الناس، وظلم الإنسان لأخيه الإنسان وتعديه على نفسه وماله وعرضه، وقد جاء الإسلام بعلاج لهذه النفسيات وهذه الآثار والنتائج، وذلك بتوحيد الله بأسمائه وصفاته، وتحقيق عبودية الرضا بما قسم الله للعباد من أرزاق وأقدار وأحوال وابتلاءات.

الدكروري يكتب عن الأرزاق بيد الله مقسومة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار