المقالات

الدكروري يكتب عن التعزيز إيجابي والتعزيز سلبي

الدكروري يكتب عن التعزيز إيجابي والتعزيز سلبي

بقلم / محمـــد الدكــروري

 

إ علماء النفس يقولون أن هناك تعزيز إيجابي وتعزيز سلبي، وعقوبة إيجابية وعقوبة سلبية، ويستخدمون عملية التعزيز الإيجابي والعقوبة، أو التعزيز السلبي والعقوبة، والتعزيز أي التأييد، وهذا يستخدمونه في تشجيع التصرفات المحمودة وتثبيط التصرفات المذمومة، فيقولون مثلا في التعزيز الإيجابي أنك تكافئ الولد بشيء، فإذا آثر أخاه بحاجة أنت تعطيه قطعة حلوى، أو ابتسامة، وتقدم له شيئا وتقدم له حافزا ماديا أو معنويا، وهذه المكافأة أو الإثابة، أو ما يسميه علماء النفس التعزيز الإيجابي، وأما التعزيز السلبي فهو نوع حرمان لردع تصرف معين وتثبيطه ومنعه، ومن شروط هذه التعزيزات ومما أثبتته الدراسات أنه كلما زاد مقدار المكافأة حجما أو عددا كلما زادت نسبة حدوث السلوك الإيجابي الذي نريده أن يحدث.

ولكن يجب الموازنة بين التصرف الذي يفعله الولد والجائزة لأن الولد أحيانا يعمل تصرفا بسيطا نعطيه جائزة كبيرة، إذا فعل تصرفا جيدا أعظم منه ماذا تعطيه؟ إذا صرت تعطيه جوائز عظيمة على أشياء عادية، إذا فعل أشياء أكثر من عادية ماذا تعطيه؟ فلا بد من نوع من التوازن، كذلك أثبتت الدراسات أنه كلما قصر الوقت بين الثواب وحصول التصرف الحميد كلما كان ذلك أدعى لحصول التصرف الحميد، ويعني لا تؤخر المكافأة، يعني إذا فعل شيئا جيدا اليوم لا تعطيه بعد أسبوع تقول هذا حق أعطه فورا كافئه فورا حتى تحصل النتيجة المطلوبة، كذلك أثبتت الدراسات الحديثة أنه كما أن المعززات الإيجابية تفقد بعض قيمتها إذا تكررت كثيرا، ولذلك ما هو لازم تعطيه على أول تصرف حميد وثاني واحد ثالث واحد تعطيه مكافآت.

وإنما مثلا افرض أنه انتظم في الصلاة أسبوعا أو شهرا تعطيه عليها جائزة، ليس أول صلاة جائزة وثاني صلاة جائزة وثالث صلاة جائزة بعد ذلك تفقد الجوائز قيمتها، وقد أثبتت الدراسات كذلك أن المكافآت المتقطعة أفضل من المكافآت المستمرة وهذه هي المسألة السابقة التي أشرنا إليها، وأثبتت الدراسات أنه كلما تنوعت المكافأة والثواب كان ذلك أفضل في زيادة نسبة حدوث التصرفات الحميدة لأنه إذا عارف أنه المرة الثانية قطعة حلوى والمرة الثالثة قطعة حلوى والمرة الرابعة قطعة حلوى تفقد شيئا من قيمتها، لكن مرة قطعة حلوى، مرة لعبة، مرة ابتسامة، مرة قبلة، ونحو ذلك، تنوع الأشياء الإيجابية يؤدي إلى حصول التصرفات الحميدة بشكل أكبر، وكذلك أثبتت الدراسات أن التعزيز الإيجابي أفضل من العقوبة في النتيجة، يعني أنت الآن إذا صدق ستكافئه وإذا كذب ستعاقبه.

وجد الباحثون أن المكافأة على الصدق، أفضل في النتيجة من المعاقبة على الكذب، وإن كان من المهم الجمع بينهما، وينبغي أن يكون العقاب فعالا وليس مؤذيا فقط، وهذا يعتمد على ثلاثة أشياء أولا درجة القسوة وشدة الألم، وثانيا فترة الإيقاع، وفورية حدوث هذه العقوبة، وعدم التراخي، وما يعطى عقابا على شيء بسيط لا بد أن يتناسب مع هذه المشكلة أو التصرف السيئ البسيط، ولا يصح أن يعاقب عقابا ضخما على خطأ صغير، أو نعاقبه عقابا صغيرا على خطأ ضخم، وهذه من أفعالنا مع أولادنا، نحن نلجأ أحيانا إلى العقاب دائما أكثر شيء ومثلا من العقاب أحيانا الكلمة الجارحة يا غبي يا بليد يا كذا، وهناك من أسماء البهائم الثور والحمار، كثير، لماذا يفعل ذلك بعض الآباء؟ لأنه أرخص، ما يكلفه شيء وسهل كلمة تنطلق، وما هو على كل حال أن هذه الكلمة بهذه الطريقة أثرها إيجابي، قد يكون أثر سلبي، ممكن يؤدي إلى احتقار الطفل لنفسه.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار