الدكروري يكتب عن الإيثار وستر العيوب
الدكروري يكتب عن الإيثار وستر العيوب
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الأخلاق في الإسلام ليست لونا من الترف يمكن الاستغناء عنه عند اختلاف البيئة وليست ثوبا يرتديه الإنسان لموقف ثم ينزعه متى يشاء، بل إنها ثوابت شأنها شأن الأفلاك والمدارات التي تتحرك فيها الكواكب لا تتغير بتغير الزمان لأنها الفطرة السليمة التي فطر الله عز وجل الناس عليها، فيقول تعالي في سورة الروم ” فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله” وإن من الأخلاقيات التي حث عليها الإسلام هو إن الأخلاق تقويم لاعوجاج الإنسان وسلوكه، فقد جاء الإسلام وحث على جملة من الأخلاق العظيمة إذ تحلى بها الفرد فإنه ينعم بالعزة والاستقرار والأنفة ومن هذه الأخلاق هو الصدق حيث يتطلب فيه أن يكون الإنسان صادقا مع الله ومع الناس بحيث يكون ظاهره كباطنه، وهوالالتزام بالعهد.
ويجب علينا أن نعلم ان من أفضل الأخلاق وأجملها هو الإيثار وستر العيوب وإبداء المعروف والتبسم عند اللقاء، والإصغاء عند الحديث، والإفساح للآخرين في المجالس، ونشر السلام وإفشاؤه ومصافحة الرجال عند اللقاء والمكافأة على الإحسان بأحسن منه، وإبرار قسم المسلم والإعراض عما لا يعني وعن جهل الجاهل بحلم وحكمة، وهكذا كل تصرف طيب يجعل كبير المسلمين عندك أبا، وصغيرهم ابنا، وأوسطهم أخا، وإن من حسن الخلق تهذيب الألفاظ وحسن المعاشرة ولطف المعشر والبعد عن السفه ومجانبة ما لا يليق ولا يجمل ولا يسمع لصاحبه في المجالس عيبة ولا تحفظ له زلة ولا سقطة، فقد قال ابن عباس رضي الله عنهما “القصد والتؤدة وحسن السمت جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة”
وإن ذو الأخلاق الفاضلة تجده وقورا رزينا، ذا سكينة وتؤدة، عفيفا نزيها، لا جافيا ولا لعانا، لا صخّابا ولا صياحا، لا عجولا ولا فاحشا، يقابل تصرفات الناس نحوه بما هو أحسن وأفضل وأقرب منها إلى البر والتقوى، وأشبه بما يُحمد ويرضى، وإن من أعظم أنواع الخلق الحسن، هو خلق الحياء في الأقوال والأفعال، ولقد كثرت الفتن في هذا الزمان، وأصبح المسلم يرى الفتن بكرة وعشيا، وحلّ من البلايا والمحن والنوازل والخطوب الجسام الشيء الكثير، وما ذاك إلا بسبب ما آل إليه حال المسلمين من ضياع وتشتت، وبُعدهم عن منهج الإسلام، وتفشي المنكرات بينهم، فتسلطت عليهم الأمم الكافرة، واستباحت بيضتهم، وإن أول ما يعتصم به من الفتن هو كتاب الله عز وجل، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
فإنه لا نجاة للأمة من الفتن والشدائد إلا بالاعتصام بهما، ومن تمسك بهما أنجاه الله تعالى، ومن دعا إليهما هُدى إلى صراط مستقيم، وإن التحديات القائمة على الشعوب المسلمة كثيرة وكبيرة، وإن أضرار الشبكة العنكبوتية وهى الإنرنت كبيرة على من يستعملها استعمالا خاطئا، ويجب التوجيه إلى الحذر منها وخطرها على الأهل والذرية، ومن تلك الأضرار، هو ضياع الأوقات فإذا نظر المسلم من يجلس أمام شاشات الإنترنت علم طول الوقت الذي يخسره من عمره في غير منفعة، بل ربما يعود ذلك عليه بالضرر الحسي والمعنوي، وأيضا من الأضرار هو التعرف على صحبة السوء، وهذا مشاهد في كثير من الأحيان، فالداخل إلى تلك الشبكة يبحث عن المتعة واللذة المحرمة، فيصاحب من يكون على شاكلته.
والغالب أنهم من أصحاب الهوى والشهوات الذين ليس لهم هم سوى الدخول في بحر الحب والغرام، والبحث عن الأفلام الهابطة والصور الخليعة، والمواقع الإباحية، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول “مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة “متفق عليه.