منوعات

الدكروري يكتب عن الخير في طاعة الله

الدكروري يكتب عن الخير في طاعة الله

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

لقد ضرب لنا الصحابة الكرام رضوان الله تعالي عليهم أجمعين أروع الأمثلة للفداء والتضحية بالمال والنفس في سبيل الله، فهذا الصحابي عمرو بن الجموح رضي الله عنه يريد أن يخرج للجهاد، فيمنعه أبناؤه، لأنه أعرج قيصر، فيخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرخصة، فيقول الصحابي “لعلي أطأ بعرجتي هذه الجنة ” وقد كان، وهؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستجيبون لندائه صلى الله عليه وسلم غداة يوم أحد بالخروج إلى حمراء الأسد، فيلبّون النداء على ما بهم من جراحات شديدة، حتى كان يحمل الأقل جرحا أخاه الأشد جرحا، بعد فقد الظهر الذي كان يحمله، وهذا الكهل الذي التحق بكتائب الجهاد وقد تدلى حاجباه وانحنى صلبه، فقال له شاب يا عمّاه.

 

قد وضع الله عنك وعن أضرابك الجهاد فرد الرجل باكيا يا بنيّ، لم أجد الله أعفى أحدا حين قال تعالي ” انفروا خفافا وثقالا” فالمسلم الجاد لا تقعده الدنيا بزخارفها الفانية، ولا يلجأ إلى الأعذار التافهة لأن ما عند الله خير وأبقى، فإن عبد الله الذى رضي بالله ربا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا وبالاسلام دينا، يرى أنه إذا كان عبدا لله كان حرا، أي عبودية لغير الله مذلة، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ” تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس وانتكس، واذا شيك فلا انتقش” وعبد الدينار والدرهم هو من يسعى من أجل المال، فإن الله أعلى قيمتك، وأن الله أعزك لكن هناك من يريد أن يذل نفسه بنفاق أو كذب أو معصية أو سعى في ركاب من البدعة والضلالة.

 

فهو عبد للمال يتحرك ويدور معه اينما دار، وعبد الخميصة، وهو أن الخميصة نوع من الثياب والمقصود هنا من عنده حب للمظاهر أو عبودية للمظاهر والظهور أمام الناس وماذا يقول الناس؟ وماذا يفعل الناس؟ والرسول صلى الله عليه وسلم دعا على هؤلاء بالتعاسة لأنه يحاول بكل سبيل أن يحصل على ما تعبد أو ما تزلل من أجله رخص نفسه باع نفسه رخيصا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ” تعس وانتكس” فهي تعاسة وانتكاس والعياذ بالله ” واذا شيك فلا انتقش” وهو دعاء من النبى صلى الله عليه وسلم، أنه حتى ولو شيك بشوكة وهي أقل الأذى فالنبي صلى الله عليه وسلم يدعو” فلا انتقش” يعني لا يرجى له الخير هذا الذى باع نفسه رخيصا لهواه للدرهم والدينار والخميصة.

 

أما عبد الله فإنه تعبد لله بما أمره الله تعالى به، وعلم أن الخير كل الخير في طاعة الله، وأن الشر كل الشر في معصية الله عز وجل، فقال الله تعالى كما جاء فى سورة طه” فمن تبع هداى فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا” وقد قال الشيخ الشعراوي رحمه الله، في كتاب الحلال والحرام إن البعض ينظر إلى مسألة الحلال والحرام نظرة ضيقة فيري أن الله حرم عليه السرقة، وحرم عليه القتل، وحرم عليه الزنا، ولو وسعت الدائرة لعلمت أن الله لم يحرم عليك وحدك القتل، بل حرم على جميع أهل الارض أن يقتلوك، ولم يحرم عليك أنت وحدك السرقة، بل حرم على جميع أهل الأرض أن يسرقوك، ولم يحرم عليك وحدك الزنا، إنما حرم على جميع الارض أهل الأرض

 

أن ينالوا من عرضك من أمك أو زوجتك او أختك أوابنتك” فهذه هي النظرة الشاملة لقضية الحلال والحرام فهي ليست تضييق، وإن الله تعالى من أسمائه رب العالمين، ومن معاني الرب أنه المالك المتصرف المربي، أي الذي يربينا بأوامره، وهو الذي يربينا بأقداره الذي يربينا بشرعه الذي يربينا بما علمنا من كتابه سبحانه وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى كما فى سورة النساء ” ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما”

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار