المقالات

الدكروري يكتب عن الإيمان في القلب يسمو بالإنسان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد حث الإسلام علي عدم التشاجن والتباغض والإقتتال وجعل المسلم الذي يميت مسلما بأي وسيلة أو كيفية فمن يقتله بحقنة كمن يقتله بحبّة، كمن يقتله بجرعة سم، كمن يقتله بخنجر، كمن يقتله بمسدس، جعل هؤلاء جميعا في نار جهنم خالدين مخلدين فيها أبدا، وجعل هذا الذنب، وهذا الوزر في نظر رب العالمين، وعند أحكم الحاكمين، لا يماثله إثم ولا ذنب،اسمعوا إلى مبلغ شناعته، وإلى درجة فظاعته حيث يقول فيه الحبيب صلى الله عليه وسلم” لزوال الدنيا وما فيها أهون علي الله من قتل مسلم بغير حق” فالله عز وجل يجعل دم المسلم أغلى عنده من السموات والأرض، لأنه ينطق بسر الله، ويعلن توحيد الله، ويقول أفضل كلمة قالها قائل في هذه الحياة، هي مفتاح الجنة، وهي مفتاح الأمن يوم لقاء الله، وهي كلمة الإيمان والإسلام لا إله إلا الله محمد رسول الله.

بل حرّم هذا الدين أن يعذب المؤمن بأي كيفية، بل أن يُضرب المؤمن على أعضاءه التي كرمها رب البرية، فنهى نبيكم الكريم أن يُضرب المؤمن على عينيه أو على أذنه أو على أنفه أو على رأسه أو على أي مكان في وجهه، وقال صلي الله عليه وسلم في ذلك ” من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتق” أي لا يُكفر عن هذا الذنب إلا أن يعتق هذا العبد ويجعله حُرّا لوجه الله عز وجل، بل ونهى عن الضرب للإقرار بالذنب، ونهى عن التعذيب للإعتراف بالجناية، وقال في ذلك مبعوث العناية ورسول الهداية صلى الله عليه وسلم” لا ضرب فوق عشر ضربات إلا في حدود الله” وقد يقول البعض كيف تقول هذا والدين أمر الرجال بضرب النساء؟ فنقول له يا هذا هل علمت الكيفية التي أمر الحبيب صلى الله عليه وسلم أن تضرب بها النساء؟ فلقد أمر بوعظهن أولا.

فإن لم يكن الإنسان يستطيع وعظها أحضر لها من يستطيع وعظها، ومن تتقبل كلامه كأبيها أو أخيها أو ناصحا أو معلما، أو مفهما، فإن لم تتقبل النصيحة أمره أن يهجرها في مضجعها، فينام معها ويدير لها ظهره ولا يترك الغرفة لأن هذا يجعلها لا تحس بالذنب ولا وقع ندم، وإنما ينام معها ويدير لها ظهره فإن لم تحس بوقع هذا الذنب يضربها ضربا قال فيه الأئمة الأعلام رضي الله عنهم بأن يُحضر منديله، ويربطه عقدة، ويضربها به، فكأن المقصود ليس الضرب، لأنه ماذا يصنع المنديل عندما تضرب به؟ ولكن المقصود أن تحسّ بأنه غير راض عنها، وغير راض عن أفعالها، وعن سلوكها، واشترط الشرع الشريف أن يكون هذا الضرب غير مؤذ لها، ولا كاسر لعضو من أعضائها، وإلا خرج إلى حد التجريم وكان جريمة.

وديننا يقيم لهذه الجريمة حكمها وليس لدينا وقت الآن لشرح تفصيلها، أما ضرب الخدم فقد قال فيه رسول القدم صلى الله عليه وسلم “إخوانكم خولكم جعلهم الله فتنة تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه وليلبسه من لباسه ولا يكلفه ما يغلبه فإن كلفه ما يغلبه فليعنه” وعندما كان يهدد بالضرب يمسك بالسواك، ويقول ملوحا ومحذرا وليس ضاربا ” لولا القصاص لأوجعتك به ذا السواك” وما الذي يوجعه الضرب بالسواك؟ ولكن هي الرحمة المهداة، والنعمة المسداة التي كرمت عباد الله المؤمنين أجمعين، وإن أعظم القيم وأساسها الإيمان بالله سبحانه وتعالى، فمنه تنشأ، وبه تقوى، وحين يتمكن الإيمان في القلب يجعل المسلم يسمو فيتطلع إلى قيم عليا، وهذا ما حدث لسحرة فرعون فإنهم كانوا يسخرون إمكاناتهم وخبراتهم لأغراض دنيئة.

فقال الله تعالى فى سورة الأعراف ” وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين” فلما أكرمهم الله بالإيمان انقلبت موازينهم وسمت قيمهم، هددهم فرعون فأجابوا بقولهم، كما جاء فى سورة طه “لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذى فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضى هذه الحياة الدنيا”

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار