الدكروري يكتب عن العقيقه في الإسلام
الدكروري يكتب عن العقيقه في الإسلام
بقلم / محمــــد الدكـــروري
إن من الأبناء والبنات من هو قاسي القلب، جاحد ناكر، شقي النفس، خبيث الطباع، متحجّر الضمير، يريد كل شيء لنفسه، ولا يبالي بوالدين، همه أن يأخذ ولا يعطي، ويُخدم ولا يَخدم، يطيب كلامه مع الناس، ويسوء مع والديه، يتودّد إلى الناس، ويتنكر لوالديه، ويبتسم في وجوه الآخرين، ويعبس في وجه والديه، ويتصرف مع والديه بوحشية وهمجية وقسوة، فإذا سمع من والديه ما لا يُرضيه، يذلّ أمه ويبكيها، ويبطش بأبيه ويرميه، ومن الأبناء من يعامل أمه معاملة الخدم، ويجعلها خادمة في بيته لزوجته وأبنائه، فتظل المسكينة محبوسة في البيت، في طبخ وتنظيف وترتيب بينما العاق وزوجته في وظائفهما أو في الشوارع يتجولان وربما شرّد أمه ورمى بها في الشارع إرضاء لزوجته.
ومن الأبناء من يتكبر على والديه، فلا يرضى أن ينتسب إليهما، تكبرا وجحودا وإنكارا، فينتسب إلى غير والديه من أجل منصب أو مكانة أو عرض من الدنيا زائل ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول “مَن ادّعى إلى غير أبيه، وهو يعلم أنه غير أبيه، فالجنة عليه حرام” متفق عليه، وترى العاق لوالديه يبتعد عنهما أميالا حتى لا يقول الناس هذان أبوا ذلك الرجل، ولم يعلم أن دمعة الأبوين المظلومين بسبب ظلم الأبناء تقع من الله بمكان، ويجعلها على العاقين نارا ووبالا، فرضى الله في رضاهما، وسخطه سبحانه في سخطهما، والظلم ظلمات يوم القيامة، وإن العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود في اليوم السابع من مولده، وهي سنة مؤكدة في الإسلام، عن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
وتكون شكرا لله عز وجل، على المولود، ذكرا كان أو أنثى، وهى تكون شاتان مكافئتان عن الغلام، وشاة واحدة عن الأنثى، وقد كانت العقيقة معروفة عند العرب في الجاهلية قبل الإسلام، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ” من ولد له ولد فأحب أن ينسك عنه فلينسك عن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة ” رواه أبو داود والنسائي، وأما عن قوله صلى الله عليه وسلم، في الحديث ” فأحب أن ينسك عنه” فهو يدل على عدم الوجوب وإنما هي للأستحباب، فمن أحب يذبح ومن لم يحب لاشيء عليه، ولكن يقال من كان له قدرة واستطاعة فالأولى والأفضل والأكمل والأحسن وخروجا من خلاف أهل العلم هو أن يعق عن المولود، ومن لا يستطيع فلا يجب عليه للعجز.
لعموم قول الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم “لايكلف الله نفساً إلا وسعها” ولقوله سبحانه وتعالى “وما جعل الله عليكم في الدين من حرج” فالعقيقة يقال لها عقيقة ويقال لها نسيكة ويسميها بعض الناس تميمة، وهي عن الذكر إثنتان وعن الأنثى واحدة من الغنم، وتجزئ في الأضحية يعني جذع ضأن أو إثني من الماعز فما فوق، فهذه يقال لها العقيقة، وهي سنة مؤكدة، لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أمر بها، فأمر أن يعق عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة، وقال كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى، فالسنة لأب الطفل أن يذبح عن ولده الصغير إثنتين إذا كان ذكرا وعن الجارية واحدة في اليوم السابع، فإن لم يتيسر ذبحها بعد ذلك، في الرابع عشر في الحادي والعشرين.
وذلك كما يروى عن السيده عائشة رضي الله عنها أو في غير ذلك، وهى ليس لها حد محدود بعد السبع، وإن تيسر اليوم السابع فهو أفضل ويحلق رأس الطفل الذكر ويسمى وإن سمي عند ولادته فلا بأس، قد سمى النبي صلى الله عليه وسلم، بعض أولاد الأنصار يوم الولادة وسمى ابنه إبراهيم يوم الولادة وإن سمي يوم السابع فكذلك كله سنة،
أما العقيقة والحلق يكون يوم السابع، ويحلق رأس الذكر، وأما الأنثى لا، وإذا ذبح العقيقه بعد ذلك بشهر أو شهرين أو سنة أو أكثر كل هذا لا بأس به، والسنة أن يأكل منها ويطعم ويتصدق منها وإن جمع عليها جيرانه وأقاربه أو تصدق بها كلها فلا بأس وكله طيب، وهى ليس فيها حد محدود بحمد الله، والرسول صلى الله عليه وسلم.
أمر بها ولم يقل افعلوا بها كذا وكذا، فدل على التوسعة، وإن أكل منها أو ادخر منها أو أطعم جيرانه، أو تصدق بها كلها ولكن الأفضل أن يتصدق منها بعض الشيء، وإن وزعها كلها أو جمع الجيران والأقارب عليها والأصدقاء فهذا كله طيب.