الدكروري يكتب عن السبيل لتحقيق الأماني والأحلام
الدكروري يكتب عن السبيل لتحقيق الأماني والأحلام
بقلم / محمــــد الدكــــروري
الدكروري يكتب عن السبيل لتحقيق الأماني والأحلام
إن الدراسة والعلم هما السبيل لتحقيق الأماني والأحلام، ولا مكان لمن أهمل العلم وضيع الدراسة، ولجأ إلى الكسل والراحة، ونجاح المرحلة الدراسية أمل يرجوه الآباء والأمهات، وترجوه القيادة الرشيدة بما تبذله من اهتمام بالطلبة ودراستهم، فالطالب لا يكتسب العلم بمجهوده الفردي، فلابد من تضافر الجهود بحسن التعاون بين المدرسة والبيت والطالب، وإن مسؤولية الوالدين لا تقف عند حدود الإنفاق على الأبناء، بل لابد من الرعاية العاطفية والتحفيز والتشجيع، ولقد أدرك الصالحون قيمة التعليم لأبنائهم، فحرصوا على بذله لهم، وتوفير الجو المناسب لذلك، فهذه أم سفيان الثوري مات زوجها، وأراد ولدها أن يترك العلم ليكفل أمه وإخوته، فقالت له تلك الأم الصالحة العارفة لأهمية العلم وفضله.
يا بني اطلب العلم وأنا أعولك بمغزلي فانطلقت الأم تغزل صوفها، وتكافح في حياتها، حتى أصبح ولدها سفيان علما من أعلام المسلمين، وإماما من أئمة الهدى، فمتابعة الوالدين لأبنائهم في سلوكهم ودراستهم له أبلغ الأثر في تقوية عزمهم ونجاحهم وتفوقهم في تحصيلهم العلمي، وتذكروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم “من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة ” رواه مسلم، ولقد كان ابن عباس حبر الأمة يطلب العلم من غيره ويمشي إليه في ظروف قاسية، فيا أيها الطلاب إن المدرس في المدرسة او الدكتور في الجامعة هو مكان والدك داخل أسوار المدرسة أو الجامعة قتقبل منه ما تتقبلة من أبيك وأعلم أن المدرس هو الوحيد بعد الأب والأم الذي يتمنى أن يصل تلميذه الى أعلى المناصب.
ويفتخر بك أكثر من والدك، ويا أيها الآباء الكرام، حتى يقع العلم مواقع نافعة في قلوب أبنائكم ازرعوا فيهم احترام المعلم أيا كان ذلك المعلم وأينما كان ذلك العلم من علم شرعي أو غيره مما تحتاجه البشرية، فالأدب مفتاح العلم وأساس الطلب، إن المعلم والطبيب كليهما لا ينفعان إذا لم يكرما، وإن تقدير المجتمع للمعلم وللطبيب وللمهندس ومن يفتى الناس فى دينهم وغيرهم ممن ينفعون الناس له أثر عظيم، لا لذات الشخص فحسب، وإنما لشرف المهمة التي يؤديها، والرسالة التي يحملها، وشجعوا أبناءكم على الدراسة وطلب العلم وتابعوهم من أول يوم للدراسة، وإن أهل العلم هم الشهداء مع الملائكة على وحدانية الله تعالى، وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بين لنا أن ثواب طالب العلم.
كثواب المجاهد في سبيل الله ، فمما لا بد أن يعلم أن الله تبارك وتعالى جعل للمجاهدين في سبيله في الجنة مائة درجة ما بين درجة ودرجة كما بين السماء والأرض، هذه المائة درجة للمجاهدين في سبيل الله، فهذه الآيات وتلك الأحاديث، وهذه البشارات تحث المؤمنين وتدفعهم على الحرص والرغبة في طلب العلم والاجتهاد في تحصيله ونفع الناس به، فينتفع وينفع، يريد ما عند الله جل وعلا، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ” فوالله لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم” فكونه يهتدي على يديه واحد أو جماعة خير عظيم، فمن دل على خير فله مثل أجر فاعله، فالمؤمن يبذل وسعه، ويحرص على التفقه في الدين والتعلم.
وعلى بذل العلم، والنصيحة للناس، وتوجيه الناس إلى الخير أينما كانوا، وهو يريد بذلك ثواب الله، ويريد أجره، ويطلب بذلك رضاه، ومما جاء من أقوال السلف الصالح في بيان فضل طلب العلم ومدارسته، عن أبي هريرة رضي الله عنه وأبي ذر، قالا الباب يتعلمه الرجل أحب إلينا من ألف ركعة تطوعا، وقال أبو الدرداء مذاكرة العلم ساعة خير من قيام ليلة، ويقول أبو هريرة رضى الله عنه لأن أفقه ساعة أحب إليّ من أن أحيي ليلة أصليها حتى أصبح، وعنه قال لأن أعلم بابا من العلم في أمر أو نهي أحب إليّ من سبعين غزوة في سبيل الله عز وجل، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال تذاكر العلم بعض ليلة أحب إليّ من إحياءها، ويقول أبو موسى الأشعرى، لمجلس أجلسه من عبد الله بن مسعود، أوثق في نفسي من عمل سنة.
الدكروري يكتب عن السبيل لتحقيق الأماني والأحلام