المقالات

الدكروري يكتب عن الغفاري يدخل مكة 

الدكروري يكتب عن الغفاري يدخل مكة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ةالدكروري يكتب عن الغفاري يدخل مكة 

لقد ذكرت المصادر الإسلامية أنه لما بلغ أبو ذر الغفاري مكة حتي يقابل النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ويتعرف عليه فكان متوجس خيفة من أهلها فقد تناهت إليه أخبار غضبة قريش لآلهتهم وتنكيلهم بكل من تحدثه نفسه باتباع محمد لذا كره أن يسأل أحدا عن محمد لأنه ما كان يدري أيكون هذا المسؤل من شيعته أنصاره أم من عدوه، ولما أقبل الليل اضطجع في المسجد فمر به علي بن أبي طالب رضي الله عنه فعرف أنه غريب فقال هلمّ إلينا أيها الرجل فمضى معه وبات ليلته عنده وفي الصباح حمل قربته ومزوده وعاد إلى المسجد دون أن يسأل أحد منهما صاحبه عن شئ ثم قضى أبو ذر يومه الثاني دون أن يتعرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أمسى أخذ مضجعه من المسجد.

 

فمر به الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه، فقال له أما آن للرجل أن يعرف منزله، ثم اصطحبه فبات عنده ليلته الثانيه، ولم يسأل أحد منهم صاحبه عن شيئ فلما كانت الليلة الثالثة قال علي لصاحبه ألا تحدثني عما أقدمك إلي مكة، فقال أبو ذر إن أعطيتني ميثاقا أن ترشدني إلى ما أطلب فعلت، فأعطاه علي ما أراد من ميثاق فقال أبو ذر رضي الله عنه، لقد قصدت مكة من أماكن بعيدة أبتغي لقاء النبي الجديد وسماع شيئ مما يقوله، فانفرجت أسارير الإمام علي رضي الله عنه وقال والله إنه لرسول الله حقا، وإنه، وإنه، فإذا أصبحنا فاتبعني حيثما سرت، فإن رأيت شيئا أخافه عليك وقفت وكأني أريق الماء فإذا مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي، لم يقر لأبي ذر مضجع طوال ليلته شوقا إلى رؤية النبي صلى الله عليه وسلم.

 

ولهفة إلى استماع شيئ مما يوحى به إليه، وفي الصباح مضى علي بن أبى طالب بضيفه إلى بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومضى أبو ذر وراءه يقفوه أى يتبعه ويمشي على أثره وهو لايلوي على شيئ لا يلتفت إلى شيء حتى دخلا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو ذر السلام عليك يا رسول الله فقال الرسول وعليك سلام الله ورحمته وبركاته، فكان أبو ذر أول من حيا الرسول صلى الله عليه وسلم بتحية الإسلام، ثم شاعت وعمت بعد ذلك، وأقبل الرسول صلوات الله عليه على أبي ذر يدعوه للإسلام ويقرأ عليه القرآن، فما لبث أن أعلن كلمة الحق ودخل في الدين الجديد قبل أن يبرح مكانه، فكان رابع ثلاثة أسلموا أو خامس أربعة، ويقول أبا زر الغفاري رضي الله عنه.

 

أقمت بعد ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة فعلمني الإسلام وأقرأني شيئا من القرآن، ثم قال لي ” لاتخبر بإسلامك أحدا في مكة، فإني أخاف عليك أن يقتلوك ” فقلت والذي نفسي بيده لا أبرح مكة حتى آتي المسجد وأصرخ بدعوة الحق بين ظهراني قريش فسكت الرسول صلى الله عليه وسلم، فجئت المسجد وقريش جلوس يتحدثون، فتوسطتهم وناديت بأعلى صوتي يامعشر قريش إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فما كادت كلماتي تلامس آذان القوم حتى ذعروا جميعا وهبوا من مجالسهم، وقالوا عليكم بهذا الصابئ، الخارج من دينه وقاموا إلي جميعا يضربونني لأموت فأدركني العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم وأكب علي ليحيمني منهم ثم أقبل عليهم.

 

وقال ويلكم أتقتلون رجلا من غفار وممر قوافلكم عليهم فأقلعوا عني ولما أفقت جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأى مابي قال ألم أنهك عن إعلان اسلامك، فقلت يارسول الله، كانت حاجة في نفسي فقضيتها، فقال الحق بقومك وخبّرهم بما رأيت وماسمعت وادعهم إلى الله لعل الله أن ينفعهم بك ويؤجرك فيهم، فإذا بلغك أني ظهرت فتعالي إلي الدكروري يكتب عن الغفاري يدخل مكة .

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار