منوعات

الدكروري يكتب عن التجارة الرابحه مع الله

 

الدكروري يكتب عن التجارة الرابحه مع الله

بقلم / محمــــد الدكــــروري

الدكروري يكتب عن التجارة الرابحه مع الله

إن العمل والإستثمار والجد والإجتهاد والتجارة، هو العمل على تنمية المال والإسهام في عمار الكون والحياة، وله دور مهم في تفعيل الطاقات البشرية، وتوفير فرص العمل للشباب، وتدريب الكوادر المهنية وذلك باب عظيم من أبواب دفع عجلة العمل من جهة، وتفريج الكرب من جهة أخرى، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم ” من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، وكما يقول صلى الله عليه وسلم “إن الله أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد، يقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم”

 

وهذا هو الصحابي الجليل عثمان بن عفان، فكان عثمان بن عفان رضي الله عنه كثير العطاء والبذل والسخاء والإنفاق في سبيل الله تعالى، فهو الذي جهز جيش العسرة كاملا في غزوة تبوك والذي كان يتكون من تسعمائة وخمسين بعيرا، وخمسين فرسا، وجاء عثمان رضي الله عنه بألف دينار فنثرها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يدعو له في ذلك اليوم، ورفع يديه حتى أري بياض إبطيه، وهو يقول” ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم مرتين ” وفي عهد الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه أصاب الناس جفاف وجوع شديدان، فلما ضاق بهم الأمر ذهبوا إلى الخليفة أبي بكر رضي الله عنه وقالوا يا خليفة رسول الله، إن السماء لم تمطر، والأرض لم تنبت، وقد أدرك الناس الهلاك، فماذا نفعل؟

 

فقال أبو بكر رضي الله عنه انصرفوا، واصبروا، فإني أرجو ألا يأتي المساء حتى يفرج الله عنكم، وفي آخر النهار جاء الخبر بأن قافلة جمال لعثمان بن عفان رضي الله عنه قد أتت من الشام إلى المدينة، فلما وصلت خرج الناس يستقبلونها، فإذا هي ألف جمل محملة سمنا وزيتا ودقيقا، وتوقفت عند باب عثمان رضي الله عنه فلما أنزلت أحمالها في داره جاء التجار، قال لهم عثمان رضي الله عنه ماذا تريدون؟ فأجاب التجار إنك تعلم ما نريد، بعنا من هذا الذي وصل إليك فإنك تعرف حاجة الناس إليه، فقال عثمان كم أربح على الثمن الذي اشتريت به؟ قالوا له الدرهم درهمين، فقال أعطاني غيركم زيادة على هذا، فقالوا له الدرهم بأربعة، فقال عثمان رضي الله عنه أعطاني غيركم أكثر.

 

فقال التجار نربحك خمسة، فقال عثمان أعطاني غيركم أكثر، فقالوا ليس في المدينة تجار غيرنا، ولم يسبقنا أحد إليك، فمن الذي أعطاك أكثر مما أعطينا؟ فقال عثمان رضي الله عنه إن الله قد أعطاني بكل درهم عشرة، الحسنة بعشرة أمثالها، فهل عندكم زيادة؟ فقالوا لا، فقال عثمان رضي الله عنه فإني أشهد الله إني جعلت ما جاءت به هذه الجمال صدقة للمساكين وفقراء المسلمين، ثم أخذ عثمان بن عفان يوزّع بضاعته، فما بقي من فقراء المدينة واحد إلا أخذ ما يكفيه ويكفي أهله، وعندما سئل الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه عن سر غناه قال كنت أعالج وأنمّي و لا أزدري ربحا ولا أشتري شيخا وأجعل الرأس رأسين، ومعنى قوله كنت أعالج أنه يقف على تجارته بنفسه ويعالج المشكلات التي تواجه تجارته.

 

ولا يعتمد على العاملين لديه لأنه مهما كانوا جيدين لن يكونوا بمستوى حرصه وأيضا هنا فرصة للتاجر حتى يفهم زبائنه ومشاكلهم بالتالي يستطيع تقديم الأفضل، وقوله وأنمّي، ويقصد إعادة الاستثمار وزيادة رأس المال حتى تنمو تجارته، وقوله ولا ازدري ربحا هو عدم استحقاره للربح البسيط وهذه الصفة مشتركة بينه وبين عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما والهدف هو كسب الزبون وتحريك البضائع والتي هي من أساسيات التجارة، وقوله لا اشتري شيخا هو أيضا عدم شرائه للقديم المتروك، وهو من الذكاء التجاري ملاحظة توجّه الناس في الشراء، وقوله اجعل الرأس رأسين وهو من الحذر حتي لا يضع ماله كله في شيء واحد بل يوزعه في شيئين حتى إذا صاب إحداهما شيء كسب من الثانية.

 

الدكروري يكتب عن التجارة الرابحه مع الله

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار