شريط الاخبار

الدكروري يكتب عن الحضارة الإسلامية

الدكروري يكتب عن الحضارة الإسلامية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد أثار بعض المفكرين العصريين والمناصرين لمبدأ الإخاء الإنساني بأن هذا المصطلح قد ذكره بعض المفسرين في كتبهم، وأن له دليل من القرآن، مثل قوله تعالى ” وإلى عادٍ أخاهم هودا ” قائلين إن القرآن أثبت هذا الإخاء فنبي الله هود عليه السلام لم يكن أخا لقومه في الدين لكنه أخاهم في البشرية والإنسانية ولهذا لا مانع بأن نطلق على النصارى واليهود بأنهم إخواننا في الإنسانية، ولاشك أننا جميعا مسلمين وكفار خلقنا الله تعالي من أبينا آدم وأمّنا حواء عليهما السلام فنحن جميعا نشترك في البنوة لهما والله سبحانه وتعالي ينادينا جميعا قائلا ” يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ” ويقول الله تعالى ” كذبت قوم نوح المرسلين، إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون ” وقد نص جمع من المفسرين بأن المقصود بهذه الأخوة في هذا الموضع بأنها أخوة النسب ومنهم الشوكاني حيث يقول.

 

أي أخوهم من أبيهم لا أخوهم في الدين، ومن هذا قوله تعالى لنبي الله موسى ” اذهب أنت وأخوك بآياتي ” والمقصود به هارون عليهما السلام والذي كان أخا لنبي الله موسى من أب وأم، وأما عن الحضارة الإسلامية في اللغة العربية فهي كلمة مشتقة من الفعل حضر، ويقال الحضارة هي تشييد القرى والأرياف والمنازل المسكونة، فهي خلاف البدو والبداوة والبادية، وتستخدم اللفظة في الدلالة على المجتمع المعقد الذي يعيش أكثر أفراده في المدن ويمارسون الزراعة، التعدين، التصنيع على مستوى مصغر، والتجارة، على خلاف المجتمعات البدوية ذات البنية القبلية التي تتنقل بطبيعتها وتعتاش بأساليب لا تربطها ببقعة جغرافية محددة، كالصيد مثلا، ويعتبر المجتمع الصناعي الحديث شكلا من اشكال الحضارة، وتعتبر لفظة حضارة مثيرة للجدل وقابلة للتأويل.

 

واستخدامها يستحضر قيم سلبية أو ايجابية، كالتفوق والإنسانية والرفعة، وفي الواقع رأى ويرى العديد من أفراد الحضارات المختلفة أنفسهم على أنهم متفوقون ومتميزون عن أفراد الحضارات الأخرى، ويعتبرون أفراد الحضارات الأخرى همجيين ودونيين، ولقد ساعد التسامح الديني في الإسلام بخلق شبكة متعددة من الثقافات حيث تم جذب المثقفين المسلمين والمسيحيين واليهود مما أتاح وجود أعظم فترة من الإبداع الفلسفي في العصور الوسطى وذلك في الفترة من القرن الثامن وحتى الثالث عشر ميلادي، وأيضا فإن هناك سبب آخر لازدهار العالم الإسلامي في هذه الفترة وهو تركيز الحضارة الإسلامية على حرية الكلام، ويمكن بيان هذا من خلال النص التالي المأخوذ من رسالة أرسلها الهاشمي وهو قريب للخليفة المأمون إلى أحد خصومه الدينيين.

 

وحيث كان الهاشمي يحاول هديه إلى الإسلام من خلال المنطق “قم بإحضار جميع الحجج التي تريدها وقل كل ما تتمنى أن تقوله وبكل حرية، وبما أنك الآن تملك الأمان والحرية في قول ما تريده، فأرجو منك تعيين محكم والذي سيتدخل بشكل موضوعي بيني وبينك ليحكم بيننا بحيث يقوم بالحكم بناء على الحقيقة فقط كما يتعين عليه أن لا يحكم العاطفة، كما يجب أن يكون منطقيا، حيث أن الله يجعلنا مسؤولين عن مكافأتنا أو عقوبتنا، لقد قمت هنا بالتعامل معك بأسلوب عادل وكما أعطيتك الأمان حيث أنني جاهز لقبول أي قرار منطقي يعطى لصالحي أو ضد صالحي، وحيث أنه “لا إكراه في الدين” وكما أنني قمت بدعوتك حتى تقبل إيماننا عن طواعية واتفاق منك ومن خلال تبييني لسوء معتقدك الحالي” والسلام عليكم ورحمة الله”

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار