الدكروري يكتب عن العهود بين الخلائق
الدكروري يكتب عن العهود بين الخلائق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
لقد حثنا الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم بالوفاء بالعهد، كما جاءت الرسالات السماوية كلها بذلك الأمر، وإن العهود التي بين الخلائق هو قيام المسلم بما التزم به من قول أو كتابة تجاه إخوانه المسلمين فقال تعالى” وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا ” وكذلك توكيد اليمين وعدم نقضها فقال تعالى” وأوفوا بعهد الله ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها ” وأيضا عقد الزواج من العهد فقال صلى الله عليه وسلم ” إن أحق الشروط أن توفوا ما استحللتم به الفروج ” رواه البخاري، وإن من الوفاء بين الخلق هو الإحسان إلى الأبناء وتربيتهم فقال تعالى ” يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة ” ومن أهملهم لم يوفي بما عُهد إليه، ومن الوفاء هو حفظ حقوق الجار بأن لا تستباح حرمته.
ولا ينال من عرضه، ولا يستحل ماله فقال صلى الله عليه وسلم” والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن” قيل من يا رسول الله ؟ قال ” الذي لا يأمن جاره بوائقه ” رواه البخاري، ومن الوفاء إيفاء المسلمين حقوقهم عامة فقال صلى الله عليه وسلم ” حق المسلم على المسلم ست، إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه ” رواه مسلم، ومن الوفاء احترام العقود والأمر بإنفاذ الشروط التي بين المسلمين ” المسلمون عند شروطهم ” رواه البخاري، وإن من الوفاء هو أداء الدين لمستحقيه وعدم المماطلة فيه فقال صلى الله عليه وسلم” من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله ” رواه البخاري.
وإن من التسويف في أداء أجرة الأجراء وحقوق العمال الضعفاء، فقال صلى الله عليه وسلم ” قال الله عز وجل ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة، رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره ” رواه البخاري، وقيل أنه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله مات أبي وأمي فهل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم ، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما ” رواه أبو داود، وقد روى أنس بن مالك رضي الله عنه قال ” غاب عمّي أنس بن النضر عن قتال بدر، فقال يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت فيه المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرينّ الله ما أصنع.
فلما كان يوم أحد وانكشف المسلمون ، فقال اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني أصحابه وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء يعني المشركين ثم تقدم، فاستقبله سعد بن معاذ، فقال يا سعد بن معاذ، الجنة ورب النضر إني أجد ريحها دون أحد، قال أنس فوجدنا به بضعا وثمانين ما بين ضرية بالسيف أو طعنة بالرمح أو رمية بالسهم، ووجدناه قد مثّل به المشركون، فما عرفه أحد إلا أخته بشامة ببنانه” رواه البخاري، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي، فقال لها من أنت ؟ قالت أنا جثامة المزنية، فقال بل أنت حسانة المزنية ، كيف أنتم ؟ كيف حالكم ؟ كيف كنتم بعدنا ؟ قالت بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فلما خرجت قلت يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ؟ فقال إنها كانت زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان “