الدكروري يكتب عن الصحابة الرجال
الدكروري يكتب عن الصحابة الرجال
بقلم محمد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن الصحابة الرجال
إن الرجال هم صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم فهم من ضحوا بأرواحهم وأموالهم لنصرة الإسلام ونصرة قول الحق، فهم من وقفوا أمام النبي ليدافعوا عنه بأرواحهم وهم من أعطوا لتجهيز الجيوش، وهم من أنفقوا كل ما يملكون ووضعوا كل ذلك بين يدي الله ورسولة، وهكذا كانت الرجال فهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وإن مقياس الرجولة فى صدق الإنسان ما عاهد عليه ربه سبحانه، وهؤلاء صفوة من القلة الذين مليء بالإيمان أرواحهم حتى بدت الرجولة فى أفعالهم فتستطع معادنهم إذا استحكمت الأزمات، وتشابكت خيوطها، وتوالت الضوائق وطال ليلها، ولذا لا يثبت الإنسان فى ديوان المؤمنين من الرجال إلا إذا ظل صامدا وصادقا فى عهده مع ربه وخالقه.
وآية ذلك صمود الذات أمام ما سطره القدر عليها فى صحائفه من صنوف الابتلاء وأنواع الملمات، وإن الإيمان الصادق فى حقيقته صلة بين الإنسان وربه لا يكشف عن قوته ونفاسة معدنه، إلا خضوع الإنسان لسنة الابتلاء الذى يمحص الذوات كاشفا عن طيبها أو زيفها، وما صنع الأبطال والعظماء إلا بانصهارهم فى ضوائق المحن والشدائد وخوض غمار العثرات والصعاب، ومن ثم كان نصيب القادة من العناء والبلاء على مقدار ما أوتوا من مواهب وملكات، وما أدوا فى حياتهم من أعمال زلزلت لهولها الجبال بيد أنه ثبت أمام روعها الرجال، ليقين رسخ فى نفوسهم أن لعظماء الرجال فى الحياة مواقف، فصنعوا لأنفسهم مواقفا ينحنى لها عظماء الرجال، ولقد كان طريق معاوية بن أبي سفيان.
إلى السلطة أقل تخضبا بالدماء من طرق معظم من أسسوا أسرا حاكمة جديدة، وكان يحس كما يحس كثيرون من المغتصبين أنه بحاجة إلى أن يحيط عرشه بالأبهة والمظاهر الفخمة، وتشبه في هذا بأباطرة الدولة البيزنطية ، الذين تشبهوا هم أنفسهم بملك ملوك الفرس وإن بقاء هذا الطراز من الحكومة الملكية الفردية من عهد قورش إلى يومنا ليوحي بصلاحيته لحكم الشعوب الجاهلة واستغلالها وكان معاوية نفسه يشعر بأن حكمه هذا يبرره ما عاد على البلاد في أثنائه من الرخاء، وانقطاع النزاع بين القبائل، ولكن في النهاية هي الدنيا الفانية التي هي متاع زائل ومتاع الغرور.
فلن تدوم الدنيا لأحد ولن تدوم السلطة ولن يدوم الجاه فالكل سيفني وينتهي فإن الموت آت لا محالة إن لم يكن اليوم فغدا، فينبغي علي الإنسان المسلم العاقل الرشيد أن يكون رجلا من الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.