الدكروري يكتب عن القائد عرفجة يفتح خوزستان
الدكروري يكتب عن القائد عرفجة يفتح خوزستان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن القائد عرفجة يفتح خوزستان
لقد ذكرت المصادر التاريخية أنه كان للقائد عرفجة فى فتح خوزستان أحسن البلاء، قال بامطرف في الجامع كان عرفجة من كبار القادة الفاتحين، وهو الذي فتح رامهرمز وتستر في خوزستان، وبعد فتح السوس توجه جيش المسلمين إلى نهاوند حيث جرت الوقعة الكبرى التي أطلق عليها العرب اسم فتح الفتوح سنة واحد وعشرين من الهجرة وشهد عرفجة بن هرثمة المعركة مع أبي موسى الأشعرى على رأس جيش أهل البصرة وتحت لواء النعمان بن مقرن المزنى، واستشهد النعمان بن مقرن فأخذ الراية حذيفة بن اليمان، وافتتحت نهاوند، فلم يكن للفرس بعد ذلك جماعة، وبها انتهى حكم الدولة الساسانية في إيران بعد أن دام حكمها ربعمائة وستة عشر عاما، وبهذه المعركة أسدل الستار على الحياة العسكرية.
للقائد عرفجة بن هرثمة، ومنها تحول إلى الإمارة، بعد عشر سنوات في ميدان الفتوحات الإسلامية، وقال محمود شيت خطاب عرفجة بن هرثمة شهد فتح مدينة رامهرمز ومدينة تستر، وبقي مجاهدا في ساحات القتال، حتى عاد إلى الموصل سنة اثنين وعشرين من الهجرة واليا عليها ومن نهاوند عاد عرفجة إلى الموصل واليا عليها بأمر الخليفة عمر بن الخطاب، وقال مؤرخ الموصل عبد المنعم الغلامى، عرفجة بن هرثمة بن عبد العزيز بن زهير البارقى من رجال الإسلام الأجلاء، وقد شهد فتح تكريت وتولى خراج الموصل بعد فتحها، ثم عاد إلى جنوب العراق مع قومه الأزد، وقاتل في الأهواز ثم عاد إلى الموصل واليا عليها بأمر الخليفة عمر بن الخطاب، وفي عام اثنين وعشرين من الهجرة.
تسلم عرفجة بن هرثمة سدة ولاية الموصل ودامت ولايته عليها إلى أن توفي عام أربعة وثلاثين هجرى، وكانت توليته حدثا تاريخيا هاما سجلته كتب التاريخ والصحابة، فجاء في كتاب أنساب الأشراف للمؤرخ البلاذرى أنه ولى عمر عتبة بن فرقد الموصل سنة عشرين، ثم عزله، وولى الموصل هرثمة بن عرفجة البارقى، وقال النويرى فى قول صاحب الكامل فى التاريخ فى سنة اثنتين وعشرين كان فتح شهرزور، فتحها عتبة ابن فرقد، وكتب إلى عمر بن الخطاب إن فتوحى قد بلغت أذربيجان، فولاه إياها، وولى هرثمة بن عرفجة الموصل، وقال الذهبى عرفجة بن هرثمة البارقى هو الذى جند الموصل، وواليها لعثمان، وله فيها أخبار، ولقد كان تولي عرفجة بن هرثمة أميرا نقطة تحول هامة وعظيمة في تاريخ الموصل.
ودامت ولاية عرفجة قرابة ثلاثة عشر عاما، وهي مدة طويلة نسبيا تتيح لصاحبها المجال والخبرة لتحقيق الكثير من المنجزات في شتى المجالات الإدارية والعمرانية، لذا فقد اقترن أمر تخطيط الموصل وتعميرها باسم هذا الوالي القدير، وكان عرفجة بن هرثمة مؤسس العصر العربى الإسلامى لولاية الموصل، وفى ذلك يقول مؤرخ الموصل احتلت الموصل مكانة مهمة في العصر الراشدى، وبعد فتحها مباشرة أصبحت فى السنة السابعة عشر من الهجرة ثغرا تابعا الكوفة، وكان يقيم بها الوالى أو نائب عنه، ثم مصرها هرثمة بن عرفجة البارقى، وكان أول من اختطها أى جعل لها خططا، باسكان العرب فيها، كل في محلة خاصة بهم، فاصبحت أحد الأمصار الإسلامية المهمة، وزاد عدد سكانيها، واصبحت مقرا لاقليم الجزيرة.