المقالات

الدكروري يكتب عن البر والإحسان للوالدين

الدكروري يكتب عن البر والإحسان للوالدين

بقلم / محمــد الدكــروري

لقد أمرنا الله عز وجل بالبر بالوالدين والإحسان إليهما، وإن بر الوالدين والإحسان إليهما، هو خلق الأنبياء، ودأب الصالحين، حيث قال تعالى في وصف نبيه يحيى عليه السلام ” وبرا بوالدية ولم يكن جبارا عصيا” وقال عن عيسى عليه السلام ” وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا” وإن بر الوالدين والإحسان إليهما، من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، فعن عبد الله بن مسعود قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ قال الصلاة على وقتها، قال ثم أي؟ قال ثم بر الوالدين، قال ثم أي؟ قال “الجهاد في سبيل الله” قال حدثني بهن، ولو استزدته لزادني، متفق عليه، ويقول ابن عباس رضي الله عنهما “إني لا أعلم عملا أقرب إلى الله من بر الوالدة” رواه البخاري.

وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، يقول جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذنه في الجهاد، فقال “أحيّ والداك؟ قال نعم، قال ففيهما فجاهد” أي ابذل جهدك في إرضائهما وبرهما، فيكتب لك أجر الجهاد في سبيل الله، وإن من حقوق الوالدين على الأبناء هو طاعتهما وإجابة ندائهما، فإنه حق على الأبناء أن يطيعوا آباءهم في المعروف، وأن يلبّوا نداءهم ويستجيبوا لطلباتهم بكل حب وشوق وتطلع إلى خدمتهما، وبدون تردد أو تضجر أو كسل، فلهما قدم السبق والتقدم في التربية والرعاية والقيام بواجب الأبناء عليهم، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بتسع، منها “وأطع والديك، وإن أمراك أن تخرج من دنياك فاخرج لهما” رواه البخاري.

أي إن أمراك أن تتخلى عن بعض أمور دنياك لتتفرغ لخدمتهما فعليك أن تطيعهما، فإن كان طلب الوالدين في معصية الله، أو مما لا طاقة للأبناء به، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، لكن لا ينبغي أن يُردّ ذلك الطلب بعنف وتضجر واستهزاء، بل برفق ولين وأدب وبيان وحُسن اعتذار، وفي ذلك يقول ربنا سبحانه وتعالي كما جاء في سورة لقمان ” وإن جاهداك علي أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا” وهناك حديث عن رجل صالح يسمى علقمة والذي كان على فراش الموت ولم ينطق الكلمة ، ثم أرسل النبي صلي الله عليه وسلم لأمه التي قالت إنها كانت غاضبة منه لأنه كان يفضل زوجته عليها، ثم جمع النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك الحطب.

وأخبر أمه بأنه سوف يحرق ابنها أمام عينها ، فقالت يا رسول الله إنه ابني ولا يطيق قلبي رؤيتك تحرقه أمامي، فقال النبي صلي الله عليه وسلم ” يا أم علقمة عقاب الله أشد وأبقى، فإذا أردت أن يسامحه الله فسامحيه، والذي نفسي بيده لا تنفعه صلاته وصيامه وزكاته ما دمت غاضبة عليه” فسامحت المرأة ابنها، وبعد بعض الوقت مات بعض أن نطق الشهادتين، ويقول الحديث إن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك نادي في المهاجرين والأنصار وقال “إذا قدم أحدكم زوجته على أمه لعنه الله والملائكة والناس أجمعين، فلن يقبل الله صدقته أو صالح عمله إلا أن يتوب لله تعالى، وأن يطلب عفو أمه ورضاها، وإن الله يظل غاضبا لغضبها”

وقد قيل إن الحديث في مسند الإمام أحمد، وحكاية هذه القصة أنه كان الإمام أحمد رحمه الله قد أثبتها في مسنده في بداية جمعه لأحاديث الكتاب، وقد كان الجمع الأول يشتمل على كثير من الأحاديث الضعيفة والمتروكة، ثم بدأ الإمام رحمه الله بتنقية كتابه من هذه الأحاديث، فحذف هذه القصة فيما حذفه.

الدكروري يكتب عن البر والإحسان للوالدين

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار