شريط الاخبار

الدكروري يكتب عن الحجاج مع قتيبة بن مسلم

الدكروري يكتب عن الحجاج مع قتيبة بن مسلم

بقلم / محمـــد الدكـــروري 

الدكروري يكتب عن الحجاج مع قتيبة بن مسلم

لقد ذكرت المصادر التاريخية أنه قد رأى الحجاج بن يوسف الثقفي أن يدفع بدماء شابة جديدة في قيادة المجاهدين هناك، فلم يجد أفضل من قتيبة بن مسلم لهذه المهمة، وسار قتيبة بن مسلم على نفس الخطة التى سار عليها آل المهلب، وهى خطة الضربات السريعة القوية المتلاحقة على الأعداء، فلا يترك لهم وقت للتجمع أو التخطيط لرد الهجوم على المسلمين، ولكنه امتاز عن آل المهلب، بأنه كان يضع لكل حملة خطة ثابتة لها هدف ووجهة محددة، ثم يوجه كل قوته للوصول إلى هدفه، غير عابىء بالمصاعب أو الأهوال التى ستواجهه، معتمدا على بسالته النادرة وروح القيادة التى امتاز بها وإيمانه العميق بالإسلام، فقام قتيبة بن مسلم بتقسيم أعماله لأربع مراحل، حقق في كل واحدة منها فتح ناحية واسعة. 

 

فتحا نهائيا ثبت فيه أقدام المسلمين للأبد، وكانت المرحلة الأولى، قام فيها قتيبة بحملته على طخارستان السفلى فاستعادها وثبت أقدام المسلمين وذلك سنة سته وثمانين هجرية، وطخارستان السفلى هى الآن جزء من أفغانستان وباكستان، وكانت المرحلة الثانية، قاد فيها حملته الكبرى على بخارى فيما بين سنتى سبعه وثمانين حتى سنة تسعين هجرية، وخلالها أتم فتح بخارى وما حولها من القرى والحصون، وكانت أهم مدن بلاد ما وراء النهر، وأكثفها سكانا وأمنعها حصونا، وكانت المرحلة الثالثة، وقد استمرت من سنة واحد وتسعين حتى سنة ثلاثه وتسعين هجرية، وفيها تمكن قتيبة من نشر الإسلام وتثبيته في وادى نهر جيحون كله. 

 

وأتم فتح إقليم سجستان في إيران الآن، وإقليم خوارزم، وهو يوجد الآن بين دول إيران وباكستان وأفغانستان، ووصلت فتوحاته إلى مدينة سمرقند في قلب آسيا وضمها إلى دولة الإسلام نهائيا، وكانت المرحلة الرابعة، وقد امتدت من سنة أربعة وتسعين حتى سته وتسعين هجرية، وفيها أتم قتيبة فتح حوض نهر سيحون بما فيه من مدن، ثم دخل أرض الصين وأوغل فيها ووصل مدينة كاشغر وجعلها قاعدة إسلامية وكان هذا آخر ما وصلت إليه جيوش الإسلام في آسيا شرقا ولم يصل أحد من المسلمين أبعد من ذلك قط، وعندما قام المسلمون الأوائل بحركة الفتح الإسلامى في الشرق كان هناك نوعان من الأجناس البشرية، القبائل الساسانية أو الفارسية والقبائل التركية، وكان نهر المرغاب هو الحد الفاصل بين هؤلاء وهؤلاء. 

 

وقد تم إدخال القبائل الفارسية في الإسلام في عهد الخلفاء الراشدين، أما القبائل التركية فقد كانت أكبر عددا وأوسع انتشارا منهم الأتراك الغزية والأتراك القراخطاى والأتراك القوقازيين والأتراك الأيجور والأتراك البلغار والأتراك المغول، ويقال أن الأمير قتيبة بن مسلم هو صاحب الفضل الأول بعد الله عز وجل في إدخال الأتراك شرقى نهر المرغاب وفى بلاد ما وراء النهر في الإسلام، فقد سحرت شخصيته العسكرية الأتراك، فدخلوا في دين الله أفواجا حبا في بطولات وشجاعة هذا البطل الجسور الذى رأى فيه الأتراك الرمز الحقيقى للفضيلة، والشجاعة والرجولة، ومعانى الإسلام النقية المتجسدة في شخصه. 

الدكروري يكتب عن الحجاج مع قتيبة بن مسلم

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار