المقالات
الدكروري يكتب عن الإقبال على الدنيا والزهد في الآخرة
الدكروري يكتب عن الإقبال على الدنيا والزهد في الآخرة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن ما يحدث الآن على أيدي اليهود الغاصبين، والشرذمة المفسدين، هو ضعفا من المسلمين، وهو ضعفا من أعظم أسبابه حال كثيرين من أمة الإسلام من الإقبال على الدنيا والزهد في الآخرة والإعراض عن طاعة الله ورسوله حتى ابتلينا بهؤلاء الأعداء الحاقدين، الذين استهانوا بنا، واسترخصوا دماءنا وحرماتنا، وهذا مصداق لما أخبر به صلى الله عليه وسلم عن وقوعه في الأمة، حين تقبل على الدنيا وتخلد إليها ويضعف تمسكها بدين الله، وتدع الجهاد في سبيل الله، حيث قال صلى الله عليه وسلم “إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم” رواه أبي داود، ويقول النبى صلى الله عليه وسلم موضحا لنا.
أنه قد أوشك أن تتداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تتداعى الأكلة على قصتعها، قال قلنا “يا رسول الله، أمن قلة بنا يومئذ؟ قال أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، تنتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن، قال قلنا وما الوهن؟ قال حب الدنيا وكراهية الموت” رواه أبى داود، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” قال الله عز وجل ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، رجل أاعطى بى ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم بعطه أجره” رواه البخارى، وقد قال ابن التين”هو سبحانه خصم لجميع الظالمين، إلا أنه أراد التشديد على هؤلاء بالتصريح” وهذا الحديث اشتمل على أمور ثلاث.
فالأولى قوله في الحديث “رجل أعطى بي ثم غدر” والمراد أعطى بيمينه أي عاهد عهدا وحلف عليه بالله ثم نقضه، والغدر من الصفات الذميمة، لا يتحلى بها إلا فاقد الإيمان من كافر مشرك، ومن أخذ صفاتهم من المسلمين، وعن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر” رواه البخارى، وقال الإمام مسلم في صحيحه قول النبى صلى الله عليه وسلم”إذا وعد أخلف” مكان ” إذا أؤتمن خان” والغادر يحمل لواء غدره يوم القيامة خزيا وعارا بين الخلائق، ويكفيه أن الله خصمه يوم القيامة، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال.
” إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء فقيل هذه غدرة فلان بن فلان” رواه البخارى ومسلم، وفى رواية أيضا للإمام مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة” والغادر يعامله الله بعكس مقصوده، فلا يتم له أمر، والجزاء من جنس العمل، لما حلف محمد الأمين للمأمون في بيت الله الحرام وهما وليا عهد طالبه جعفر بن يحيى أن يقول خذلني الله إن خذلته، فقال ذلك ثلاث مرات، وقال الفضل بن الربيع قال لي الأمين في ذلك الوقت عند خروجه من بيت الله الحرام يا أبا العباس أجد نفسي أن أمري لا يتم، فقلت له ولم ذلك أعز الله الأمير؟ قال لأني كنت أحلف وأنا أنوي الغدر، وكان كذلك لم يتم أمره، وقال الأبشيهي “كم أوقع الغدر في المهالك من غادر، وضاقت عليه من موارد الهلكات فسيحات المصادر.
وطوقه غدره طوق خزي فهو على فكه غير قادر” يكفي الغادر سخطا وغضبا أن يكون الله خصمه يوم القيامة، وأما قوله صلى الله عليه وسلم “ورجل باع حرا فأكل ثمنه” قال ابن حجر رحمه الله “خص الأكل بالذكر لأنه أعظم مقصود” وقال المهلب “وإنما كان إثمه شديدا لأن المسلمين أكفاء في الحرية، فمن باع حرا فقد منعه التصرف، فيما أباح الله له وألزمه الذل الذي أنقذه الله منه” والثالثة قوله صلى الله عليه وسلم “ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره” فقال ابن حجر رحمه الله”وهو في معنى من باع حرا فأكل ثمنه لأنه استوفى منفعته بغير عوض، وكأنه أكلها ولأنه استخدمه بغير أجرة وكأنه استعبده”
الدكروري يكتب عن الإقبال على الدنيا والزهد في الآخرة